أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عام بعاث والطائفية

بقلم : محمد عربيات
05-05-2016 08:00 AM

بعاث بضم الباء هي احد المناطق التي تقع في المدينة المنورة والتي كانت تعرف باسم يثرب قبل الهجرة النبوية الشريفه وحرب بعاث وقعت قبل هجرة االرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات وكان طرفـا هذه الحرب الاوس والخزرج وهما من اكبر القبائل بالمدينة المنورة وكانت تسود بينهما الشحناء والبغضاء والحرب الى ان دخلوا الاسلام وهداهم الله لما فيه خيرهم واصبحوا متحابين في الله .

وكان سبب هذه الحرب ما تناهى لعلم قبيلة الخزرج من انه سيكون هناك تحالف فيما بين الاوس ويهود بنو قريضة وبنو النضير فارسل الخزرج لليهود رسائل بان يكفوا يدهم عن دعم قبيلة الاوس وطلبوا كذلك من اليهود ما يضمن عدم تحالفهم مع الاوس فارسل اليهود بعض غلمانهم للخزرج كضمان للامان لهم فطلب الخزرج من اليهود ان يخلوا ديارهم وبيوتهم او يقتل اولادهم فرفضوا فقام الخزرج فقتلوا اولاد اليهود فوقف يهود بنو النضير وبنو قريضه والاوس ودارت حرب بينهم وبين الخزرج ومن وقف معهم من قبائل بذلك الوقت فكانت الغلبة بنهاية الامر للاوس على الخزرج .

نجد هنا العامل اليهودي باثارة الفتن بين قبائل العرب قبل الاسلام والهدف معروف فكان دخول القبيلتين بالاسلام امر غير مريح لليهود لان الاسلام وحد القبائل وانهى كل مظاهر الفرقة التي كانت بينهم وكان من اكبر من يثير الفتن بذلك الوقت عبدالله بن ابي بن سلول لانه فقد موقعا كان رشح له من قبل اطراف النزاع ليكون ملكا بعد انتهاء القتال ولكن بيعة العقبة الاولى والثانية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرته للمدينه انهت دوره لذا بقي على نفاقه وقصته معروفة وكان من اكبر منافقي المدينه ,
ما ذكرناه عن يوم بعاث يذكرنا هذه الايام بدور اليهود وحركتهم الصهيونية وما كتب من قبل منظريهم حول خطر الاسلام والعروبة على كيانهم الصهيوني بفلسطين المحتله وضرورة الحرص على عدم نجاح اية محاولة للوحدة بين الاقطار العربيه والاسلاميه والمتتبع لما يتم نشره بوسائل اعلامهم وما يصرح به قادتهم يؤكد ان عبدالله بن سلول لازال ساكنا في عقولهم وقلوبهم .

وعلى صعيد اخر وبوطننا العربي نجد الكثير من احفاد عبدالله بن سلول المنتشرون بيننا للاسف يبثون سموم الفرقه بين افراد الشعب الواحد والهدف هو تمكين انفسهم من البقاء في مواقع القرار والسلطه في مواجهة شعب متفرق على اسس طائفيه وقبليه واقليميه شعب لا يدرك ولا يعرف ما يهدف له احفاد ابن سلول ترى هذا الشعب وللاسف ينساق خلف جاهليتهم المقيته الا فئة قليله تدرك ما يقوم به احفاد ابن سلول ولكن هذه الفئة الواعيه لما يبث من فكر يعمل على تمزيق وحدة الشعب لا قدرة لها على الصمود امام احفاد ابن سلول ليس لضعف لدى هذه الفئة القليله ولكن لما يتم من اضطهاد وتنكيل ضد من يقف في وجه احفاد ابن سلول وزبانيته المتمكنون بكل مفاصل الحكم اينما وجدوا ودعم واضح من الاجهزة الامنية لهم للاسف .

وما يجري باقطار عربية خير دليل على ما نقول فلم نكن في يوم من الايام السابقه نسمع ان العشيرة او الاسره الفلانيه او المدينة الفلانيه منها عدد كبير من المسؤولين حتى بات مصطلح المحاصصة له دور في وصول المسؤول للسلطه بعيدا عن الكفاءه والمقدرة مما انعكس سلبا على ادارة الحكم وجودة الخدمات المطلوب تقديمها للوطن والمواطن واضعف الدولة بالنهاية وبالاضافة للاختيار على اسس طائفية وقبلية ها نحن نشهد وتحت مبررات غير مقنعة ما يقال عن ازداوجية الولاء والسماح لمزدوجي الجنسية بتولي مناصب سيادية والدخول بالسلطة التشريعيه ايضا ونود القول هنا ان حب الوطن والايمان بخدمته لا يأتي من بوابة التمسك بجنسية اخرى وستكون الجنسية الاخرى التي يحملها من وصلوا لمواقع مؤثره طريقة للتهرب من محاكمتهم ان قاموا باي يسيء للوطن والمواطن لا قدر الله .

ومن هنا فاننا نؤمن وندعوا بضرورة التصدي وبقوة لكل احفاد ابن سلول وتعريتهم امام الراي العام وجعلهم عيرة لمن يعتبر فالوطن يسموا فوق رغباتهم وفكرهم الضيق والذي لا يهمه سوى مصالحهم الشخصية بعيد عن مصلحة الوطن والامة الواحده .
فليس منا من دعى لعصبية ونذكر قوله صلى الله عليه وسلم دعوها فانها منتنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012