أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


العبادي يكتب : ‏ أنظمة الاستبداد والفساد والاستعباد ومصيرها‎ ‎

بقلم :
25-04-2016 01:26 PM


الكاتب : د. أحمد عويدي العبادي

تمتد رقعة العالم العربي في موقع استراتيجي لا غنى لقوة عظمى عنه، لذلك فقد تنازعته ‏القوى الاستعمارية وسيطرت كل منها على جزء منه، وصار ما يعرف بحروب التحرير الوطنية ‏لنيل الاستقلال بدل الاحتلال، وبخاصة في الخمسينات والستينات من القرن العشرين .‏

ولكن المأساة التي يعانيها العرب هو ان أنظمة الاستقلال التي قيل لنا انها عربية وطنية او ‏قومية، انما هي أنظمة اذلال بدل الاحتلال، واستعباد وفساد واستبداد حتى صار المتنورون ‏المقموعون يتمنون الحرية مع الاحتلال على العبودية مع الاستقلال‎ ‎‏ .‏
شنت الأنظمة الجديدة حروب تطهير عرقية لفئتين من العرب: فئة المفكرين وفئة النخبة ‏المثقفة، بحيث صار كل شعب عربي خاليا منهما، ليتغنى بالأموات من رموزه لان الأنظمة لا ‏تسمح بالأحياء منهم ان يبقوا على قيد الحياة او التواصل مع الناس، وصار أكبر مفكر مشغولا ‏بتوفير رغيف الخبز لأولاده ولا يجده، فهرب كثير منهم الى أوروبا والغرب وأبدعوا بينما لقي ‏الكثير منهم حتفهم جوعا او تحت التعذيب‎.‎
‎ ‎وفي السنوات الأخيرة دخلت صفة ‏الإرهاب على كل من يعارض السلطان ‏وبالتالي يستحق هذا الإرهابي البريء ‏أصلا، ليس القتل بيد السلاطين فحسب بل ‏القتل بأسلحة الدمار الشامل لدى القوى ‏النووية، التي وقعت في فخ وخديعة ‏الأنظمة في العالم العربي، وهي أنظمة ‏صنعت الإرهاب وصارت تخوف الشرق ‏والغرب منه لتحمي نفسها وتقمع أصحاب ‏الفكر والثقافة، وتجد مبررا لها بالاستمرار ‏بالقمع والاستبداد والفساد والاستعباد ‏والقتل والتهجر والتطهير العرقي‎.‎

ولو تفحصنا أساليب الحكم في العالم ‏العربي على اختلافها وتباينها، لوجدناها ‏نسخة واحدة وان اختلفت انماطها وبلدانها، ‏وكما انه هناك ولايات أمريكية متحدة فهناك ‏ولاة امريكان متحدون همهم واحد وهدفهم ‏واحد، حيث يتحول الحاكم الى طاغوت يعبد ‏من دون الله وان من يعبده يحصل على ‏امتيازات منفردة له ولأولاده، ونضرب على ‏منهجهم الموحد امثلة‎: ‎
‎1= ‎الاحتفاظ بالحكم إلى الأبد. ولو كلف ذلك ‏الى التطهير العرقي وقتل مئات الالاف ‏والملايين , المهم الاحتفاظ بالحكم حتى ولو ‏بقي الحاكم وحده بعد إبادة وتشريد شعبه , ‏فالتوريث حل لمشكلة الموت عندما يحين ‏اوانها , لتبقى الأبدية والسرمدية ( حاشا ‏لله ) متحققة للحاكم وذريته لأنهم وزبانيتهم ‏مخلوقات عجيبة ليس مثلها الانس والجن , ‏ويحصلون على ما يسمونه بالشرعية ‏الزائفة عبر ما يسمونه مفاهيم : البيعة بلا ‏هيبة ولا بيعة والولاء والانتماء بلا ولاء ولا ‏انتماء والإجماع بلا اجماع والعطاء بلا عطاء ‏والمكارم بلا كرامة ولا مكارم , ومنع النقاش ‏السياسي والاجتماعي , وانما القبول بهذه ‏كلها على انها من المسلمات الإلهية‎ ‎‏.‏

‎2 = ‎‏ - وصف المعارضة بالإرهاب والعمالة ‏للخارج اما إرهاب الدولة وعمالة النظام ‏للخارج فهو من مقتضيات المصالح الوطنية ‏لان مصلحة الوطن هي مصلحة النظام , ‏مُسجّلين بالمقابل ان أي فكر تنويري انما ‏هو نمط من الردة الموجب لقتالهم على ‏عقال البعير فكيف يكون القتال على البعير ‏والجمل ما حمل , انه قتال الإبادة , وإغلاق ‏أبواب المستقبل، وان الماضي هو ماضي ‏النظام والتاريخ هو تاريخه والواقع هو واقعه ‏والمستقبل هو مستقبله , واما الشعب ‏والوطن فهم نكرات ولا يعرفون الا بالحاكم ‏العربي الذي يسخر الأموال للدعاية لنفسه ‏على انها دعاية للوطن‎ ‎‏.‏

‎3 = ‎‏ - ولهذا الجوهر تعبيرات معلومة تدل ‏عليه، منها عبادة الحاكم، وتماثيله الخفية او ‏العلنية، وصوره وصور ورثته او عصابته التي ‏تغطي كل مكان وزاوية وتسمية كل شيء ‏في البلاد باسمه واسم اسرته على انهم ‏ملهمون عباقرة وان سائر الناس ليسوا الا ‏عبيدا اغبياء‎.‎


