أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


دروس واستخلاصات "الحدث الداعشي" في إربد

بقلم : شاكر الجوهري
05-03-2016 06:57 PM
الأكثر أهمية من تفاصيل 'الحدث الداعشي' في شمال الأردن (إربد)، هو الإستخلاصات التي يتوجب التوصل إليها.

فحدث الإشتباك المسلح الطويل ليلة الأول من آذار/مارس، بين قوات الأمن، وخلية 'داعشية' مدججة بالسلاح، يكشف أول ما يكشف صحة تقارير سابقة عن استعدادات التنظيم الإرهابي لبدء عمل مسلح داخل الأراضي الأردنية، على نحو يجعل من العمل الإستخباري الداخلي، موازيا في الأهمية للإستعداد العسكري الخارجي على حدود الأردن، مع كل من العراق وسوريا.

لقد ظل الملك، والحكومة، يؤكدان دائما الإستعداد العسكري والأمني في مواجهة خطر 'السلفية الجهادية'، غير أن الأردنيين خبروا طوال أكثر من عامين نماذج عديدة على الإستعداد العسكري ممثلا في مواجهات حاسمة مع محاولات تسلل (خصوصا عبر الحدود السورية)، في عمليات جس نبض وسبر لقدرات القوات المسلحة الأردنية على التعامل مع محاولات تعريض أمن الأردن الداخلي للخطر، من خلال، وبواسطة متسللين.

ومع أن 'دواعش اردنيين' عملوا خلال عام 2015 على تنفيذ عمليات استهداف محدودة لدوريات أمنية في شوارع وطرقات معزولة، استهدفت احداها إطلاق نار على دورية شرطة في أطراف محافظة إربد، وإلقاء زيوت على طرق خارجية في ذات المحافظة، أدت إلى إخلال محدود للأمن، تمثل في وقوع حوادث تصادم سيارات مواطنين، واصطدامها ببعضها البعض جراء الزحلقة، إلا أن الإختبار الأهم في سبر قدرات الأجهزة الأمنية، ارتقى في 'الحدث الداعشي' في إربد.. متجاوزا حدود العمل الإستخباري، إلى الإشتباك العملي، والقضاء على خلية 'داعشية' كانت نائمة، فصحت على وقع خطوات الموت تحيط بها وتوقع بها عن بكرة أبيها.

'العمل الداعشي' داخل المدن، منح الأجهزة الأمنية، فرصة مهمة لإثبات فاعليتها في التعامل السريع والصارم مع خطر السلفية الجهادية داخل الحدود، بذات المستوى الذي تعاملت به القوات المسلحة على الحدود، في استقبال محاولات التسلل من الخارج، وتهريب أسلحة ومخدرات.. وهي سمة من سمات ثنائية وسائل وأساليب التنظيمات 'القاعدية' منذ أيام افغانستان.. إذ تجمع بين السلاح والمخدرات، وتوظف تجارة المخدرات في تمويل برامجها التسليحية.. تاركين لنا معشر المفكرين تقرير أن هدف هذه التنظيمات هو من ذات طينة الوسائل التي ترتكب لتحقيقه.

إذا هما تطوران متقابلان في وسائل العمل ورفع مستوى الإعداد بين الجانبين.. يهدفان إلى الوصول إلى تحقيق كامل الأهداف.

فيما يتعلق بـ 'داعش' فإن بناء خلايا نائمة داخل الأردن، من عناصر اردنيين، كما أظهرت نتائج التحقيقات الأولية (جميع دواعش اربد اردنيون)، يعوض 'داعش' عن التركيز على محاولات التسلل الفاشلة عبر الحدود.

يؤخد بعين الإعتبار هنا:

أولا: صعود ملحوظ للتيار السلفي الجهادي في إربد، وبدرجة أكبر في مخيّمها.

ثانيا: إنحياز المزاج الغالب لأبناء هذا التيار إلى 'الولاء لتنظيم داعش' وليس لجبهة النصرة.

ثالثا: إنّ أغلب أبناء 'الجيل الجديد' في هذا التيار 'داعشيّو المزاج'، بالرغم من أنّ شيوخ التيار في الأردن من أبرز خصوم 'داعش'، مثل أبي محمد المقدسي وأبي قتادة.

رابعا: ميل شيخ التيار في مخيم إربد، تحديداً، عبد شحادة الطحاوي، المعتقل حالياً، إلى تنظيم 'داعش'. والشخص الأهم منه كونه الأكثر تأثيراً على هذا الجيل، هو عمر مهدي زيدان، الذي يحاكم غيابياً أمام محكمة أمن الدولة، لوجوده مع 'داعش' في الرقّة السورية، حيث عاصمة 'داعش'.

