بقلم : عواد عايد النواصرة
18-04-2016 08:00 AM
يعرف الجميع مفهوم الجوع الحقيقي ونريد تجاوزه في هذه العجالة إلى مفهوم جديد وهو الجوع الاجتماعي (الواسطة والمحسوبية) والتي أرجعت البلد سنوات إلى الوراء، وأفقدت المواطن العادي الثقة بالمسؤول واوصلت أناسا لا يستحقون أن يكونوا في موقع صنع القرار. حتى الجوع بمختلف صوره بات يورث في هذا الوطن لماذا لا تجد في هذا البلد ابن وزير أو نائب أو سفير يعمل سائقا على حافلة أو مزارعا يتوارى عن الأنظار من تردي الأسعار وغلبة الدين أو عامل وطن، لكنا نراه يملك الحافلة والمزرعة وصاحب الدين ومسؤولا عن عامل الوطن.
كان لنا بصيص أمل في مجلس النواب فيما تبقى له من عمر لكنه تلاشى، وحلمنا بحكومة أقسمت على كتاب الله تعالى بان تكون مخلصة وان تخدم الأمة، لكن لا ندري ماذا حصل. سنبقى في هذا الوطن ندفع ضريبة كل حكومة وكل مجلس نواب ندفع ثمنها قهرا وعدم ثقة. التعيينات الأخيرة في مجلس النواب أبناء السادة النواب وأبناء عشائرهم هل جاءت إرضاء أم لكسب الولاء؟ في كل أحوالها مرفوضة لأنها جاءت بغير وجه حق. ما ذنب الطالب الجامعي الذي درس وتعب ولا أريد أن أقول شحذ أهلة الدرهم والدينار لإكمال دراسته الجامعية وبعد التخرج جلس سنوات طويلة ينتظر ويطالع الصحف ليصدم بخبر تعين فلان ابن فلان في منصب معين. ولا اقصد هنا النواب وحدهم بل بعض وظائف الحكومة والتي باتت حكرا لأبناء الذوات وكأن الأردن لهم وحدهم والباقي أرقام وطنية للإحصاءات السكانية. فهل يعرف احد كيف يتم تعيين وظائف رئاسة الوزراء؟ ناهيك عن وزارة الخارجية معظم التعيينات لأبناء الوزراء والذوات. وبعض الدوائر الأخرى وجميعكم يعرفها. أين مخافة الله أين اليمين الذي أقسمتموه عندما وضعتم أيديكم على القران الكريم؟ هل يستحق منكم الأردن هذا التلاعب بمستقبله؟ بعد عن حملتم الألقاب والرواتب والامتيازات.
الواسطة والمحسوبية في الأردن جوع مزمن ومرض تفشى في أوصال المجتمع فضاعت الحقوق بسبب من وضع في مكان ليحافظ على حقوق العباد. ماذا ستقول عنكم لا نريد أن نقول الأجيال القادمة بل الأجيال الحالية وهي تناظر الظلم والجبروت المسيس. طبعا كلامي هذا يستثنى منه بعضهم والذين كانوا مثالا للنزاهة لكنهم شركاء في الجرم لان أصواتهم لم ترتفع لتقول لا حسبكم هذا غير مقبول.
أين العدالة وأين المساواة التي نسمع عنها وندرسها لأبنائنا في المدارس ونريد أن نغرسها كقيمة ومبدأ في عقولهم ليصدموا بها عندما يناظرون الحقيقة.قد يرث الإنسان المال والعقار والأموال مِن ذويهم لكننا في الأردن سوف نورث المناصب والجوع لأبنائنا. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.