أضف إلى المفضلة
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024


فؤاد البطاينه يكتب : الخيار الأردني في مخاض المنطقه

بقلم : فؤاد البطاينه
01-01-1970 02:00 AM

إن طوي ملف القضية الفلسطينية هو على رأس اولويات امريكا وإسرائيل لأسباب حيوية تخصهم ، فرفض الفلسطينيين للإستسلام ، والمترافق مع معاناة الفلسطينيين ، متسبب ومتلازم بالضرورة مع عدم استقرار اسرائيل ومع الاخلال بالسلم والأمن الدوليين ، وخلق العنف والتطرف على مساحة القارات ، واستخدام القضية الفلسطينية شماعة للابتزاز السياسي وتمرير المشاريع للدول الاقليمية . وإن العائق أمام طوي أو تسوية الملف هو تناقض الرؤى بين الفلسطينيين وإسرائيل حول الهدف او مرجعية التسويه .

إن رؤية اسرائيل في تسوية القضية لم تخرج يوما عن فكرة الوطن البديل المتمثلة في تفريغ مكونات القضية الفلسطينية السياسية والسكانية في الأردن ، وتستخدم الإدماج السياسي للبعد الأول ، والترحيل والتوطين للبعد الثاني .ويتوهم البعض حين يعتقد بأن اسرائيل تقبل بالخيار الأردني . فقد أمضى جلالة الحسين رحمه الله عشرات السنين لاقناع اسرائيل بصورة من صور هذا الخيار ولكنها رفضت . بل رفضت التخلي للأردن عن شبر من الضفة الغربية في الوقت الذي أعادت فيه أراض سورية ومصرية من خلال ما سمي حينذاك بفك التداخل أو الارتباط
إن اسرائيل تنظر للقضية الفلسطينية كقضية شعب لا كقضية أرض . وعلى العرب أن يدركوا ذلك . وسياستها الداخلية وكذا الخارجية مكرستين لخدمة مشروعها في تفريغ فلسطين من شعبها وتحقيق ذاته على أرض أخرى . وعلينا أن لا ننجر لخدمة هذه السياسة بطريق مباشر او غير مباشر . فالقضية هي قضية أرض محتله ، ومسألة اللاجئين بعدها سياسي في الأساس لا مجرد انساني . والمطلوب هوأن يحقق الشعب الفلسطيني ذاته سياسيا وسياديا على تراب وطنه .
أما رؤية الفلسطينيين فقد تبلورت واستفرت عند ازالة احتلال الضفة واقامة دولتهم عليها ، وعودة اللاجئين . لكن اسرائيل عندما تمكنت من عزل العرب عن القضية واعتبارها تخص الفلسطينيين وحدهم ، فانما أدخلت الفلسطينيين تحت الاحتلال في معادله مختلة استفردت فيها بهم وقضت على كل مشاريع التسوية حتى اصبحوا في حالة تراجع سياسي ويأس أدى ببعض ساستهم للتطلع الى الخلف وللجوء الى الخيار الاردني كمخرج . فلا أمل لديهم بالعرب الذين قبضوا كل المكاسب المدعى بها في اتفاقيات السلام ولم يكن لديهم ثمنا يقدموه لإسرائيل سوى اوراقا فلسطينية
سيطل الخيار الاردني علينا من منتوج المخاض الذي تعيشه المنطقه ، ففلسطين لن تكون خارج العرس الجماعي . ، والخيار الأردني قد يكون الفيصل بين الرؤيتين الاسرائيلية والفلسطينية وسيكون عندها خيارا دوليا عربيا لا خيارا اسرائيليا . وبهذا أذكر المسئولين الفلسطينيين المؤيدين او المنادين بهذا الخيار والذين عجزت عقولهم وضاقت رؤاهم عن ايجاد خيار فلسطيني أكرم للقضية ، بأنه سواء كان الخيار الاردني في صورة الضم او الوحدة أو الاتحاد الفدرالي او الكونفدرالي فلن تمرره اسرائيل ما لم تضمن فيه الثغرات والشروط التي تنفذ منها للوطن البديل . وعندها سيتحمل المسئولية أصحابها . وأضع تاليا التساؤلات التي تطرح نفسها أمامهم .
