أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


في يوم الارض: عن أي أرض تتحدثون؟!

بقلم : أ.د أمل نصير
31-03-2016 08:00 AM
تحيي جماهير الشعب الفلسطيني خاصة، والعربي عامة الذكرى السنوية ليوم الأرض التي ترمز إلى تشبث الإنسان بأرضه، بسبب أحداث آذار الدامية عام 1976، بعدما قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي العربية، فعمّ إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء، واعتقال المئات.
يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض، وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الإسرائيلي، إذ إنها المرة الأولى التي يُنظّم العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية، ومن ذلك الحين أصبح الــــ 30 من آذار يوما للأرض.
احتلال وطن، وقتل جزء من أهله، وتشريد آخر يستحق منا أن نجعل كل أيامنا له لا يوما واحدا فقط.
أما اليوم، في ظل التحولات العربية، فمن حق الإنسان العربي أن يتساءل: أي يوم أرض سيحيي العرب؟! أرض فلسطين، أو العراق، أو سوريا، ليبيا، اليمن...!
فأرض فلسطين ابتلع 85 بالمئة منها حسب تقارير أممية، ومازال الباقي يبتلع يوما بعد يوم لاسيما في ظل الانقسام الفلسطيني، وغياب الاهتمام العربي، والإصرار الإسرائيلي على الاستيطان، والقدس العربية تتلاشى يوما بعد يوم، وأرض غالبية الدول العربية غارقة بالدم، والعنف، والتطرف، والبؤس الذي انتشر في العالم العربي، فيعيش- مثلا- في ظله 80 بالمئة من الشعب السوري بحسب تصريح لبان كي مون!
ومن حقّ الإنسان العربي أيضا أن يسأل عن الآليات التي سيحيي بواسطتها العرب يوم الأرض هل بمزيد من القتل لبعضهم بعضا؟! أو بمزيد من تشريد الشعوب العربية؟ أو بمزيد من هدم البنية التحتية والحضارية للدول العربية الواحدة تلو الأخرى؟ أم بمزيد من المؤتمرات التي تروّج لقتل العرب وانقسامهم! لاسيما بعدما أثبتت الندوات السياسية، ورفع الشعارات، وجملة النشاطات الباهتة فشلها في إقناع كثيرين، وهم يعيشون واقعا مرا يتنافس فيه كثير من الحكام على قتلهم!
أما الذين ما زالوا يمارسون قتل شعوبهم بأيديهم، ويحرقون الأرض من فوقهم ومن تحتهم، ويمنعون الأرض من احتضان كثير من أبنائها المعذبين في سجونهم، فلا أدري كيف سيحتفلون اليوم بالأرض؟!
لقد غاب عنهم جميعا أن الأرض هي الإنسان الذي أوسعوه قتلا ومهانة، والذي أشبعوه كذبا، ولم يتركوا له أرضا يحتفل بها أو عليها!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-03-2016 09:43 PM

كلام جميل ورائع
هكذا تعودنا من مقالاتك د.امل على قراءة مقالات تنبع عما بداخل الانسان العربي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012