‎4 = ‎‏ - ومن التعبيرات لتمجيد الأنظمة: ‏الأغاني والاهازيج والدبكات والمسيرات ‏الممنهجة المجبرة بحجة انها عفوية، التي ‏تهتف باسمه وتستنفر لتنظيمها ودفع ‏الناس إليها أجهزة الدولة كلها، والهتاف ‏الصباحي لتلاميذ المدارس ببقائه حاكما ‏إلى يوم القيامة‎ ‎‏.‏

‎ - 5 = ‎تصميم وترسيم كل شيء وقانون ‏وتوجيهات وتعليمات وأنظمة، بحيث تعطي ‏الشرعية لكل ما يفعل السلطان وينهب ‏ويسلب ويعذب ويقتل وهو فوق المساءلة ‏وفوق السياسة والسيادة بل هو فوق ‏الوطن والشعب والدولة وقائدا لكل شيء ‏ولا يحاسب عن فعل أي شيء، بل انه فوق ‏المرتبة البشرية والزمان والمكان أيضا. من ‏حقه التصرف المطلق بكل شيء وتملك كل ‏شيء ومصادرة كل شيء ونهب كل شيء ‏لأنه اعلى من كل شيء والمالك لكل شيء ‏؟؟؟؟؟، مما يبدو معه ان الاحتلال ارحم من ‏هذا الاستقلال‎ ‎‏.‏

‎6 = ‎‏ - وعندما يتكلم فهو وكلامه مقدس وما ‏سواهما مدنس بل ان كلام السلطان في ‏العالم العربي اعلى من القانون والدستور ‏والشرائع، لان كل شيء هو مزرعته ‏الخاصة لا يحق لاحد منازعته عليها، فالحلال ‏ما يحله السلطان والحرام ما يحرمه ‏السلطان، انه دين من نوع خاص ما انزل ‏الله به من سلطان، لكنه سلطان انزله ‏السلطان وعلى الجميع السمع والطاعة‎ ‎‏.‏

‎7 = ‎‏ - هيمنة وتكريس مبدأ البقاء للسيئ ‏والصعود للأسوأ لكل من يعبدونه من دون ‏الله سبحانه من اجل تشكيل زمرا خرقاء ‏تمسك له البلاد ويجلس على جبال من ‏الجماجم وبحور من الدماء وبساط من ‏الاشلاء وهو غير مسؤول. لذا يجب سحق ‏الجميع من غير زمرته التي تقوم بهذه ‏المهمات الاجرامية على انهم يفعلون ذلك ‏لتحقيق الامن والأمان والامساك بالبلاد‎ ‎‏.‏

فالأبرياء خطيرون على السلطان، والحزبيون ‏خطيرون وكذلك المستقلون، اما أصحاب ‏الفكر والتنوير الثقافي فان لهم الموت كما ‏قلنا أعلاه. والمعارضون الذين يتعذر ‏ترويضهم يُستأصلون اجتثاثا من فوق الأرض ‏بينما يجري بالمقابل ترقية الحمقى والبلهاء ‏من الأتباع والموالين والعبيد والسحيجة ‏والفاسدين واللصوص والجواسيس ‏والمافيات والمجرمين، وهم الأقل كفاءة، ‏ويدينون بفرص ترقيهم لولائهم وتزلفهم، ‏الي ولي نعمتهم السلطان وتتم ترقيتهم ‏وتهميش وتهشيم أصحاب الكفاءة والوطنية، ‏هذا إذا لم تتح للأكفاء لهم فرصة الهجرة من ‏بلادهم‎ ‎‏.‏

‎8 = ‎‏ - زرع الجواسيس في صفوف الشعب ‏الذي ينظرون اليه انه قطيع متوحش من ‏الأعداء، ودعم الوشاة والمخبرين وكتبة ‏التقارير، والعمل الدؤوب على تحطيم ‏مجتمع العدو (أي الشعب) بكل السبل، فقد ‏اقترن ذلك بالتحول من رعاية وترقية أصحاب ‏الكفاءة، الى رعاية وترقية الموالين ‏والانتهازيين، ومحاباة عديمي الكفاءة من ‏اللصوص والمهربين والقتلة والمغتصبين، ‏على حساب الوطنيين‎.‎

‎‏ = 9- صنع التخلف، والدمار الوطني ‏والحرب على المستقبل ومنعه من القدوم. ‏وحين يأتي الموت للحاكم، فان التوريث ‏يُلغى مفعوله التغييري، فيكون ما بعد ‏الموت كما الحال من قبل الموت، أي انه لا ‏يوجد مستقبل لغير النظام وازلامه، الا ان ‏يأتي الله بامر في خزائنه‎.‎

‎ - 10 = ‎فالنظام في العالم العربي لا يتغير ‏طواعية وانما انتزاعا، وهو لا يفاوض ولا ‏يحاور ولا يعطي الحقوق لأصحابها وانما ‏ينتزعها، لأنه لا يؤمن الا بشيء واحد ان له ‏حقوف، ولا واجبات عليه وعلى الشعب ‏واجبات وليس له حقوق اللهم الا المكارم، ‏ولا يقدم الانظمة تنازلات سياسية ولا ‏يرضى أي منهم ان يكون جزءا من الشعب ‏او الوطن بل مالكا للشعب والوطن وانه ‏هبط اليه من عالم الغيب والتميز والفوقية. ‏فإما ان يكون النظام او لا أحد يبقى سواء ‏في السلم ام الحرب، فالمبدأ الذي تطبقه ‏الأنظمة العربية: المسجد للعبادة، والحاكم ‏للقيادة والسيادة، وجيشه للإبادة! .‏

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012