أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لا للجلوة في زمن الدولة

بقلم : أ.د أمل نصير
29-02-2016 08:00 AM
مبادرة الروابدة نموذجا
يعجب الإنسان حينما يسمع أن 'الجلوة العشائرية'ما زالت تحكم حياة الأردنيين، مع ما هم عليه من ارتفاع في نسبة التعليم، وفي زمن التقدم العلمي والتكنولوجي، وفي ظلّ دولة القانون والمؤسسات!
أسئلة مشروعة تُطرح مع كل جلوة: كيف يُشرد أبرياء لا علاقة لهم بالحدث حتى الجد الخامس، أو الثالث أو حتى أسرة القاتل الصغيرة؟! وهل يعقل أن نقترف أخطاء ترقى إلى مستوى الجريمة بحق مئات الأبرياء في سبيل امتصاص غضب أهل المقتول؟! ومَن يمتص غضب هؤلاء المشردين عن بيوتهم؟! وأي ظلم وبشاعة لإنسانية الإنسان حينما تجبر أسر كاملة لا علاقة لها بالحدث على الرحيل عن بيوتها ومكان عملها، ومدارس أبنائها، ومصالحها الاقتصادية؟! وكيف لمواطن أن يشعر بأمان مع زيادة أعداد الناس، وانتشار العنف والمخدرات، وارتفاع نسبة الجريمة، والانفلات المجتمعي والأسري حتى بات الأب غير قادر على ضبط أبنائه، وقد لا يستشار في جل أمور حياتهم، فكيف بعشيرة كاملة؟!
إذا كانت الجلوة محرمة دينيا( ولا تزر وازرة وزر أخرى) ومخالفة لأحكام الدستور، وتنتهك حقوق الإنسان، وتخالف مبادئ الحق في التقاضي وأصول المحاكمة العادلة، فلماذا ما زال عدد منا يتمسك بها؟!
قد يقول قائل إنها من قيمنا العشائرية التي قد تفيد في حقن الدماء، وامتصاص فورة الغضب...
ولكن هل هي كذلك فعلا؟
فأما الحديث عن قيمنا العشائرية، فلا خلاف على أهميتها، وضرورة المحافظة عاى ما هو إيجابي منها، وما يناسب حياة الناس عامة وزمانهم، ولكن ما كان يناسب بيت الشعر قد لا يناسب بيت الحجر، وما يناسب غياب الدولة لا يناسب دولة القانون والمؤسسات ... باختصار لايمكن لإنسان أن يعيش في زمنيين مختلفين: متى ما احتاج إلى الدولة يطلبها، ومتى ما أراد يُغيبّها. وأما فورة الغضب، فلا يطفئها إلا تطبيق القانون على الجميع، ومعاقبة المنفلتين ومثيري أعمال الشغب، وتسريع إجراءات التقاضي واتخاذ الأحكام بدلا من التأجيل وتعقيد الإجراءات التي يفيد منها المجرمون ومن هم على شاكلتهم، ومن غلب عليه طيشه ورغبة الثأر والانتقام، فلن يمنعه بعد المكان، وقد يأتي من أقصى الجنوب أو الشمال ليأخذ ثأره من بريء يسكن في عمان بحجة أنه من عشيرة المقتول كما حدث في حالات معروفة.


لذا فإن ما قامت به عشيرة الروابدة في بلدة الصريح في محافظة إربد من رفض للجلوة، وإعطاء عشيرة قاتل ابنهم الشاب عطوة عشائرية لحين نطق القضاء بالحكم على القاتل، والتأكيد على أنه الغريم الوحيد للعشيرة –كما جاء في بيانهم-لهي الآلية المناسبة للتعامل مع الجريمة، وهم بهذا يسنون سنة حميدة تحمد لهم، ويرسلون رسالة للمجتمع الأردني بضرورة تغليب العقل والمنطق، والحفاظ على هيبة الدولة والقضاء، وحماية الأبرياء مهما بلغت بشاعة الجريمة.
إن الجلوة تشويه لصورة الدولة الحديثة، ومؤشر على عدم قدرتها على فرض الأمن، وحماية المواطنين، وأما إصدار حكم الإعدام على القاتل من قبل القائمين عليها، ففيه غياب لضمانات المحاكمة العادلة، وقد آن الأوان للدولة أن تؤدي دورها كاملا، وتلغي الجلوة إلغاء تاما لا أن تكتفي بالمساومة في جعلها للجد الثالث فقط.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-02-2016 08:50 AM

نحن مع الغاءالجلوه، وان تعذر ذلك اقتصارها على عائلة المجرم فقط .
# الجلوه _ عقوبة ابرياء

2) تعليق بواسطة :
29-02-2016 09:56 AM

كيف يمكن لمجتمع ان يمضي الشهور والسنين بحثا عن قانون انتخابات عصري ثم يرجعون بالعصر الى زمن الجاهلية محاولين إيجاد صيغة عصرية لما يسمى عشائريا ب " الجلوة"، فكيف نوازي بين الامرين ؟ فإما ان هناك دولة ولها دستور وقوانين وانظمة وتعليمات وغير ذلك مما ورد في العقد الاجتماعي، وأما ان هناك عشائر لها مفرداتها ولها تفاهماتها ولها عاداتها و تقاليدها وتعمل الحياة بموجبها، فإما نحن دولة وأما نحن عشائر ، ولا يجوز باي صورة من الصور دمج الوضعين معا وتسويق ابتداعات ترد من هنا او من هناك.

3) تعليق بواسطة :
29-02-2016 11:12 AM

بالمناسبة ممكن تحيلنا عن انجازاتكم بلجنة الشو اشمها تبعت الموارد البشريه تبعت الدولة؟!!!!!!!!!

4) تعليق بواسطة :
29-02-2016 10:14 PM

تزضيج للعامة

وفق القانون العشائري الذي ساد في الاردن وبادية الشام هو عرف خاص بالقبائل العربية البدوية ولا يطبق على الفلاحين والاخرين في المنطقة فكانت الحكومة التركية تطبق القانون العثماني على مواطنيها من العرب وغيرهم باستثناء البدو فكان القضاء البدوي هو السائد لانها لم تستطع حكم البدو 400 سنة لبعدهم عن السناجق والمخافر

عندما تشكلت الاردن الحديث تقربت المكونات الاخرى تحت الحكم العشائري لمزاياه ولم يكن يشملهم فالفلاحون يعيشون قديما بالقرى والمغر ولا يستطيعون الرحيل بينما يرحل البدوي بببته

5) تعليق بواسطة :
29-02-2016 10:22 PM

الجاههة والعطوة والجلوة وغيرها عادات بدوية لم تكن موجودة عند الشركس والشيشان والدروز والفلاحين وعند لجوء الفلسطينيين الى الاردن الزموا انفسهم بهذه العادات التي لا تعرف قديما في الضفة الغربية واليوم تجد كل شرائح المجتمع تمارس الطقوس البدوية وتشكوا منها وتعتقج انها جزء من عاداتها والحقيقة عكس ذلك
الناس احبت قديما صرامة البدو وصدقهم وحدتهم في تنفيذ التقاضي افضل من القضاء الرسمي فلجئت اليه
والروبدة الطرام فلاحين من اربد تخلوا عن شئ لا يلزمهم وليس من تراثهم ولا كل الفلاحيين ولا الفلسطينيون

6) تعليق بواسطة :
01-03-2016 02:03 AM

اسمها اللجنة الملكية !!!!!!!!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012