أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إطلالة على دور الديوان الملكي

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
13-02-2016 08:02 AM
يحتل الديوان الملكي مكانة خاصة في قلوب الأردنيين، فهم يعتبرون هذه الدائرة التي نشأت بالتزامن مع تأسيس الدولة الأردنية بيتهم وملاذهم الأول والأخير، كما ويُنظر إلى الديوان الملكي على أنه مطبخ القرار السياسي ومصنعه، والذي طالما كان مركزاً لإعداد وتأهيل النخب في شتى المجالات، إلا أن البعض يرى أن دور هذه المؤسسة التي نجلّ ونحترم، أصبح بحاجة ماسة إلى إعادة النظر من قبل القائمين عليها.

بعيداً عن ضبابية الطرح والانتقاد الكلاسيكي الحماسي، إلا أن ما يستحق الذكر في هذا المقام هو طبيعة العلاقة الديناميكية بين مؤسسة الديوان والمواطن الاردني، فالحديث يطول –وبالأسماء- حول انتقائية الإمتيازات التي يمنحها الديوان لفئة محددة من المواطنين، بل ومزاجيتها أحياناً، سواءً كانت في التعيين داخل هذه المؤسسة التي لا يعرف الأردنيون عن آلية الإلتحاق بكوادرها إلا ما تيسّر من الإشاعات، أو المِنح الدراسية التي –في الغالب- تُعطى للمقتدرين، أو بتبنّي أشباه الكفاءات على أسسٍ لا يعلمها إلا الله ومن ثم الزج بهم فوق أكتاف مرافق الدولة المختلفة.

هذه الممارسات التي تسبب الإحتقان بين مجموعة كبيرة من أفراد المجتمع، وبالأخص فئة الشباب التي باتت ترى أن التقرّب من هذه المؤسسة يمثل الباب السحري الذي تسطيع من خلاله الولوج إلى الصفوف الأمامية من المجتمع، تمثل ظاهرة خطيرة تعزز السلوكات الوصولية والإنتهازية بين من نعتبرهم عماد هذا الوطن، لا بل تضرب الإنتماء للوطن في مقتل، المفارقة اننا اعتدنا على غياب العدالة وتكافؤ الفرص في المؤسسات الحكومية، وبات من الطبيعي جداً –على سبيل المثال- أن ترى موظفاً يحمل درجة جامعية في التربية الرياضية قد تم اختياره ليشغل منصباً مهماً في وزارة التخطيط يختص بشؤون العلاقات الأردنية الأمريكية، لكننا نربأ بالديوان الملكي أن يقوم بمثل تلك الأدوار.

لست بصدد عمل مقارنة بين الديوان الملكي الأردني وبين ما يكافئه من مؤسسات في دول أخرى، إلا أنه ومن باب التماشي مع شعارات الإصلاح التي ترفعها الدولة الأردنية، يجدر بالقائمين على الديوان إعادة تقييم الدور الذي يضطلع به، كما يجدر بهم إعادة النظر بذلك الجيش الجرار من الموظفين الذين يعملون في أروقة الديوان بين موظفٍ ومنتدب ومعار وغيرها من المسميات، ناهيك عن بعض المستشارين الذين حصلوا على هذا المسمى على نظام 'الأكثر حظاً'.

لقد ساهمت سياسة المحاباة وصنع التماثيل في تراجع مستوى النخب وتشابه قدراتهم، فالديوان الملكي كان معقلاً لجهابذة السياسة والإقتصاد والإعلام ممن سطروا بعقليتهم الفذّة تاريخ هذه المنطقة من العالم، ومن بقي من الجيل الذهبي الذي رافق الحسين الباني، ما زال يتصدر أجهزة الدولة ومرافقها، ويتم اللجوء إليه عند الشدائد، ومن المؤكد أن مَعين العقول والكفاءات الاردنية لم ينضب بعد، إلا أن نهج توحيد الطيف النخبوي سوف يعمل على تجفيفه.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-02-2016 12:16 PM

الاصل بالديوان أن يكون فقط هيئة محدودة ،بها اشخاص نابهون يتولون التنسيق بين جلالة الملك والحكومة ،صاحبة الصلاحيات التنفيذية للدولة
ليس من مهمة الديوان مشاركة الحكومة بعملها ، والا فالاولى ان تكون الحكومة برئاسة الملك ولا داعي ولامبرر لوجود منصب رئيس وزراء ، فليس من المنطق ان يتولى الديوان بناء مراكز صحية ومدارس وتنفيذ عطاءات ومساكن ، فمن اين يأتي الديوان بالاموال ؟؟؟ إنه المال العام الذي ندفعه ضرائب للحكومة ، وبالتالي فإن ما يقوم به الديوان ،شكل بؤرة للفوضى والفساد المستشري بالدولة ،فليتوقف .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012