جانب من اللقاء
11-02-2016 11:04 PM
كل الاردن -
الحارث علي الحباشنه .
استضاف موقع 'كل الاردن' لقاء حواري جمع عدد من كبار متقاعدي القوات المسلحة والاجهزة الامنية ناقشوا فيه تطورات وردود الفعل على الساحة الاردنية بعد انعقاد مؤتمر لندن للاجين ونتائجه ، والتوجه الدولي لحرب برية محتملة على الاراضي السورية ومشاركة الاردن فيها .
واجمع المشاركون على رفض المشاركة الاردنية في حرب برية ، مطالبين موافقة الشعب من خلال المؤسسات الدستورية في حال وجود تهديد حقيقي للدولة الاردنية يتطلب مشاركة قواتنا المسلحة ، وابدو تخوفهم من نتائج مؤتمر لندن كخطوة حقيقية لبداية التوطين الجديد في الاردن تحت الشعارات الانسانية،وفيما يلي تفصيلات الجلسة:
اسرائيل العدو الاول
الفريق الركن المتقاعد محمود حماد رئيس اركان القوات البرية الاردنية سابقا شكك بتصريحات رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور الذي جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل ايام عندما وصف فيه مؤتمر لندن بانه ناجح 'بشكل كبير' ، حيث اكد حماد ان تحليلات الاقتصاديين جائت بعكس توقعات الاردن حيث ان الرقم 700 مليون دولار لن يكفي لمساعدة الاردن الذي يتحمل اعباء كبيرة في مجمل قطاعاته الخدمية وبالاخص قطاع الصحة والتعليم ناهيك عن الكلفة العالية الناتجة من ايواء الاخوة السوريين.
واكد حماد ان الاردنيين شعب مضياف وله تجارب عديدة مع اللاجئين ، وشدد ان الاردن لم يستغل في اي وقت مضى وجود اللاجئين على ارضيه ، الا ان الوضع الاقتصادي و الامني الذي يمر به يفرض عليه التحرك عالميا للحد من النزيف المستمر لقطاعاته المختلفة منذ خمس سنوات.
ورفض حماد ان يوصف جهد الحكومة بالفاشل باعتبار ان مؤتمر لندن ليس هو الجهة المانحة الوحيدة التي يعتمد عليها الاردن ، واكد ان الاردن ماضي من خلال سياسته الخارجية بالمطالبة بحقوقه التي كفلها المجتمع الدولي في جميع المحافل العالمية والعربية خصوصا.
الفريق الركن المتقاعد محمود حماد رئيس اركان القوات البرية الاردنية سابقا
من جانب اخر اكد الفريق حماد ان اعلان الحرب يسبقه سؤال 'لماذا تعلن الدول الحرب في ما بينها؟ وفي هذه الحالة تسال حماد هل الاردن مهدد بشكل مباشر ؟ وهل هناك وجود لتهديد حقيقي على الاردن واهله ؟ الا انه يعتقد بعدم وجود خطر حقيقي وفي حال وجود هذا الخطر على الاردن فسيتصدى الاردنيين جميعهم لحماية الاردن وليس الجيش فقط ، مؤكدا على ان الجيش العربي تم تأسيسه ، وتنظيمه ، و تدريبه لمواجهة عدو واحد وهي اسرائيل واصفا ايها 'بالعدو الاول'.
وختم حماد كلامه بالتحذير من وجود مقاومة شرسة ستشهدها ساحة المعركة في حال وجود اي تدخل من اي جهة عسكرية خارجية ، يقودها الجيش السوري و حلفائه الذين اصبحوا ذو خبرة واسع في حرب المدن و الشوارع وخصوصا بعد تحصين السماء السورية بطائرات السيخوي الروسية.
ازمة هوية جديدة تلوح في الافق
قال اللواء المتقاعد سلمان المعايطة / امن عام ان مؤتمر لندن لم يلبي الطموحات الاردنية ، وان هذه المنح لا تغطي الكلفة الحقيقية التي يدفعها الاردن على الجوانب الخدمية وتطوير البنية التحتية التي استهلكت بفعل اللجوء السوري ، وتابع المعايطة ان الاردن فوت فرصة وجود منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستقبال اللاجئين فيها ، مما كان سيخفف اعباء وجود المخيمات التي تستنزف موازنة الدولة.
واشارالمعايطة ان الاجهزة الامنية تحتاج لدعم لوجستي هائل للحفاظ على امن المملكة وحمايتها من بعض العناصر التي قد تكون مندسة داخل مخيمات اللاجئين ، وابدى المعايطة تخوفه من ديمومة تواجد مخيمات اللاجئين السوريين على الاراضي الاردنية ، مؤكدا انه في حال استمرار الازمة السورية - لا سمح الله – فأنه من غير المستبعد ان يطالب الاخوة السوريين بحقوق خدمية و تعليمية من شأنها ان تنافس المواطن الاردني في حقوقه.
