أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اللغة عاجزة و الاقلام مكسورة

بقلم : ايمن احمد عبدالمهدي الشوابكه
22-03-2016 08:00 AM
ان العجب و التكبر افة تعصف بصاحبها الى الهلاك و لا يمكن للحب و الانسانية ان تسكن قلب صاحبها فالمتناقضات لا تعيش الا مع من يعاني من انفصام في الشخصية فكيف من يدعي ان قلبه على الاردن يشيح بوجه عن ابناء هذا الوطن الذين لم يخذلوا وطنهم كابر عن كابر و جيل بعد جيل يورثون حب الوطن لهم بل انه جزء من ايمانهم و عقيدتهم فمواكب الشهداء لم تتوقف و الجراح تترك اثارها على اجساد من كتب لهم السلامة .
على مدار اليومين الماضيين انشغل الاعلام بقضية غاية في الانسانية لاحدى بنات الاردن الطاهرات العفيفات و المتشحة بستر ثوبها كما هو حال بنات الاردن الذين نعتز بهن و نفخر و قد اتى المرض اللعين يفتك بجسدها و هي تقدم الخدمة لابناء الوطن و لكنها امام العجب و التكبر و الاحقاد الدفينة للشعب باكمله لم تستطع ان تستمر بعلاج نفسها بعد ان استنفذت كل ما تملك متجه الى حكومة بات رئيسها عبئا على الوطن باكمله و مرضا لا يقل عن مرض النائب مريم اللوزي يفتك بكل زواية و بكل شبر من تراب هذا الوطن فلم يفلت من قبضته انسان و لا شجر و لا حجر قد سلم من بطشه و ظلمه و يقسم باغلظ الايمان انه لم يحابي احدا او مارس فسادا او تدخل في شأن احد و الفضائح التي لحقت به و بحكومته في الحنث باليمين و اختراق الدستور و التمييز بين ابناء الوطن و تصفية الحسابات الشخصية و تفريغ مؤسسات الدولة من المجتهدين و الوطنيين و منح العطايا و التنفيعات و التعيينات في الوظائف العليا و الرواتب الخيالية في رئاسة الوزراء و وزارة الخارجية و مفوضية العقبة الخاصة التي اوهمونا بانهم سيحولون رملها الى ذهبا حتى باتت عبئا و مكانا لتفريخ الفساد و التعدي على حرمة الوطن و ترابه و غيرها من مؤسسات الوطن الكريمة و الحمد لله ان اجهزتنا الامنية و الجيش العربي بيد امينه بعيدة عن اياديكم ايها الفاسدون المجرمون ،بيد سليل الدوحة الهاشمية و عميدهم مليكنا المفدى عبدالله بن الحسين ، هل يعقل ان يحصل هذا مع مواطن اردني كل هذا التعسف و الحقد الدفين اذا كانت النائب لا تستطيع الحصول على حقها لماذا نلوم النواب على عدم تحقيق الخدمة للمواطن و لكن الومهم اذا كان هذا شانهم مع الحكومة و قد منحوها الثقة تلو الثقة و هي استحقت الرحيل بعد ان استهانت بارواح الاردنيين فقمح خبزهم فاسد و طعامهم لا يعلم الا الله بحاله بعد تزوير الشهادات و الفحوصات و ما موضوع الاسماك ببعيد عن الاذهان و دؤوانا لا يغني و لا يشفي و متروك لحيتان الاحتكار ليتكسبوا على حساب امراضنا فيبيعوه باضعاف مضاعفة ، لا سلمكم الله .
نعم نحن ابناء الطبقة الكادحة نحن ابناء الحراثين و العسكر لا بواكي لنا و لامن يهتم بحياتنا و لا من يسال عنا ان كنى جوعى او عرايا او الامراض تفتك باجسادنا و لا نقوى على العلاج ،او الديون قد اثقلت كاهلنا و اتت على لقمة الخبز – بالمعنى الحقيقي للخبز و ليس مجازيا او مبالغة – فاننا لم نستدينها لنلعب القمار او للسياحة و السفر و شمة الهواء او السهر و قضاء ليالي العهر و الدجل و الاحتفال باعياد الميلاد و حفلات الزواج و تزيين الجبال بالورود و استقدام المطربين بالاف الدنانير بل لندرس ابناءنا و بناتنا في الجامعات املين في حياة كريمة لهم و لكن الخيبة نصيبنا جراء التعسف و الظلم و الاستقواء علينا ليكون فوق الدين نقمة في صفوف البطالة و التعثر و البؤس و الشقاء ، لم نستدين للفشخرة و البهرجة بل لبناء بيت ظنا منا انه يستر عوراتنا و يقينا حر الصيف و برد الشتاء لنواجه ازمات فوق ازمات ليس اكثرها انعدام الدفء من ليالي تشرين القاسية و تلحق به فواتير الماء و الكهرباء المهلكة و الظرائب المظروبة على رؤوسنا ، نعم ليس هناك من يسال عنا الا اذا اقتربنا من اسوارهم العالية و كراسيهم الفاخرة .
يا حكومة الفشل من ازمة لازمة من ازمة التعليم في الوطن الى خارج حدود الوطن و السبب السياسة التعليمية العقيمة فلا اعرف هل الثانوية العامة مقارنة بسنوات ما قبل الالفين بهذه الصعوبة لدرجة البحث عنها في السودان و الهند و تركيا و غيرها من المفاجات التي ستظهر لناو لكن هذا نتاج سياسات الترهل و المحسوبية و فتح ابواب التعليم لغير اهله ليحكم و يرسم و يغير من ثقافة هذه الامة و وجود المسؤول الضعيف الذي تنتهي طوحاته و خططه بمجرد الجلوس على كرسي الوزارة ، اما ازمة الاقتراض الخارجي و اهلاك البلد بالديون لدرجة خطيرة تتجاوز الحدود المسموح بها دوليا من الناتج الاجمالي للدولة فلا سياسة اقتصادية واضحة و لا جذب راس المال للاستثمار لا بل التغول على المستثمر و ارهاقه بالظرائب و الرشاوي و ذوي النفوذ و ما دراك ما اصحاب النفوذ حتى حزم المستثمر حقائبه هاربا تاركا وراءه اوجاعا و اهات تعصف بالشباب الاردني محولا حياتهم لبؤس و شقاء .
ان الاردنيين اهل عزة و كرامة و اصحاب سيادة و لن تكسروا شموخنا و انفتنا و لن ننتظر منكم خيرا او فرجا فنحن في ذمة الله و رحمة الله اوسع و اكبر و لكن عمي على قلوبكم عن مصير الظالمين فاقلها ان مزبلة التاريخ بانتظاركم و تتسع لكل من على شاكلتكم .
لقد اصبحت اللغة عاجزة عن وصفكم فتجاوزتم بتعسفكم كل مفردات اللغة و اصبحت الاقلام مكسورة خشية من بطشكم و سجونكم .
لكل الله يا مواطن .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012