أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ادهم الغرايبة يكتب لكل الاردن : ورع الأردني و روعته !

بقلم : ادهم غرايبة
17-02-2016 10:41 AM
سماء الأقليم و غيوم الحكومة تمطر مصائبا على رؤوس الاردنيين , و فوق ذلك يختارون الغوص في مستنقع الطائفية , لكأن ما فيهم لا يكفيهم ؟!
على المستوى المعيشي هناك إنهيار- لا مجرد تراجع فحسب – في حزمة الأمان الاجتماعي المتمثلة بتردي غير مسبوق في تاريخ ادارة الدولة على صعيد الصحة و التعليم و الخدمات العامة و النقل و الطاقة و غلاء غير مبرر سيما ان النفط – التي لطالما كانت ارتفاع اسعاره اهم حجة للغلاء و تراجع الخدمات – بات اليوم يباع بأسعار بخسة دون ان يرتد ذلك على كافة القطاعات المرتبطة به . المديونية العامة توغلت في الارقام المحظورة من دون ان ترتد اصلا بأي نفع على عامة الناس الذين لم يعد دخلهم كافيا لدفع الضرائب التي من المفترض انها تنعكس على حياتهم ايجابا !
اكثر من ذلك , الحكومة لم تقدم للمجتمع مشاريع كبرى تتكفل , اولا بتشغيل مئات الالاف من المعطلين عن العمل و تخليصهم من انياب التطرف و البؤس و المخدرات و ادماجهم في نهوض وطنهم . و ثانيا , بتخليص الاردن – و الى الابد – من صداع الفشل الاقتصادي و التعثر التنموي في قطاعات الطاقة و التعدين و المواصلات بشكل اساسي.
على المستوى السياسي و الامني نحن اليوم امام وضع عربي كارثي لم يكن اكثر الحاقدين على الامة العربية تفائلا بهكذا حال , و قد تبين اننا نعيش في دول رخوة , و مجتمعات تقبل التكيف مع كل اشكال التفتيت المرسوم لها التي تتخذ اليوم طابعا طائفيا لغيات تتعلق بدواعي تصعيد الصراع مع ايران و التعتيم على العداء مع الكيان , بعد ان كان ذات الصراع قد اتخذ طابعا قوميا قبل عشرات السنوات , لكن ذلك لم يعد ممكنا اليوم بسبب الحاجة للتفتيت الطائفي في سوريا . بمعنى ان تصليب الشعور القومي لا يخدم مشروع الاجهاز على سوريا .
داخليا , تعالت اصوات رسمية – بلا ادنى خجل – لحملة تجنيس تاريخية للاجئين من مختلف دول عربية شقيقة بلا وجه حق , مقابل رشاوي مالية ضخمة – لعلمك لن يطالك شيء منها - ما يعني ان ابناء الاردن على وشك تجديد اقاماتهم سنويا في وطنهم الام في المستقبل المنظور , سيما ان الإستطلاعات اظهرت نفورا غير مسبوق لدى الشباب الاردني من البقاء و العيش في الاردن !
دعك من السياسية . خلال الاربع و العشرين ساعة الماضية فقط ارتكبت جرائم مروعة ستتكرر بعد حين و من المؤسف القول انها لم تعد تشكل صدمة لضمائرنا و اعتدنا عليها مؤخرا . زوج يقتل زوجته بطلق ناري و يسدد رصاصات لرؤوس اطفاله ثم ينتحر . زوج اخر يقتل زوجته بالرصاص ثم ينتحر هو الاخر , تاركا ما تبقى من عائلته فريسة للبؤس و الاسى . عامل في محطة بترول في جرش يطلب من ثلاثة شباب اطفاء سجائرهم قبل تعبئة البنزين حرصا على حياة الجميع فيترجل احدهم ليطعنه و يرديه قتيلا !
ايضا فوق عمى المخدرات هناك ' صميلة ' تجارة السلاح , التي تشهد رواجا لا يصدقه العقل , و الذي يمهد لإنفلات حقيقي للامن في ظل الرعاية الرسمية للأحباط الذي يتعاطه المجتمع . هل يمكن النظر للتنزيلات الهائلة على اسعار المخدرات و السلاح و غض النظر عن اغلبها على انها تجارة ' عادية ' و لا يقف خلفها اشخاص اصحاب نفوذ لهم غايات اخرى اكثر قذارة من المال ؟!
هناك نزق تخطى كل الحدود و يتراكم يوميا لكنك لا تشعر بأدنى رد فعل من قبل الجهات المختصة , و لكأن ما يحدث شأن داخلي لدولة تقع على زحل !
الحياة السياسية في الاردن باتت حكرا على ' شلة ' ترى الاردن ' دابوق ' فقط , لا تعرف هموم مدنه و قراه . و برغم من كل التحديات التي تتصاعد في وجه الدولة و الشعب تنهمك الاطراف التي تتقاسم المناصب السيادية الامنية و السياسية العليا في حملات ' بولش ' لاشخاص يمنون النفس بالعودة ' للعب ' في ساحات ' الرابع ' !
لو كان هناك ادنى احساس بالمسؤولية , و الحد الادنى من الإلتزام الأخلاقي , لتنادى أولي الامر لتشكيل حكومة وطنية من اشخاص مشهود لهم بغيرتهم الوطنية , و قدراتهم الإدارية , ليس فقط لوقف تدهور مؤسسات الدولة و فقدان ثقة الاردني ببلده و ' حكومته ' , بل لدفع الاردن تنمويا و اعفائه من نماذج الدمار و اشواك ' الربيع العربي ' التي تتغذى على تربة الاحباط و مخلفات الفساد و تراكم فشل اداراة الدولة و غياب الهوية الوطنية و تفشي النعرات الدينية .
كل تلك المصائب التي تمطر على رأسك ايها الاردني و حضرتك لا تختار الانشغال بها و تتعفف عن الخوض فيها بحجج لا تصعب عليك , فأنت منهمك بتكفير المسيحيين – الذين تسعى و تحلم بالهجرة لبلادهم و العيش فيها ! - و شتم الشيعة و النفور من الحياة و الانهماك في الحديث عن الموت . يا لروعتك ... و ورعك !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-02-2016 11:09 AM