ولم يغب عن المعايطة التذكير بخطورة تكرار الازمة الديموغرافية التي يعاني منها الاردن ، بفعل توطين اللاجئين الفلسطنيين الامر الذي اضر بالهويتين الاردنية والفلسطنية والتي لم تخدم الا الكيان الاسرائيلي .
اللواء الركن المتقاعد سلمان المعايطة /الامن العام
وفي اطار مناقشة التدخل البري (المتوقع) في سوريا اكد اللواء المعايطة رفضه توريط الجيش الاردني بهذه الحرب ،وقال ان ازمة اللاجئين وحدها تشكل عبئ امني كبير يقع على كاهل الاجهزة الامنية المختلفة ،متسائلا 'كيف لنا ان ندخل حرب عصابات تبعد عن خطوط امدادنا مسافات طويلة'؟ .
ونوه المعايطة بضرورة مرور اي قرار عسكري ضمن القنوات الدستورية اسوة بكل البلدان التي تتخذ قرارات الحرب والسلم ضمن مؤسستها الدستورية ، واضاف ان الاردنيين لايريدون سماع خبر مشاركة جيشهم بالحرب عبر المحطات الفضائية على غرار ما حصل في التحالف الدولي ضد داعش و عاصفة الحزم ضد الحوثيين.
منطقة عازلة على حدود الاردن الشمالية
اعاد اللواء المتقاعد احمد الرشايدة / جيش عربي طرح فكرة وجود منطقة عازلة داخل الحدود السورية لللاجئين السورين حتى لو كان ذلك بالقوة عن طريق عملية عسكرية للتحالف الدولي يكون الاردن جزء منها وليس منفردا.
طرح الرشايدة جاء بعد تأكيده على ان الدعم المادي لن يحل مشكلة اللاجئين مهما بلغت قيمة المنح ، وان الحل الوحيد هو اعادة اللاجئين الى بلادهم مبررا ذلك بان الاردن لن يسطيع تحمل اعباء زيادة اكثر من20% على سكانه الاصليين ، محذرا من مغبة توطين اللاجئين الامر الذي سيشكل تهديدا اخرا على الهوية الاردنية.
اللواء ركن متقاعد احمد الرشايدة/ الجيش العربي
اما عن التقارير التي تشير الى قرب حرب برية في سوريا قال اللواء احمد الرشايدة يجب ان يكون هناك تحديد للاهداف و المصالح الوطنية من قبل الجهات الدستورية قبل اقرار اي مشروع يقضي بتدخل عسكري بري اردني في سوريا، واضاف انه من غير المنطقي ان يتخذ قرار حرب بنائا على طلب جهات اجنبية لا تعطي مصلحة الاردن وبعده الاستراتيجي الاولوية خصوصا في مسألة مفصلية كهذه ، الا انه استدرك قائلا انه يؤيد فكرة التدخل العسكري البري بمشاركة اردنية بقرار عربي - دولي ، اذا كان الهدف منه رفع الظلم عن الشعب السوري الشقيق و انهاء معاناته واعادة اللاجئين السورين الى وطنهم.
وتسال الرشايدة 'كيف لاي جيش ان يدخل الحرب دون ان تكون اهدافها واضحة؟' ، مؤكدا ان هذا الامر من شانه ان يضر بالروح القتالية لافراد الجيش المحارب على الارض.
حكومة مخادعة
انتقد اللواء المتقاعد د.محمد العتوم/المخابرت العامة مؤتمر لندن قائلا بأن قرارته اصبحت تشكل خطرا على الهوية الاردنية واصفا اياه 'انه يشبه مؤتمر بال الصهيوني الذي عقده هيرتزل للسيطرة على فلسطين' ، وذلك من خلال اصرار الدول المانحة على دمج اللاجئين في المجتمع الاردني وفتح باب العمالة امامهم في الوقت الذي يعاني فيه الاردن من نسب بطالة عالية وقياسية ، واضاف العتوم ان هذا القرار لم يتحقق لاهل غزة الذين يقطنون الاردن منذ اكثر ست عقود الامر الذي يثير الدهشة والاستغراب والتسائل حول النوايا الحقيقة التي يخفيها المؤتمر .
واشار العتوم ان الحكومة الحالية تقوم بخداع الشعب الاردني حيث ان قراراها بتوفير 200 الف فرصة عمل لللاجئين السورين يؤكد انها تقدم مصلحة الاخرين على حساب المواطن الاردني.
