أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حديث في السلفية و الدولة

بقلم : ياسر المعادات
06-03-2016 08:00 AM
ينقسم السلفيون عموما الى ثلاثة اقسام تكاد تشكل الهوية الجامعة للسلفية و ان كانت هذه الاقسام متضادة متنافرة احيانا،فهناك سلفية تقليدية 'علمية' لا تعد فاعلة في المجال السياسي حيث تهتم بنشر الفكر السلفي في المجتمع مع الولاء للحاكم و نظام حكمه و هي لدينا في الاردن تشكل نسخة مشابهة تقليدية للنسخة السعودية الوهابية المتحالفة مع نظام حكم آل سعود هناك،أما ثاني الأقسام فهي السلفية الحركية و التي هي سلفية اكثر تطورا تعنى بالشأن السياسي في الاطار المدني و تشترك مع السلفية التقليدية في العمل ضمن اطار نظام الحكم و تركز على نشر الفكر السلفي في المجتع ايضا،و لكنها اكثر عصرية من التقليدية فتدعو الى التغيير السياسي احيانا و تنتهج الوسائل السلمية الدعوية لذلك،أما القسم الأخير فهي السلفية الجهادية التي تسعى الى التغيير الكامل في المجتمع و السلطة عبر الجهاد و المواجهة المسلحة مع أنظمة الحكم،ناهيك عن البعد الاممي لهذه السلفية التي توسع عبرها من عملياتها الى الغرب الذي تعده كافرا كما هي اغلب الانظمة العربية.
هذه التقسيمات بين أجنحة السلفية المختلفة لا تعني أن هذه السلفيات غير متداخلة،فقد يغير السلفي توجهه بمرور الوقت و ينتقل من أحدها إلى الأخرى،و هو الأمر الذي تغافلت عنه الدولة لدينا لمدة طويلة حيث وفرت الفرصة لتوسيع قاعدة السلفية عبر دعم السلفية العلمية التي كانت في تحالف غير معلن مع الدولة،و لكنها كغيرها من الدول ذات السطوة الأمنية الساذجة تتناسى دور الفكر و الايديولوجيا العليا فتتفاجىء بانتقال اعداد غفيرة من السلفيين من موالين لها إلى خارجين عليها متحدين لسلطتها.
إن الدولة التي تقوي من شوكة تيار على حساب آخر من أجل تثبيت سلطتها و دعم هيمنتها على المجتمع و من ثم تلجأ إلى الحل الأمني الذي يهدد السلم المجتمعي كما تهدده هذه الجماعات التي ساهمت الدولة في تقوية شوكتها،هذه الدولة لا بد لها من نظرة أخرى في أسلوب تعاملها مع السلفية بالذات و مع مختلف التيارات السياسية في الدولة،إن كانت جادة بالفعل في التحول صوب الدولة المدنية الحقيقة،لا الدولة القائمة على الهيمنة و سحق وعي الجماهير في إطار تعزيز هذه الهيمنة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012