|
|
أعظم ملكة اردنية في التاريخ
بقلم : د .احمد عويدي العبادي
01-04-2016 10:28 AM
صاحبة الجلالة = أعظم ملكات الدنيا انها صاحبة الجلالة المغفور لها الملكة الأردنية بلقيس بنت الهدهاد بن شراحبيل، رحمها الله، ملكة سبأ الأردنية/ الجوف/ أدوماتو قبل ثلاثة الاف عام، التي ذكرها وكرمها القران الكريم، والانجيل والتوراة. نقول ابتداء، أن الأردن أنجبت ملكات وأميرات وشيخات وشريفات أردنيات، دخلن التاريخ بامتياز، منذ الوثنية والجاهلية الأولى الى مطلع القرن العشرين، وأعطين صورة ناصعة عن المرأة الأردنية الأصيلة الأصلية عبر التاريخ، وهن مصدر اعتزازنا وفخرنا الى يوم القيامة، وان كان البعض لا يروق له قراءة ذلك ولا سماعه ولا الاعتراف به، بل ولا ذكر أي من هؤلاء العظيمات، وتجاهل هذه العبقريات المتميزة. ويشكل هذا التجاهل والانكار خطيئة بحق الأردن وتاريخه وهويته، قد يصدع بأمرها أشباه السياسيين وبعض أشباه الكتاب والسحيجة، من أصحاب المصالح والتسلق واللهاث. ولكنني كمؤرخ لدي حسابات مغايرة وهي وطنية اردنية حقيقية بامتياز، وان تطلبت مزيدا من التضحيات علاوة على ما كان وما هو كائن. حيث ان حساباتي لا تتفق مع حسابات السياسة السائدة والمصالح والانتفاع. فنحن أمناء على تاريخنا، وعلى إعادة كتابته، وانقاذه من براثن التشويه والسرقة والتحريف والزيف، ومن خطيئة إعطاء مجدنا لمن لم يفعله وهو ليس من أهله، وانما ادعاه بمنطق القوة وليس بقوة الفعل والمنطق. حديثنا عن صاحبة الجلالة الأردنية , الملكة بلقيس , التي عاشت قبل ثلاثة الاف سنة على التراب الأردني العزيز , وهي الملكة المؤمنة المحتشمة العفيفة الشريفة, سيدة الاخلاق والحكمة والجمال والذوق والفهم في عصرها وما بعدها في كثير من العصور , التي شهد لها القران الكريم بذلك , واثنى عليها الانجيل وسائر المؤرخين القدامى والمحدثين , وصارت اسطورة للمجد وسمو الاخلاق , والاحتشام والعفة والجمال والحكمة والدهاء والديموقراطية وبعد النظر وحب الوطن , والحرص على شعبها قبل حرصها على نفسها , وخاطرت بنفسها بالذهاب الى النبي سليمان , من أجل انقاذ شعبها ومملكتها من الاحتلال الإسرائيلي , وتدمير المنجزات , وهي مثل أعلى في احترام الاخرين بدون اقصاء ولا تهميش ولا تطنيش , والايمان بالرأي والراي الاخر وحرية التعبير , وكل ذلك ورد شهادة لها بنص القران الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . لقد أشار القران الكريم والكتب السماوية الأخرى، الى سيدات اردنيات بكل الاجلال والاحترام. وعلى راس هؤلاء الأردنيات، الملكة بلقيس التي غدت شخصيتها مادة خصبة للكتب والقصص والروايات، بسائر اللغات والحضارات والثقافات عبر عشرات القرون. وتعد هذه المرأة مصدر فخر واعتزاز للأردنيين بخاصة، والعرب بعامة، عبر تاريخهم الطويل. حيث جاء ذكرها في القران الكريم في سورة النمل : { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ).نلاحظ التعبير القرآني الكريم ( تملكهم ) ولم يقل ( تحكمهم ) لتبين ان الأردن هي اول بلد في العالم الذي فرق بين المنهجين ( تملكهم ) و ( تحكمهم ) .وهو يحتاج الى شرح مطول ليس هذا مقامه . وعندما نزلت سورة النمل وفيها قصة سبأ (والملكة بلقيس) , قال رجل يا رسول الله وما سبأ؟ : أرض أو امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا امرأة , ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن ( ذهبوا الى اليمن) منهم ستة , وتشاءم ( ذهبوا الى الشام ) منهم أربعة , فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة , وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار وكندة , فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة ) , وروي هذا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى كهذا حديث حسن غريب , قال الترمذي : حسن غريب قال الشيخ الألباني : حسن صحيح (سنن الترمذي) رقم الحديث : 3222 , وأخرجه الطبري في تفسيره سورة سبأ تحت رقم 26430. وبذلك نجد ان جذام بمكوناتها هي جزء من سبأ. ومن جذام الأردن الى الان: بني صخر وبني عباد وبني حميدة وبني عجرمة وبني عقبة وغيرهم كثير، وهذا يبين تجذر هذه العشائر منذ مملكة سبأ وما قبلها الى الان والى ما شاء الله تعالى، لذا فعندما نتحدث عن مملكة سبأ الأردنية والملكة بلقيس، فإننا نتحدث عن تاريخ الأردن وجذام ومكوناتها، وما على المشككين الا ان يأتوا ببرهان اخر من داخل القران الكريم والحديث الشريف الذي جئنا به برهانا على ما نقول. الملكة بلقيس الأردنية ولها أسماء أخرى وردت في المخطوطات الاشورية والبابلية، منها: شمس أو شمسي أو وهج الشمس، وكلها أسماء صحيحة للملكة بلقيس، التي كانت ملكة قبل ثلاثة الاف عام، هي أعظم ملكة في التاريخ العربي الإسلامي والإنساني بدون منازع ولا استثناء، بل انها شخصية تاريخية نسائية لا نظير لها (كملكة) في تاريخ الأردن وتاريخ العرب والإنسانية كلها. وقد فاضت بذكرها كتب السماء والأرض قديما، وثقافات الأمم السابقة واللاحقة. وقد كانت سيدة نساء عصرها بدون منازع جمالا وعقلا راجحا واكتمالا، كما ذكر القران الكريم: (وأوتيت من كل شيء)، ورغم ظهور ملكات عظيمات غيرها عطرن التاريخ مثل الامبراطورة الأردنية الزباء / زنوبيا، والملكة الفرعونية حتشبسوت، والملكة الاشورية سميراميس، والملكة الفرعونية نفرتيتي، الا ان أيا منهن لم تشبه بلقيس ولم تضاهيها ولم تتفوق عليها. ملكات قديمات لم يصلن الى مستواها اما الملكة الفرعونية: حتشبسوت (-توفيت عام 1482 ق.م.) (فتعني في اللغة المصرية القديمة خليلة الرب امون المفضلة على سائر السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات، وحكمت من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م. وقد تركت خلفها ألغازا وأسرارا كثيرة وغامضة، وربما يكون أكثرها إثارة في حياتها، شخصية المهندس “سنموت” عشيقها الذي بنى لها معبدها الشهير فى الدير البحري، والذي منحته 80 لقبا، وقد بلغ من عشقه لمليكته أيضا، أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته، وجاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة الحب والعشق هذه ؟؟؟ بين الاثنين سنموت وحتشبسوت، فشاركا بعضهما فى “حياة أسطورية” من المتعة والاستطابة، وانتهى كل منهما نهاية غامضة، لا تزال لغزا حتى الآن.). وواجهت حتشبسوت مشاكل عديدة فى بداية حكمها، بسبب حكمها من وراء الستار، بدون شكل رسمي. ويقول بعض المؤرخين أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم. واما الإمبراطورة الأردنية ذات الأسمين (الزباء / زنوبيا (240 -حوالي 274م)، فكانت ملكة تدمر، (وسنفرد لها بحثا خاصا ان شاء الله تعالى)، واستقطبت اهتمام وخيال الأمم والشعوب كالعرب والأوربيين، وكانت تدمر احدى ولايات مملكة الانباط الأردنية، واستقلت وازدهرت عندما سقطت الحكومة المركزية في البتراء. اما الملكة بلقيس الأردنية (مدار حديثنا هنا) فظهرت في القرن العاشر قبل الميلاد (قبل حوالي ثلاثة الاف سنة من الان)، زمن سليمان الذي عاش في الفترة ما بين 970 ق.