التعليم العالي .. طعّه وقايمه

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

التعليم العالي .. طعّه وقايمه

بقلم : د. نصر البطاينه
09-03-2016 08:00 AM
تابعنا ولا زلنا نحاول تفهّم قرارات ادارة الجامعه الاردنيه برفع الرسوم على الطلبه الجدد,, في وقت من الصعب ان تسعى الدوله الى فرض المزيد من الضغوط الماليه والنفسيه على المواطنين ونحن بأشد الحاجه الى وحدة الصف لتمتين وحدتنا الوطنيه وترسيخ انتماء الشباب لوطنهم وهو يلفظهم,, نعم سياسات التعليم العاليه الجبائيه تدعو الشباب الى الخروج على الوطن, فلم يعد ممكناً ولا مقبولاً أن يصبح التعليم حكراً على فئة الأغنياء كما أن مؤسسات التعليم الخاص والتي انفقت مئات الملايين تشكو من سياسات التعليم العالي والتي جعلت من الجامعات الرسميه مصغّراً لجامعات خاصه داخل حرمها بمسمى التعليم الموازي والدولي..
بدايةً زوجتي اكاديميه في احدى الجامعات ولي ابنه طالبه جامعيه في جامعة أخرى,, ومن خلال متابعاتي لاحظت ان هناك تخبط في مواعيد بدء الدراسة والامتحانات, في السحب والاضافه, في دفع الرسوم او التأخير,, فوجدت لزاماً ان احاول دراسة الموضوع للوقوف على الاسباب التي جعلت من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي!! ان تجلس على كراسي المتفرجين لا اصحاب القرار في وضع سياسات ثابته للتعليم العالي وتركت الحبل على الغارب حتى حدثت الفوضى..
قبل اكثر من ثلاثين عاماً كنت طالباً جامعياً وكنت ضمن منظومه عامه للتعليم العالي في ذلك البلد ومساحته وعدد جامعاته اضعاف مكرره لمساحة الوطن ولعدد جامعاتنا لكن كنا نخضع لقانون عام للتعليم العالي يحتوي على ثوابت راسخه منها بداية العام الدراسي والسحب والاضافه ومواعيد الامتحانات وكيفية احتساب علامات النجاح وهكذا...لكنني اجد نفسي في حيره اذ تتبعت مواعيد بدء الدراسه لاجدها تختلف ولربما الفارق يزيد عن الاسبوعين او الثلاثه,,كما ان بعضها يبدأ الدراسه في مواقيت السحب والاضافه والآخرين يمتد السحب والاضافه لأكثر من اسبوعين ولا محاضرات ولا حضور للطلبه؟؟
هناك تخبط في سياسات التعليم العالي اعطت استقلاليه للجامعات وتركت الحبل على الغارب كما يقال فلا تعليم ولا بحث علمي بالرغم من ان الكثيرين من اساتذة الجامعات يحصلون على اجازات للتفرغ والبحث العلمي من جامعاتهم ويعملون في جامعات خاصه ومنهم في دول الاغتراب وعلى حساب ابنائنا الطلبه فانحدر التعليم وجعل من ساحات الجامعات مسارح للمصارعة والاقتتال حتى القتل..منْ المسؤول؟؟
هناك جامعات اتخذت من انظمة تعليم عالي في بلدان اجنبيه نظام العلامات على مبدأ أ+ والباء والسي وهكذا.. فكانت النتائج مغايره لقدرات الطلاب وتعتمد الكيرف والعلامه الاعلى فعلى سبيل المثال قد يكون حاصل على علامة 80 ويُحتسب أ+ لانخفاض مستوى العلامات عند استاذ في الوقت ان بعض الحاصلين على 90 عند آخر تعتبر باء+ مثلاًعند استاذ آخر ولنفس الماده..نظام لا يحقق العداله ..ويترك غبن لدى الطلبه ومن اسباب العنف, اضافةً لتنمّر بعض اعضاء هيئات التدريس ومناصبة الطلبه العداء لغياب الحريات والنقد واحيانا لسلوك البعض منهم غير السوي.
لماذا لا يُصار الى تأطير التعليم العالي ضمن ثوابت تشترك فيها الجامعات كافه؟؟ لماذا لا يُشجع البحث العلمي الحقيقي للارتقاء بمستوى الجامعات لتصبح في مصاف الجامعات الاجنبيه؟؟ لماذا يترك الاستاذ جامعته ويغترب لتأمين حياه كريمه لعائلته وعلى حساب مؤسساتنا التعليمي ومصلحة ابنائنا؟؟ لماذا..لماذا.. اسئله كثيره قد لا تتسع هذه العجاله لمعالجة النكوص في التعليم ومشكلات الجامعات والطلبه والوطن على اتساع خارطته..في الوقت نفسه نشكو مخرجات التعليم العالي ونشكو الفراغ والعنف وغيرها من مشكلات.. نحن نحتاج الى وزير للتعليم العالي يضع الأمور في نصابها لا وزير لا يرى في التعليم سوى الكرتونه وافواج الخريجين ليرفد البطاله باعداد متزايده من العاطلين وممن مارسوا العنف كمتطلب تخرج..ودمتم