مقال جميل جدا,
بعدنا بنسرح و بنفكر انه ميسي هو الداعم الاقوى للصهاينة و رونالدو هم الصديق الاوفى لاهل غزة.

2) تعليق بواسطة :
17-02-2016 12:17 PM

مقاله رائعه بمعنى الكلمه وعالوجع لأن هذا الكلام لم يتطرق أحد له بهذه البساطه فلقد أصبح شغلنا الشاغل أبو زهير والنواب,أخي الكريم المشكله بأن الكميه طغت على النوعيه فإذا حللت وقسّمت وضربت وطرحت بالكم الهائل ممن دخلوا البلد ستجد أن 90% هم ناس مرعوبين جيّاع ناقمين سجناء مجرمين تجّار مروجين عسكر سابقين متحزبين منقلبين وغيره فالقائمه كبيره فبرأيك بهذا الزمن المنفتح من إنترنت على جهاز صغير ما الذي سيشدّ هؤلاء؟والمشرد ماذا سيصنع لسد لقمة عيشه؟هذه الأزمه الرئيسيه بمجتمعنا الأردني ثمّ المواطن وصراعه مع

3) تعليق بواسطة :
17-02-2016 12:24 PM

الحكومات المتعاقبه ودورها الرئيسي بإنحطاط المجتمع وعدم أخذ المواطن الأردني على محمل الجد وكأنهم اكتفوا منه ورموه كصفر على الشِمال وجعلو مثلهم ينطبق بحذافيره جوع كلبك بلحقك وصار معظم الشعب يلحق ومش ملحق والبعض الأخر زبط حاله وكسبها أو ورثان أرض من أبوه وجده,أما النعرات والجهويه والإقليميه والدينيه فهذه حدث ولا حرج أرضية الأردني خصبه جداً جداً جداً ولا ينازعهم عليها أحد لأن الفراغ العقلي وقلة العلم والفكر والمعرفه سبب رئيسي فالعلم ليس شهادات,وهذه كلها موروث ثقافي وليس من عبث.

أخي الجهل يزداد

4) تعليق بواسطة :
17-02-2016 12:33 PM

أخي الكريم هذا دور الشباب أمثالك ودور العشائر التي لا هم لها سوى الترحيب والتوديع والجاهات والعزيات والتسحيج والتعييش, أين دورهم؟وهل هم فقط من أجل الطمئنه من بعضهم وكسب الود الوقتي لمرحله ما؟ كم من عشيره كبيره بالشمال أين أصواتهم وغضبهم على ما يحدث من فوضى وسرسره؟على سبيل المثال ,,إربد أصبحت لا تطاق لكثرة البشر والسرسره والمخدرات أين أصحابها أصحاب الهامات والتاريخ ؟ولاّ كان بالماضي؟ يتراكضون للمناصب والمكاسب الشخصيه ونيل البركات والرضا فقط ولهذا حكومتك عارفه زلمها وديّتهم والعزاء فيمن تبقى ياأدهم

5) تعليق بواسطة :
17-02-2016 02:44 PM

.
-- مقال مميز للناشط الشاب المبصر ادهم الغرايبه و اتى تعقيب الاستاذه فاتنه التل كتكمله للطرح المُغفل ممن يفترض بهم ان يكونوا صِمَام الأمان لوطن ينزف ،،،، فلهما الشكر .

.