هذا يشي في الحقيقة بأن غالبية المنخرطين في 'داعش' هم من عامة الناس، الذي يلتحقون عادة بتيار الدهماء، ويبتعدون عن الفكر والعلماء، بمن في ذلك متعلمين غير مثقفين..!

خامسا: طبيعة هذه التركيبة المندفعة عادة (بعكس النخب)، اضافة إلى التحول في تكتيكات قيادة 'داعش' حيال الأردن، أحدثت تحولا في طرق التعامل مع الأجهزة الأمنية.. فبدلا من تسليم 'الدواعش' أنفسهم للأجهزة الأمنية، فور تلقيهم استدعاء هاتفي، دون أدنى محاولة دفاع عن النفس، غير الدفاع القانوني أمام المحاكم، كما اعتادوا طوال الفترة السابقة، لجأت 'خلية إربد' إلى الإشتباك المسلح مع القوات الأردنية المهاجمة.. مسلحة (الخلية) بالأسلحة الرشاشة، والأحزمة الناسفة التي تزنر بها 7 من 'الدواعش'، وإن جبنوا عن تفجيرها..!

سادسا: تحول في اختيار الأهداف من العشوائية، إلى المنتقاة.. فبدلا من انتقاء دوريات شرطة منعزلة في الطرق، أو سكب زيون السيارات على الشوارع، فإنهم خططوا في هذه المرة لتفجير أحزمة ناسفة، ثبت أن هذه الخلية كانت تجهز لتضرب بها أهدافا حيوية (مدنية وعسكرية) محددة مسبقا.

سابعا: يكشف ذلك، عن استعدادات 'داعشية' لتعويض خسائرها الأخيرة في العراق وسوريا، بتعجيل استعداداتها لفتح 'جبهة جديدة داخل الأردن، تعوضهم عن الخسائر المشار إليها، وتوفر لهم فرصة الظهور في مظهر القادر على الإنتقام من الأردن، ورفع معنويات التنظيم، وتسهيل نسيان اعضائه الخسائر الكبيرة في سوريا والعراق.. والأهم من كل ذلك، إخراج الأردن من دوره الهجومي على 'الدواعش' في سوريا والعراق، وتحويله إلى موقف دفاعي..!!!

لكن الأردن، أفشل كل ما خطط له 'الدواعش'.. عبر عمل منظم، مخطط ودقيق كما أظهر 'الحدث الداعشي' في إربد.

بل نجح الأردن في إجهاض العملية قبل الشروع فيها، عبر حملة مكثّفة استمرت لأسابيع، وجرى خلالها اعتقال 13 شخصا من أفراد التيار 'الداعشي'، وصولاً إلى الخلية النائمة، قبل أن تستيقظ من غفوتها.

***

بناء على كل ما سبق، يمكن استقراء النتائج الحقيقية لـ 'الحدث الداعشي' في إربد:

أولا: حدوث انهيار في معنويات 'دواعش الأردن'.. بدءا من 'دواعش الأحزمة الناسفة' الذين أخفقوا جبنا في تفجيرها..!!!

ثانيا: رفع اضافي كبير في معنويات رجال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، التي شاركت جميعها تقريبا في تفكيك والقبض على 'خلية إربد'.

الجيش، الأمن العام، الدرك، المخابرات العامة.. إلخ.

ثالثا: ارتفاع أسهم دائرة المخابرات العامة لدى الرأي العام الأردني بشكل غير مسبوق. يدلل على ذلك، التساؤل الكبير الذي ارتسم على شفاه الأردنيين:

ماذا لو لم يكن لدينا جهاز مخابرات قوي مهني، وجيش مدرب مهيّأ، وأجهزة أمنية كفؤة، تدرك تماما كيفية التعامل مع التنظيمات الإرهابية..؟!

رابعا: التفاف شعبي غير مسبوق حول شخص الملك، والجيش، والأجهزة الأمنية.. مزدوجا بشكل مضاعف الحالة الشعبية التي ولدتها جريمة 'داعش' في قتل الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، الذي تم حرقه بطريقة غاية في البشاعة العام الماضي، وهو في أسر 'الدواعش'.

وقد تم التعبير عن هذا الإلتفاف من خلال:

1. توزيع الناس للحلوى على بعضهم البعض على ايقاع الأهازيج الشعبية وزغاريد النساء.. فرحا وانتشاء بنجاح عملية القضاء على أول خلية 'داعشية نائمة'.

2. إصرار عشرات من المواطنين على التواجد بين القوات المهاجمة، مؤازرة لها، رفعا لمعنوياتها المرتفعة أصلا.

غير أن نخبا مرموقة، تبدي أملها في أن لا يوظف هذا الإنتصار، والإلتفاف الشعبي الواسع حول النظام ورموزه، وأدواته التي حققت الإنتصار، في التراجع عن الإصلاح السياسي الموعود.

