أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إزدواجيةً في الولاء أم حريةً في الإنتماء

بقلم : تمارا سالم الدراوشة
03-05-2016 03:19 PM


بعد إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة من قِبل مجلس النواب ، ورغم وجود ملاحظات حول ضرورتها الآن ، او في الطريقة التي طُرحت بها ، والسرعة التي أُقرت بها ، إلا أن هناك رائحة يصعُب تقبلها تفوح من قانون السماح بإزدواجية الجنسية , لمن سيتم إختياره لاحقاً للقب سعادة او معالي او دولة او...او...

هل السماح بإزدواجية الجنسية جاء لمصلحة الوطن ، أم جاء لتسهيل تمرير اشخاص محددين ليصلوا الى مواقع القرار ، وهل هؤلاء اصحاب الجنسيات المزدوجة ، هم من ينتظرهم الوطن لإنقاذه من الفساد والمفسدين ، وهل هؤلاء هم من يحملون راية الرخاء والرفاه للمواطنين ، الذين بدأوا يئنوا تحت وطئة الفقر والبطالة ، واصبحوا يشعروا بأنه لم يعد هناك ما يستحق الحياة .
إن القانون بهذا التعديل قد تم إقراره ، لكنًا تمنينا من الذي اقترح هذا التعديل لو خرج إلينا ليشرح لنا ( نحن العوام ) ماهي الأسباب الموجبة لهذا التعديل ، وهل زالت الأسباب التي بموجبها كان قد مُنع على اصحاب الجنسات المزدوجة من الوصول الى لقب سعادة او معالي ، وقد رأينا كيف أن هناك من ضحًى بمنصبه وبموقع كان يشغله ، حتى لا يُضحي بالجنسية الأخرى التي يحملها ، وكأنها كانت تعني له ما هو اكثر من هَم الوطن والمواطن .

اتساءل هل زالت الأسباب التي دعت الحكومة الى منع اصحاب الحنسيات المزدوجة من أن يكونوا نواباً او وزراء ، فإن كان كذلك فما هي هذه الأسباب الموجبة ، وكيف بليلةٍ وضحاها اصبحت غير مهمة .

أنا وعلى معرفتي المتواضعة ، اشعر بأن السماح لمزدوجي الجنسية بتقلد مواقع عُليا وهامة في الوطن ، قد جاء لتمرير اشخاص بعينهم لهذه المواقع كمنقذين للوطن ، واشعر ايضاً بأن هؤلاء الأشخاص رفضوا أن يتخلوا عن جنسياتهم الأخرى غير الأردنية حتى لو كانت مصلحة الوطن العليا تتطلب ذلك .

وفوق ذلك ، أنا اعتقد وبعد إقرار ذلك ، فإننا سنجد لدينا مسؤولين ، سواء كانوا نواباً او أعياناً او وزراء ، يحملون جنسيات متعددة أُخرى غير الأردنية ، وهنا اتساءل ما الذي يضمن الحيادية لهذا المسؤول لو اصاب العلاقة الأردنية مع بعض هذه الدول شيء من الفتور وعدم الرضا ، فأين سيكون ولاء هذا المسؤول ، هل هو للوطن الذي يحمل جنسيته ومنحه موقع قيادي متقدم ، أم سيكون لتلك الدولة التي منحته جنسيتها واعطته إمتيازاتها ، وتم تعديل القانون حتى لا يُضحي بها ، هذا سؤال لم استطع الإجابة عليه .

وأخيراً اذكر قصة ذلك الفيل الذي حمل امتعته وأراد مغادرة الغابة ، فإجتمعت بعض حيوانات الغابة وسألته لماذا تُريد الرحيل ، فأجابهم إن الأسد ( ملك الغابة ) ولسببٍ ما ، قد امر بقتل جميع الزرافات الموجودة في الغابة ، فقالت له الحيوانات لكنك فيل ولست زرافة ، فقال الفيل أُدرك أني فيل ولست زرافة ، لكن ما يُخيفني هو أن الأسد قد ترك مٌتابعة الموضوع للحمار ، وأنا سأرحل لأني قد لا استطيع أن أُقنع الحمار بأني لست زرافة ، وللحديث بقية................


حفظ الله الأردن قيادةً وشعباً وترابا

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-05-2016 09:25 AM

اشكرك كاتبتنا الفاضلة لانك اثرت نقطة اغفلتهت اقلام والسنة اغلب اعلاميينا وكتابنا حول قانون ازدواجية الجنسية الا وهي انه عام 2011 وفي ذروة الربيع العربي تخلى كثيرون عن مناصبهم من اجل الجنسية وهذا اكبر دليل على ان ولاء هؤلاء لجنسياتهم وليس لوطنهم فما الفائدة التي سيجنيها الوطن منهم وهل عقمت الاردنيان على ان يلدن رجالا ونساء قادرين على ادارة شؤون وطنهم ولكن هناك حقيقة الاغلبية من الناس يعرفونها ولكن الخوف يمنعهم من التصريح بها وعذرا لتاخر تعليقي على مقالمك الصائب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012