أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يتكسبون بالقرآن

بقلم : سلطان الخضور
29-02-2016 08:00 AM
ما نقصده بالتكسب بالقرآن هو أن يتلو المسلم القرآن على مسمع الناس بقصد أخذ الأجرة على تلاوته . وما دفعني للكتابة في الموضوع هو ما حصل اليوم في أحد بيوت العزاء ، حيث دخل شيخ من جنسية عربية يلبس الجبة والطربوش فسلم على الحاضرين وجلس ودون استئذان بدأ بتلاوة القرآن الكريم .فهم ذوو المتوفى رحمه الله المقصود ،فبادر أحدهم وناوله مبلغا من المال وما أن شعر بالعملة الورقية بيدية حتى انهي القراءة على الفور قائلا صدق الله العظيم . بكلام أوضح انتهت مهمة قراءته للقرآن مع لحظة قبضه للمبلغ.
الأصل كما تعلمنا أن الهدف من قراءة القرآن الأجر وليس الأجرة. والفرق بينهما واضح أن الأجرة من العباد وهي مادية ملموسة بينما الأجر من رب العباد ، وهو غير ملموس أي يعرف بأثره لا بملمسه، فتلاوة القرآن عبادة وبها يتقرب العبد إلى الله والأصل في التلاوة أنها ابتغاء لمرضاة الله، وسعيا للحصول على الثواب ولا يسعى القاريء أن يأخذ أجرة على قراءته .
لا أحد سواء من أهل المتوفى أو من الحاضرين يكره أن يستمع إلى تلاوة القرآن. ولا أحد منهم يكره قراءة القرآن , لكن ما هو غير جائز أن يقرأ القرآن بقصد التكسب . لأن هذا المتكسب لم يقرأ بنية التعبد أو بهدف عظة الناس وتعليمهم وأظنني لا أكون مبالغا إذا قلت أن المتكسب لو قبض أجرته على مدخل بيت العزاء لأدار ظهره وعاد يبحث عن بيت عزاء آخر أختصارا للوقت ورغبة في زيادة التكسب ، أضف إلى ذلك أنه قد يدخل بيت العزاء أكثر من متكسب في اليوم الواحد علاوة على أن المتكسب نفسه قد يدخل في اليوم الواحد عددا من بيوت العزاء. وزيادة على ذلك أن المتكسب يفرض الوقت الذي يريده هو ولا يراعي الوقت الذي يختاره أهل العزاء .
بحثنا في الموضوع فوجدنا أن القرآن الكريم قد حدد مقصد تلاوة القرآن هو التضرع اي التقرب وخوفا من الله بتقواه وبهدم عدم الغفلة والسعي للدميا دون الآخرة .قال تعالى{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ * وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } ووجدنا كذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في فضائل القرآن عن أبي سعيد وصححه الحاكم (تعلموا القرآن، واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به ورجل يستأكل به ورجل يقرأه لله)
لست مفتيا ولا أتجرأ على الإفتاء لكن الأمر واضح أن قراءة القرآن بأجر أو بقصد التسول غير جائزة أما قراءة القرآن بهدف التعليم وتبيان أحكامه فجائز بحكم الحديث الشريف (خيركم من تعلم القرآن وعلمه.)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-02-2016 08:47 AM

تحية واحتراما لك أستاذ سلطان .
من عادات أهل مصر الشقيقة عند حدوث الوفاة إقامة سرادق للعزاء ويؤتى بمقرئ يقرأ القرآن الكريم باتفاق مع ذوي المتوفي والأجرة تتم حسب التصنيف والشهرة والصوت كما في الإتفاق مع الفنانين الذين يحيون الأفراح.
وفي ظل العجز في الأئمة في الأردن استقدمت الأوقاف أئمة خطباء من مصر الشقيقة وهذا الخبر قرأته في كل الأردن ويبدوا أن صاحبنا أحدهم يريد أن يطبق هذه العادة في الأردن.
واعتبرها ياأخي شغل بعد الدوام زي الدروس الخصوصي.
وشكرا على مقالتك.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012