أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مقالات في الثورة الفلسطينية الثورة الفلسطينية : ثورة دائمة

بقلم : ياسر المعادات
24-02-2016 08:00 AM
أولا: لماذا هي 'ثورة فلسطينية' و ليست كما أصبح متعارفا عليه وصفها بالقضية الفلسطينية؟
هي ثورة لأنها مبنية على نضال ثوري تاريخي و واقع ثوري يسعى لرسم معالم ثورية مستقبلية تهدف إلى تحرير الأرض و الإنسان،بينما عندما يتم تنحية مضمونها الثوري هذا و توسم بكونها قضية 'تقبل العديد من الحلول'،فإنها تصبح مسألة خاضعة لقواعد السياسة التي تتصدرها (الانتهازية) بطبيعة الحال،في الثورة يحدد الثائر هدفه الذي يشكل قاعدة انطلاقه نحو النضال الثوري،و هو في حالة الثورة الفلسطينية واضح وضوح التضحيات اللازمة لبلوغه،فيما يتلاعب السياسي بالمعطيات و يفاوض عدوه الافتراضي فكل شيء في عرفه السياسي الانتهازي مباح،و الثورة محيدة لديه بطبيعة الحال كونها تعارض كل التنازلات و الانتهازية السياسية.
أما ثانيا : لماذا هي دائمة؟
هي دائمة ديمومة الاستيطان الصهيوني،باقية بقاء اللجوء الفلسطيني،مستمرة استمرار الكيان الفاشستي الإجرامي،و هي من أجل كل هذا لا يمكن لها أن تتخلى عن هذه الديمومة و إلا سقطت في حضيض التنازلات الانتهازية التي تنزع عنها حتما كل صفة ثورية،لا يمكن لأي قوة ثورية فلسطينية الركون إلى الرضا بواقع الحال و بالتالي السقوط في غياهب الانحطاط الثوري،مفسحة المجال أمام القوى الانتهازية 'الصريحة' لوئد الثورة الفلسطينية و تقويض أي آمال في انبعاثها،فقيمة الوعي الثوري تكمن في قدرته على قراءة واقعه وفق أدوات ثورية (جذرية بالضرورة) قادرة على إحداث الدافع نحو التحرك الثوري على الأرض.
الثورة الدائمة لا يمكن لها أن تهزم أبدا و إن هزم ثوارها أو تضعضعت معنوياتهم،فالطبيعة البنيوية لهذه الثورة غير قابلة للهزيمة،و هو الأمر الذي ينبغي له أن يكون دافعا هاما لكل القوى الثورية الفلسطينية لإعلان توحدها خلف هدف هذه الثورة الفلسطينية الدائمة،التي بغيرها ستبقى فلسطين قضية تتداول عليها الحلول فيما لا يمكن أن يوجد لها أي حل!
الثورة الدائمة أيديولوجيا قائمة بحد ذاتها، فهي إضافة إلى كونها هدفا نهائيا فهي أيضا محرك و محفز اجتماعي سياسي ثوري قادر على قيادة جماهير الثورة انطلاقا من قاعدة واحدة وصولا إلى محطة نهائية واحدة أيضا،و هي هنا واضحة في مثال الثورة الفلسطينية حتى لو حاول بعض الانتهازيين و الخونة حرفها عن كينونتها الطبيعية،هي ثورة دائمة حتى و إن كان ثوارها أنفسهم لا يرونها بهذا الشكل،و لكن هذا الأمر لا يكفي بالتأكيد فحتى تتوحد كل القوى الثورية الفلسطينية و تعتنق فكرة 'أيديولوجيا' الثورة الدائمة هذه فستبقى هذه الثورة واقعا و لكنه بلا هوية نضالية حاسمة قادرة على قلب الطاولة على العدو الفاشي.
الثورة الدائمة متوحشة مدمرة لعدوها ما من أحد يستطيع الوقوف في طريق عنفوانها،هي ترى هدف التحرير و الانتصار كخيار واحد و كهدف نهائي لا يمكن أن يتم القبول بغيره،و بناء على هذا فهي تنطلق 'حتى و إن كانت زاحفة' منذ بدايتها متوجهة صوب غايتها النهائية،غير عابئة بعقبات الطريق الذي تسير فيه.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-02-2016 07:00 PM

أستاذ ياسر هذا كلام عفى عليه الزمن ولم يعد له جمهور ولا مستمعين تجاوزته الأحداث وأصبح من الماضي السحيق ...... .

اقترح عليك أن تكتب في موضوع التنسيق الأمني الثوري
الكفاحي .

وإنها لثورة حتى النصر .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012