اللواء متقاعد د.محمدالعتوم/المخابرات العامة
واعتبر اللواء محمد العتوم تصريحات بعض الدول – لم يسميها- بالتدخل بريا في سوريا هي تصريحات غير مسؤولة واقرب للعبث ، وانه في حال وجود خطر حقيقي على الاردن فسيكون مصدره ارهابي 'عصابة داعش' ، مطالبا الدولة الاردنية بضرورة التنسيق مع النظام السوري لمحاربة'داعش'.
واشار العتوم انه لم يسبق لعائلة الاسد ان تأمرت على الاردن ، مؤكدا ان هناك علاقات متينة و تاريخية تربط الاردن مع الدولة السورية وخصوصا عائلة الاسد الحاكمة ' التي لم تخذل الاردن يوما' داعيا الحكومة الاردنية الى عدم الانصياع للاملائات الخارجية.
قرار ارسال قوات اردنية لسوريا اجرامي
طالب اللواء المتقاعد سليمان غنيمات/استخبارات عسكرية الحكومة باعلان تفصيلي عن ارقام المنح المقدمة للاردن من خلال مؤتمر لندن ، لبيان صدق الدول المانحة وتأكيدا على سياسة الشفافية التي تزعم الحكومة انتهاجها.
والمح غنيمات الى احتمالية وجود شبهات فساد في طريقة صرف المنح الخارجية مبررا ذلك بان الشعب الاردني لم يشهد اي تحسن على مستوى المعيشة او على مشاريع اعادة تاهيل البنى التحتية التي وعدت بها الحكومة.
وقال الغنيمات ان السياسة الخارجية الاردنية عجزت عن ايصال الصورة الحقيقة لتبعات ازمة اللاجئين و تاثيرها المستمر على اقتصاد الدولة الاردنية المنهك اصلا ، واضاف ان هناك حلقة مفقودة في طريقة توصيف الحالة الاردنية 'المأسوية' امام المحافل الدولية وخصوصا في اروقة الاتحاد الاروبي.
اللواء ركن متقاعد سليمان غنيمات / استخبارات عسكرية
واكد اللواء غنيمات رفضه لاي مشاركة اردنية في التحالف الدولي ولاي سبب كان ، ذلك لان عقيدة الجيش العربي تقضي بالدفاع عن الحدود الاردنية و حمايتها من اي خطر خارجي فقط.
ووصف الغنيمات قرار ارسال اي جندي اردني لسوريا 'بالمجرم' ، ونوه الى ان ثوابت الجيش الاردني تنهى عن الاعتداء على اي جهة مهما كانت ، الا في حال وجود تهديد حقيقي على العمق الاستراتيجي الوطني.
واشار الغنيمات ان ظروف الاردن الاقتصادية الصعبة تعد اكبر ورقة امام المجتمع الدولي يمكن ان تستخدم لدرء الاردن من الدخول في اتون حرب غير معلنة الاهداف.
هل يخرج الاردن من مظلة المجتمع الدولي
وفي حديثه عن مؤتمر لندن انتقد اللواء محمد جمال المجالي/الجيش العربي الطريقة التي قاد بها الاردن مفاوضات المنح الخارجية ، مؤكدا ان قيمة المنح المعلنة لم تلامس الحد الادنى لتوقعات الاردن.
وبين المجالي ان الاردن ارتكب خطئا فنيا كبيرا بطريقة ادخال اللاجئين الى اراضيه ، وانه لم يراعي المفاهيم الدولية الاساسية لشروط اللجوء ، والتي تنص الى عدم جواز ادخال اللاجئين الذكور ما بين 18-55 سنة لانهم يشكلون قوى عاملة قد تنافس ابناء الدولة المستضيفة ، وان المشمولين فقط هم الاطفال و النساء و كبار السن.
اللواء ركن متقاعد محمد جمال المجالي / الجيش العربي
و نبه اللواء المجالي الى وجود لاعبين اساسيين على الساحة السورية هما روسيا وايران ومن شان هذه القوى ان تقلب المعادلة العسكرية في اي وقت تريد.
واكد المجالي وجود مخطط تقسيمي في سوريا 'قد نشهده في المستقبل القريب' ، مما سيحول سوريا الى معسكرين شرقي وغربي على غرار ما حدث في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، مشيرا ان هذا الامر سيقود الساحة السورية الى حرب مفتوحة قد تكون الخسائر فيها فادحة لكلا الطرفين.
وختم المجالي بسؤال ابقاه مفتوحا 'اذا كان هناك عملية برية برعاية دولية ، هل يستطيع الاردن ان يخرج من تحت مظلة الامم المتحدة التي المؤكد انها لن تمنح الضوء الاخضر للحلفاء في ظل وجود 'فيتو' روسي – صيني؟'