م حتى 931 ق.م)، فقد وردت في القران الكريم، مقترنة باسم النبي سليمان عليه السلام، فضلا مما أضيف اليها من البريق، فألهمت ولا تزال تلهم الفنانين والكتاب والشعراء والموسيقيين، من مختلف الأمم والعقائد والاتجاهات الفكرية. اما الملكة العراقية (سميراميس)، فهي ملكة آشورية 800 ق.م. (أي بعد الملكة بلقيس)، واسمها سيمورامات ومعناه الحمامة، ولا مجال للحديث عنها هنا. واما الملكة الفرعونية (نفرتيتي فان اسمها يعني: 'الجميلة أتت'، وهي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع (الذي أصبح لاحقاً أخناتون الذي نادى بالوحدة والتوحيد) وهو فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، أي قبل بلقيس. ونعود للحديث عن الملكة الأردنية بلقيس المعظمة، حيث ان المؤرخين العرب أكثر ما يتحدثون عن اسم واحد وهو بلقيس رغم تعدد الشخصيات والملكات مدار الحديث اللواتي يحملن الاسم نفسه. وعند تفحص الروايات زمانا ومكانا واحداثا، نجد ان الملكات اللواتي يحملن اسم بلقيس متعددة اسما وأمكنة وأزمنة، وان ذلك جعل الامر يلتبس على المؤرخين الذين لم ينتبهوا لتباين الأزمنة والأمكنة والمجتمعات والشعوب والملوك المعاصرين، والاحداث التاريخية المرتبطة باسم بلقيس، ولم يحددوا أيا من هذه الملكات اللواتي حملن هذا الاسم، وانما جعل كل منهم أن الأسم يعني أنها المذكورة في القران الكريم، وأنها في سبأ اليمن، ولم يتطرق أي منهم الى سبأ الأردن، وهي سبأ الشمال المذكورة في الحديث الشريف أعلاه. صحيح ان اسم بلقيس واحد ولكنه اسم لعدة ملكات، مما يدل على شغف العرب بإطلاق اسم بلقيس، على كثير من ملكات العرب عبر العصور القديمة، مما أدى الى هذا اللبس والالتباس، وذكرتها التوراة بالخير تارة وبالسوء تارة اخرى، وان كانت التوراة لا تحدد مكانها، رغم ان العهد القديم مغرم بذكر الأماكن، لكنه يصمت عندما يتحدث عن بلقيس، كما ان الأنجيل الذي ذكرها بخير، لا يحدد المكان أيضا. وبالتالي فان كلا الكتابين لا يستدل بهما حول المكان. وادعت نصوص في التوراة أن الملكة بلقيس الأردنية السبئية الأردنية، تمثل الشيطان، وكان ذلك كرها وحسدا من اليهود لهذه الملكة العظيمة، لأنها كانت مثالا للجمال والحكمة والقوة والسلطان والثروة والجاه والاحتشام والرقي والديموقراطية، وهي الصفات التي لم يعرفها اليهود في زمنها ولا قبلها. واما القران الكريم، فقد أشار الى مكانها تلميحا يمكن الاستدلال عليه بالقرائن، مثل قوله تعالى: (فمكث غير بعيد) فضلا عن ذهاب الهدهد في رحلة مكوكية بين القدس والجوف الى حجرة الملكة بلقيس، وهو امر متعذر بل مستحيل على طائر الهدهد الضعيف ان يقوم به في وقت قصير لو كانت بلقيس في اليمن، وانما الامر ينطبق على سبأ الأردن، وهي سبأ الشمال، مما حدا ببعض المؤرخين ان يجزموا بقرب المكان، ووضعوا مواصفات تدل على انها الجوف / أدوماتو الاردنية، وقد كرمها القران الكريم. انتهت الحلقة الأولى وتليها الحلقة الثانية ان شاء الله
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|