6) تعليق بواسطة :
17-02-2016 04:34 PM

احسنت ادهم وابدعت فاتنة ، المشكلة اننا نكابر والدود من العود ، بعض النظر عن أية مبررات , ربعكم بضاعة غريب ، فارسهم مذبوح وكريمهم مفضوح .نرى عشرات الوجوه النسائية في البرلمان لكننا نرى فاتنا وأمتالها من أصائل الأردنيات ، ونرى بغاثا من طواويس بأرضنا تستنسر ،وتحولت الأيدي إلى قوائم .أتمنى على فاتن أن ترتدي شماغا وعقالا لتقود حراك الشرفاء بعد أن خاب الرجاء في (ذكور) تصدروا المشهد فباعوا الأردن موقفا ووطم وشعب بعرض زائل ، وأصبحوا مطايا (كي تركب الخاتون)

7) تعليق بواسطة :
17-02-2016 05:20 PM

يا سيدي
نحن مشكلتنا في الاردن اننا نرى اخطاء الحكومات المتعاقبة لا بل كوارثها
وفي نفس الوقت لا نرى اخطائنا كمواطنين
كم من مواطن يسرق الكهرباء
وكم من قرية سكانها يسرقون الكهربا والماء ايضا وكأن هذا الشئ ليس بحرام
او شطارة
وكم من شخص صدح عاليا بالمعارضة وتم اسكاته بالمال او المنصب الى ابد الابدين
ليس كل من سكن دابوق او عبدون يجب ان يكون لصا او سارقا فالاشارة للمناطق ليس بالشئ الايجابي
اشكرك يا سيدي على مقالك وانا اتابعك كل يوم
فأنا اعرف حرصك وحبك للوطن

8) تعليق بواسطة :
17-02-2016 06:23 PM

مقال رائع . شكرا ادهم وشكرا فاتنه..

سادتي :
طريق الخلاص يبدأ من التوقف عن المجاملات التي وصلت حد النفاق ، والتسحيج الذي لا تتعدى صدقيته الحناجر .

بؤسنا وتعاستنا وآلامنا مردّه ابعد من حكومات ارتضت ان تكون ممسحة زفره .

نحن متفائلون بل متيقنون ان الليل لا بد ان ينجلي ،وساعتها سنخجل بل سنحتقر انفسنا على جبن وخوف التفّ حول صمت طال .. فالضيم على رأي عبده موسى لا يقبله الاّ الردي خاله .
# عذراً اخوالي _ عذراً يا وطني

9) تعليق بواسطة :
17-02-2016 08:22 PM

أدهم غرايبة تحية لك وامتنانا على غوصك في كينونة هذا الوطن المبتلى وكأني بك تتوغل في أعماقة كجراح يبحث عن داء طارئ أو عيب خلقي مزمن بدا أن ارتداداته على جسد الوطن بدأت بالتفاقم وخرجت لنا بتقريرك الطبي لتتلقفه النطاسية البارعة فاتن التل
لتزيده تشريحا وتشخيصا.
تحية لكما وأتمنى أن يكون أبناء وطني بمثل هذا الوعي وأشاركك التمنى ياأدهم أن يفيق المسؤولين من بلدي ليبادروا بتشكيل حكومة إنقاذ وإن كنت أتمناها عسكرية لأن الداء مستفحل والكي هو العلاج الشافي.
بوركتم ياضمير الوطن والأمة.

10) تعليق بواسطة :
18-02-2016 12:31 AM

منذ عقود صدرت دعوات وتوجيهات وبثت ثقافة تنظيم النسل في المجتمع الاردني، بدعوى ان الموارد وفرص العمل وتلبية حاجات المجتمع لاتستطيع مواكبة العدد السكاني الناتج عن كثرة معدل المواليد بين الاردنيين، ويتبين الآن انها دعوات حق أريد بها باطل والباطل بدأ يتبدأ، عندما يولد عشرة مواليد مثلاً فأنهم يبقوا في سن الطفولة لمدة ثمانية عشرة عاماً ولايشكلوا عبيء على المجتمع من حيث فرص العمل ولا على الموارد ولا على حاجة السكان وفي هذة المدة يكون توفي أضعاف المواليد الجدد،ويكتشف الهدف انها دعوات لتقليص عدد الارد

11) تعليق بواسطة :
18-02-2016 12:35 AM

نيين لأستيعاب المستقدمين من مجنسين وموطنين وهاربين ومهربين ولاجئون ومقطوعين من شتى اصقاع الارض وخلق جيل اردني ضائع بين الميمعة لا هو الى ماضية ولا هو يرى مستقبلة!!!!

12) تعليق بواسطة :
18-02-2016 01:57 AM

الأخ أدهم رغم سماء الإقليم الملبدةكوارث على شكل أزمات ،ورغم إلتقاطك لظواهر وحوادث معزولة في مجتمعنا، فصورتنا الوطنية العامة ليست بتلك السوداويةالتي رسمته ويحاول ترسيخّها بعض مداخلين مجاملين لكل مايُكتب في كل الزوايا، جلالة الملك يصل الليل بالنهار ويفرض حضورا وازنا للأردن في كل محفل دولي، والمنح والمساعدات إعتراف صريح لنا بدور، كسياسي ومهما كانت رؤيتك السياسية أرجعأن لا تصدق مخظم ما يرسل من مجاملات عابرة للكل خاصة من يفقدون الإيمان بشعبهموعشائرهم وشبابها، لأنهم أصلا فقدوا الثقة بالنفس والوطن23468

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012