. الأول ، إن الخيار الأردني سيقوم على ارضية وهيكلية واضحة بصورة من الصور ، فإذا استثنينا الضم ، فهل نحن نتحدث عن اتحاد ووحدة مع دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السياده وعضوا في الأمم المتحدة ؟ فهذا شرط بدونه لن تكون قناعة ولا تكافؤا بين الطرفين أو الدولتين ، بل هو الوطن البديل بعينه . أما إذا كان قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة سيسبق تطبيق الخيار ، فهل ستكون هذه الدولة بواقعها الجغرافي الحالي وقبل الاتفاق مع اسرائيل على مسائل الحل النهائي كالقدس واللاجئين والحدود والمياه إضافة للجداران ؟ فهذه مسائل تشكل الأساس في القضية الفلسطينية . وهل اسرائيل مستعدة لتسوية هذه المسائل فبل قيام الدولة الفلسطينية ؟ أم ستجير لمرحلة تطبيق الخيار الاردني مثلا .
الثاني . نتذكر أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى والأكبر قد كرست الهوية الوطنية الفلسطينية بعد موات ، وفعلت فعلها لدى الرأي العام الامريكي والأوروبي ، كما فعلت فعلها في القرار الاسرائيلي وجعلت اسرائيل تفكر باللجوء الى الخيار الأردني كمخرج . لكن المنظمة استبقت الأمور من تحت الطاوله وعقدت صفقة أوسلو التي محت انجازات الانتفاضة وانقذت اسرائيل من تداعيات الانتفاضة على رؤيتها السياسية . والتساؤل هنا هو ، هل الفلسطينيون في الضفة والقطاع الذين ولدوا تحت الاحتلال في جو منفتح على مفهوم الديمقراطية بعيدا عن حياة الفلسطينيين في الشتات التي دجنتهم الدكتاتورية العربية ، والذين ناموا( وأعني فلسطينيي الضة ) وهم أطفالا على قصص تخاذل قادتهم وتواطؤ حكام العرب ، وطوروا حلم التحرر من استعمار يعيشونه ، وحلم فلسطين الدولة بعيدا عن ماضيهم مع العرب ، أقول هل هؤلاء سينسون خديعة أوسلو ؟ وهل سيتقبلون من قادتهم المخضرمين والمخضبين بالماضي أن يقرروا مصير احلامهم ونضالهم دون أن تكون لهم الكلمه ؟ وهل لهم ثقة بالدول العربية والأردن بالذات ؟ مذكرا بأن فلسطينيي الانتفاضة الأولى الذين لا يعرفون غير فلسطين قد عبروا عن رفضهم الشديد للخيار الاردني أثناء انتفاضتهم . وبأن فك الارتباط الاردني جاء بعد أشهر من بداية تلك الانتفاضه
إن الشعبين الاردني والفلسطيني لا يتحملان مسئولية إفشال اسرائيل لكل مشاريع الحلول الدولية والعربية ولا يستبدلان هذا الفشل بتحقيق رؤى تنتقص من الحقوق الفلسطينية والاردنية غير القابلة للتصرف، وإن مقولة ' الاردن هي الاردن وفلسطين هي فلسطين' نصر عليها ونقولها على سبيل الحصر الى اسرائيل وإلى كل من يحاول الالتفاف على خيار الدولة الفلسطينية .
وأخيرا ، إن الأردنيين ما زالوا عشائريو الثقافة بكل قيمها السلبية والايجابية ويجمعون على القيادة الهاشمية كما هي ، ويعتبرونها صمام امان واستقرار لهم ، لكن ما نتكلم به أمر مفصلي يتعلق بحقوقهم في بلدهم وبمستقبلهم السياسي والأمني ، تماما كما يتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته . ويستحقون من مليكهم مراعاة نقاط ثلاث ، الأولى ، هي الرفض الحاسم للتعاطي مع موضوع الخيار قبل قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة على الأرض والسكان وتسوية كل مسائل الحل النهائي . الثانيه هي ، إذا تحققت هذه الدوله وأصبح الخيار الاردني قدرا دوليا وعربيا علينا ، أن لا يتم التعاطي معه إذا لم يحظ بموافقة الشعب الفلسطيني باستفتاء حر. أما الثالثه ، فهي أن يكون الخيار الأردني في كل الظروف بإرادة وموافقة الاردنيين في استفتاء حر تقف الحكومة منه موقفا حياديا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012