إضافة لكل ما سبق من ارتفاع معنويات القوات المسلحة ومن بينها الأجهزة الأمنية، فقد كان للكفاءة المهنية دورها البارز في تحقيق الإنتصار، الذي تمثل في:

أولا: اعتقال 13 من اعضاء الخلية قبل اسبوعين من المداهمة، دون الإعلان عن ذلك.

خلال فترة هذين الأسبوعين، يفترض أن معنويات اعضاء الخلية انهارت وهي تنتظر الهجوم المباغت على مقراتها، فيما كانت تترسخ قناعاتهم بأن المعتقلين أدلوا باعترافات تفصيلية عنهم وعن نشاطاتهم.

ثانيا: عدم اتخاذ اجراءات احترازية من قبل أفراد الخلية غير المعتقلين، يشي بـ:

1. شعورهم بعدم القدرة على الخروج من داخل الطوق الأمني، غير المرئي، والإختباء عن أعين المراقبة الدائمة.

2. عدم وجود أوكار بديلة يمكنهم اللجوء إليها.

3. عدم امتلاكهم قدرات لوجستية على الحركة.

4. تلقيهم أوامر مرتجلة بالبقاء والإستعداد لمواجهة عسكرية، علها ترفع معنويات التنظيم خارج الأردن، بالتحدث عن انتصارات وهمية.

ثالثا: إختيار توقيت ليلي للهجوم، بحيث لا يعلم أغلب الأردنيين بما يجري إلا بعد حسم المعركة صبيحة اليوم التالي، فلا يحدث أدنى ارتباك شعبي، إن حدث.

رابعا: مفاجأة الإرهابيين بمعرفة الأجهزة الأمنية لجميع الأوكار التي كانوا مختبئين فيها، ومهاجمتها كلها في توقيت واحد.

خامسا: التعامل بثقة مع 'المولات' والمحلات التجارية.. تجلى ذلك بطلب إغلاقها قبل مواعيدها المعتادة، وتجاوبهم مع الطلب.

سادسا: حرص الأجهزة الأمنية على إستباق أي جهة قد تعلن أي معلومة عن الحدث، ذلك أن الرواية الأولى هي التي تقنع الرأي العام.. وهذه حالة تعامل اعلامي نادر من قبل الأجهزة الأمنية. لقد تم تعميم خبر مبكر عن عملية مداهمة لخارجين عن القانون تسريب الأخبار، وتسريب خبر تحدث عن شبهة بأن يكون الهدف خلايا ارهابية، دون تحديد.

سابعا: تحذير علني لبعض وسائل الاعلام وصفحات التواصل الإجتماعي التي نشرت ما يؤثر سلبا على العملية الأمنية بما في ذلك عرض بعض الاسماء، من أنه ستتخذ بحقها أشد الإجراءات القانونية.

ثامنا: إعلان سريع لاستشهاد النقيب راشد حسين الزيود، وإصابة خمسة من رجال الأمن، ومواطنين اثنين، ومقتل سبعة ارهابيين.. ما حال دون فبركة 'داعش' أخبارا كاذبة.. خصوصا في ظل الإرباك الشديد الذي اصابها، وقتل واعتقال جميع افراد الخلية..

هذا يمثل تعاملا اعلاميا جديدا ومقنعا من قبل الأجهزة الأمنية.

تاسعا: الإعلان للمواطنين عن اسماء المناطق أو الأحياء التي تحدث فيها المداهمات.. ما أثار الطمأنينة بأن بقية إربد آمنة، وأن الأجهزة الأمنية تتصرف بثقة بالغة بالنفس.

عاشرا: قطع التيار الكهربائي عن الأحياء التي تشهد المداهمات ما أثار الرعب في قلوب الإرهابيين.

حادي عشر: إعلان الأجهزة الأمنية عن وجود أطواق أمنية تحيط بمناطق المداهمات، ما ساهم في مزيد من إضعاف معنويات الإرهابيين.

ثاني عشر: تكتيكات الأجهزة الأمنية الميدانية كشف عن تدريبها على خوض حرب الشوارع، وهذا أيضا أربك الإرهابيين، لأنهم لم يتوقعوه من قوات نظامية، تفوقت في استخدامه بمواجهتهم.

ثالث عشر: إعلان دائرة المخابرات العامة احباطها لمخطط ارهابي لحركة 'داعش' فور انتهاء العمليات، وهو إعلان أدى إلى:

1. ارعاب بقية اعضاء التنظيم غير المكتشفين، خشية أن يكونوا على قائمة الأهداف العاجلة، فلزموا مواقعهم دون حركة.

2. طمأنة الرأي العام بأن الأمر قد حسم فعلا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-03-2016 09:35 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
11-03-2016 12:24 PM

عاش بيان العسكر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012