أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لا تتركوا الشيعة العرب في حضن إيران

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
04-02-2016 08:00 AM
لجأ الغرب في نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى تعزيز أمن الكيان الصهيوني وتخفيف الضغط الواقع عليه، وذلك عن طريق إيجاد عدو آخر للعرب في منطقة الشرق الأوسط، فكانت فكرة الصراع الطائفي المذهبي هي الأضمن والأقرب للتنفيذ من الصراع السياسي لما لها من نتائج تدوم ربما لقرون قادمة، وسرعان ما انقلب الغرب على الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان حليفاً تقليدياً لهم في مواجهة المد الشيوعي، وتمت الإطاحة به ودعم الخميني من منفاه في فرنسا التي كان يربطها مع الشاه علاقات وثيقة، إلا أن دوره قد انتهى وحان الوقت لتشكيل دولة دينية تتكفل بتأجيج الصراع في المنطقة إلى إشعارٍ آخر.

منذ اليوم الأول لتأسيس إيران ما بعد الثورة، عملت القيادات الدينية الإيرانية على سحب البساط من تحت أقدام الشيعة العرب الذين يعتبرون أنفسهم هم أصل الشيعة الإمامية في العالم أجمع، ظهر ذلك من خلال التنافس الواضح بين الحوزتين العلميتين في النجف وقمّ الإيرانية، وبالرغم من أن نظام حزب البعث آنذاك حارب كل من وقف في وجهه من سنة وشيعة وأكراد، إلا أن إيران الخمينية استغلت الحرب العراقية الإيرانية وعملت على تسويق فكرة اضطهاد السنة للشيعة والمحافظة على ديمومة الصراع الطائفي في المنطقة مستخدمين العرب الشيعة حطباً لذلك الصراع.

يطفو على السطح بين الحين والآخر الخلاف والتنافس المذهبي-السياسي داخل البيت الشيعي، فهنالك الكثير من المعارضين لحزب الدعوة الذي يحكم العراق اليوم والذي كان محرّماً داخل البيت الشيعي في زمنٍ من الأزمان لما له من آراء دينية-سياسية خلافية، ولم يعد مقنعاً للعرب الشيعة في محافظات جنوب العراق على وجه التحديد والذين بدأت أصواتهم تعلو ضد كل اشكال الفساد الحكومي كل هذا التراجع والتردّي في الخدمات التي تقدمها الدولة، فمن غير المعقول أن دولة العراق الغنية والتي اشترت على سبيل المثال من الولايات المتحدة منذ العام 2003 أسلحة بقيمة 140 مليار دولار، ان لا تقدم حكومتها للمناطق المفترض انها تخلو من اي صراع طائفي أو تواجد لأتباع طوائف أخرى أبسط الخدمات وأيسرها، وما زالت البنية التحتية والمستشفيات والجامعات والمدارس وغيرها والماثلة أمام المواطن العراقي هي من إنجازات النظام العراقي السابق!!.

القيادات الدينية الشيعية والمرجعيات تمثّل اليوم للعرب الشيعة كابوساً يجثم على صدورهم، فحضورهم يقتصر على الخطاب الديماغوجي بقصد التكسّب السياسي من خلال إيقاد الفتنة الطائفية قبيل أية انتخابات مرتقبة، فتطويع الظروف المحيطة عن طريق استخدام فزّاعة 'السنّة'، يكفل ان العرب الشيعة سوف يحسبون ألف حساب قبل أن يخطوا أية خطوة من شأنها أن تغير ذلك الواقع المحيّر بالنسبة لهم والذي صنع من العراق محمية إيرانية بامتياز.

اليوم وبعد رفع العقوبات المفروضة على إيران وتدفق مليارات الدولارات بين يدي خامنئي، تُطرح الأسئلة حول امكانية إعادة ترتيب البيت العربي الداخلي، ومد جسور الثقة مع العرب الشيعة الذين يشكلون ورقة ضغط على نظام الولي الفقيه في ظل الأوضاع الراهنة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-02-2016 12:03 PM

.
-- للكاتب الشكر على مقال هام يلقي الضوء على اختطاف الموقف الشيعي العربي لخدمه مخططات ايران ولعل ايه الله الحسني الصرخي هو من الامثله على التصدي العراقي العربي الشيعي لهذا النهج

-- واذا كنا نتفهم ان الفرس يتغطون بعباءه المذهب لتوسعه نفوذهم في أوساط الشيعه العرب فان ما لا بمكن فهمه هو ان السعوديين بدعم الًوهابيه المسلحه و للتحشيد الإعلامي السني المبرمج لخدمتهم قد خدموا المخطط الفارسي بما لم تحلم به ايران

.

2) تعليق بواسطة :
05-02-2016 01:18 AM

كل الشكر للكاتب المحترم وليفهم كل عربي مسلم شريف ان من ادخل الطائفية الى المشرق العربي هم الفرس المجوس برعاية امريكية وكما تفضل الكاتب هناك حقيقة غائبة عن البعض وهي ان المشروه الايراني هو فارسي قوومي ليس له علاقة بالاسلام ولا حتى بالتشيع وما الشيعة العرب الا وقود لهذا المشروع الخبيث

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012