|
|
مسارات وسير الااعلام العربي
بقلم : هاشــــــم المشـــــــــــاعله
14-02-2016 08:00 AM إن المتتبع لسير الأعلاميين العظام في تاريخ الأمم يجد في الغالب - أن الألم هو الحاضنة الأولى لهؤلاء , وأن هذا الألم كان سبباً رئيساً بعد توفيق الله تعالى - في تكوين شخصياتهم ودافعاً لهم للبروز والتفوق على أقرانهم لتعويض ما فقدوه , حتى صارت أسماؤهم تذكر في القرون المتتابعة بعدهم , ولم تحل ظروفهم الخلقية , أو المعيشية من نيلهم تلك المقامات العالية والدرجات المتقدمة في حياتهم وبعد مماتهم .. نُسلّط الضوء هنا على أهم الإعلامييـن العرب ذوي التأثيــر في المُشــاهد العربي –المشاركيين في هذا التصويت – .. ونشدد أن هذه ليست كل القائمة ، بل نمــاذج مُختــارة من أبــرز الوجوه الإعلاميــة تأثيراً في السنة الأخيــرةفيصـل القـاسم ســوريــا مُقدّم برنــامج ( الإتجــاه المُعاكس ) ذائع الصيـت ، في قنــاة الجزيرة الإخبــارية.. عبد الرحمن الراشـد السعــودية مديـر قنــاة العربيــة الإخبـاري حمد المُسلمــاني – مصــرأحمد الشقيــري – السعــودية, خديجــة بن قنّــة – الجزائـــر, محمد حسنيــن هيكـــل – مصــر, تركــي الدخيــل – السعـــودية, جمـال ريـان –الأردن, عبد البــاري عطــوان – فلسطيــن,خديجه بن قنه-الجزائر. هؤلاء وامثالهم سطروا تاريخ الاعلام الحديث وارتقوا للعلياء ودخلو التاريخ من اوسع ابوابه واخذوا نصيبهم من الشهره والمكانه المرموقه الا ان هنالك سلبيات الااعلام العربي. وإذا كان الواقع العربي يفتقر إلى المساواة والتنافس الشريف ويعتمد على الوساطة والرشوة في معظم الظروف، فإن الواقع الإعلامي يعتمد على التنافس في تكرار الموضوعات والبرامج والتسابق في الاستيلاء على أموال المتلقي، خاصة المشاهد 'للفضائحيات'، ومواقفه وبث الفرقة بين تركيبة مجتمعه، فهو تنافس يلعب على أوتار آلام ومعاناة الشعوب العربية، ويجترح القضايا والموضوعات التي تزيد منه. وإذا كان المواطن العربي يجتر مشكلاته نتيجة انتشار الفساد الإداري، فإن وسائل الإعلام تعاني 'الفساد الترفيهي' و'فساد الذوق' فيما تتناوله من موضوعات يراد بها التخفيف من معاناة المواطن العربي، بدلاً من أن تفضح الفساد الإداري، وتزيد من الوعي الشعبي لمقاومته. لقد اتسعت الفجوة بين ما تعرضه وسائل الإعلام العربية وواقع المواطن العادي، واقتصر عمل معظم وسائل الإعلام على عرض الجزء المظلم فقط من الصورة الواقعية لبعض الأحداث المأساوية في العراق وفلسطين فقط، من قتل وتدمير وتشريد، ولم تتعد ذلك إلى عرض الصورة الأشمل بشقيها السلبي والإيجابي، فضلاً عن وضوح تحيز وسائل إعلامية لدول أو جهات أو شخصيات بعينها، مما يفقدها مصداقيتها وشفافيتها. ويجب ألا نغفل دور الجمهور المتلقي الذي يتسم بالسلبية تجاه ما يشهده من وسائل الإعلام، بل إنه أحياناً يكون مشجعاً على استمرارها في غيها، من خلال إقدامه على تلبية دعوة 'الفضائحيات' للمشاركة بالرسائل القصيرة، أو شراء ما تصدره المؤسسات الصحفية الغث منها والثمين. لقد أدت الفجوة بين الواقع المعايش و'التسلط الإعلامي' الترفيهي والثقافي والإخباري إلى حدوث تداعيات مهمة تؤثر في صميم التركيبة 'النفسية - الثقافية' للمتلقي، ليس أقلها 'الاغتراب السياسي' أو 'المجتمعي'، بل تكمن في تحطيم الهوية الوطنية وإضعاف المواطنة، وتراجع المستوى الثقافي، وتدني التفاعل مع القضايا الوطنية، وتزييف الوعي، وزيادة مساحة الغلو والتطرف، والدفع في اتجاه الانفصال بين المواطن وواقعه، وبناء 'الفرد الاستهلاكي'. وإذا كان البعض يفضل تقسيم الإعلام إلى إخباري وترفيهي، وأن الأول قد تطور بصورة لافتة، وأن الأخير لا يزال يتلمس طريقه في ظل عصر عولمة الإعلام، فإن المأساة تكمن في كلا النوعين، حيث توجد شروخ أفقية ورأسية، وتتمثل الشروخ الأفقية في أنه رغم نجاح وسائل الإعلام العربية في نشر الوعي العابر للحدود، فإنها ركزت على الاستفادة التجارية إلى أقصى حد سواء من خلال الإعلان أو دفع المشاهد إلى المشاركة بالرسالة أو الهاتف، الأمر الذي يعمِّق الفجوة بين المتلقين، ويروِّج لثقافة الاستهلاك، وابتذال المشاعر الإنسانية. أما الشروخ الرأسية، فنجد أنه رغم كسر كثير من وسائل الإعلام العربية لبعض أسقف حرية التعبير، وتحطيم 'تابوهات' سياسية عدة، فإنها أدت إلى تنامي الشعور باللامبالاة، وعدم الاكتراث العام بالأحداث، فمتابع أي برامج حوارية يجدها تتسم بالزعيق والإثارة، وأي مقالة للرأي تنضح بالشخصنة والمصالح الخاصة والتحيز التام، ولا تمنح الفرصة لتكوين رأي عام تجاه ما يحدث. لقد بات الإعلام العربي يتعامل مع المتلقي 'كزبون' لديه رغبات وطلبات وتوجهات تحتاج إلى أن تُشبع، وما على الوسيلة الإعلامية إلا أن تشبعها دون الالتفات إلى أضرار ذلك على المدى البعيد. نحن لا نطالب الإعلام العربي بأكثر من طاقته أو بما لا يستطيعه، بل نطالبه بالتوقف عن تسويق الأوهام وبث الشعارات الزائفة، والكف عن تحويل الثقافة إلى تسلية غير مجدية أو هادفة، وهذا لن يتحقق سوى بتحديد الأولويات والاتفاق على الهدف من هذه الوسائل، وتحرير الإعلام العربي من قبضة الهواة والأدعياء.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|