أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل فتحت السعودية صفحة جديدة مع الاردن؟

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
01-05-2016 08:00 AM
وجدت السعودية اليوم سبيلاً الى تحقيق طموحاتها الرامية الى قيادة العالمين العربي والاسلامي، خاصة بعد انهيار الانظمة التي كانت تقارعها على هذا العرش، وانشغال انظمة محورية اخرى بمشاكلها الداخلية الاقتصادية والسياسية، الذي بدوره عمل على تعبيد الطريق للقيادة السعودية كي تتولى وبشكل منفرد زمام الأمور، وهو ما ورد بشكل صريح في رؤية 2030 التي اطلقتها القيادة السعودية مؤخراً.

الدور الذي لعبه الاردن خلال العقد الماضي اثار حفيظة السعودية حيناً، وحنقها احياناً اخرى، فالنظام الاردني الذي يستند الى شرعية ذات أبعاد دينية وتاريخية وقومية، عمل على قيادة تحالف إسلامي لمكافحة الارهاب، كان للسعودية فيه حظوراً متواضعاً، كما انبرى الاردن للدفاع عن الاسلام والتحدث بالنيابة عن المسلمين في المحافل الدولية، واضطلع بدور محوري في دعم ورعاية العشائر السنّية، بالاضافة الى تسليم الراية الهاشمية للقوات المسلحة الاردنية وما تعنيه تلك الراية من رمزية الدفاع عن حمى الاسلام، وغيرها الكثير من الممارسات التي شكلت هاجساً لدى القيادة السعودية بأن الاردن ينازعها المكانة التي تعتبرها استحقاقاً لها.

التنافس الاردني-السعودي المبطن ادى الى انقطاع الدعم الخليجي من جهة، كما ان أمن الكيان الصهيوني الذي لا يتحقق الا ببقاء الاردن دولة آمنة وفقيرة في نفس الوقت، استوجب دعماً عالمياً متواضعاً للأردن من جهة اخرى، وبذلك وجد الاردن الرسمي نفسه في مواجهة تحديات اقتصادية وتنموية صنعها بنفسه ولنفسه نتيجة حسابات خاطئة، ولعب ادوار تفوق قدراته وامكاناته، لم يستطع تفكيك معادلاتها الصعبة في وقت لاحق.

سحب السفير الاردني من طهران، بالاضافة الى الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الاردن للممكلة العربية السعودية، كانتا بمثابة إعلان رسمي بأن الاردن اختار الانسحاب من مزاحمة السعودية على مقعد القيادة، معتقداً بذلك انه وضع الكرة في ملعب السعودية، فالخيبات المتكررة التي مني بها الاردن الرسمي ألقت بظلالها على الساحة الاردنية، ولا وجود لحلول بديلة تلوح في الافق.

على الرغم من شبه الاجماع الشعبي في الاردن على رفض باسم عوض الله الذي عاث فساداً بمرتكزات الدولة الاردنية ومقدّراتها، وبمساعدة من رفيق دربه محمد الذهبي القابع في سجن 'سواقة'، الا ان ظهوره من جديد كعرّاب للعلاقات الاردنية السعودية يمكن اعتباره بادرة للتعبير عن حسن نوايا الجانب الاردني، فالرجل مطلوب سعودياً بحكم علاقاته مع رجالات الصف الاول هناك، والتي عمل على استغلالها احسن استغلال كي يعود لصدارة المشهد السياسي بعد خروجه من باب 'السيستم' الصغير.

المليارات التي وعد عوض الله بقدومها لن تأتي بهذه السهولة، فالسعودية مقبلة على تغييرات وتحديات نوعية يحتاج التعامل معها الى وقت طويل لا نملكه هنا في الاردن، كما ان انسحاب الاردن من مضمار المنافسة على قيادة العالم الاسلامي سوف يرفع سقف المطالب السعودية، فالاردن ما زال يحتفظ بملفات سيادية لا يكتمل الطموح السعودي المنشود الا بالحصول عليها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-05-2016 12:07 PM

العلاقة الاردنية - السعودية ،هي في طبيعتها منذ عشرينات القرن الماضي علاقة جدلية ،تقوم على تهميش الاردن وابعاده عن مطبخ القرار ،شأنه في ذلك شأن اليمن ،فلاهما لا يحظيان بثقة حقيقية لدى القيادة السعودية ،وهما من مضمون وصية المرحوم الملك عبدالعزيز لابنائه جميعا قُبيل وفاته ،ولم يحد احد منهم عن هذه الوصية، ولذلك شهدنا خلال القرن الماضي المثلث الذي يحكم العالم العربي مؤلفا من الثالوث مصر والسعودية وسوريا وقد استمر هذه الحلف اكثر من خمسين عاما ،لكن انبثاق الثورة الاسلامية بايران قلب المعادلات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012