بقلم : د .احمد عويدي العبادي
05-05-2016 12:10 PM
عندما اندلعت ثورات الربيع العربي فجأة وبدون سابق انذار، كانت خارج توقعات مراكز الدراسات الاستراتيجية والاستخبارية المحلية والعالمية، ونهضت الشعوب العربية كالمارد فجأة بانفجار سلمي ثم دموي طلبا للحرية والديموقراطية والعدالة ومحاربة الفساد والاستبداد، وسعيا للمساواة وحقوق الانسان، قامت القوى الصهيونية والمتصهينة والاستعمار والماسونية بدعم الأنظمة في العالم العربي ومحاربة هذه الثورات للقضاء عليها بشتى الوسائل الدموية، والحفاظ على الأنظمة لأنها أنظمة ليست لها شرعية من شعوبها وانما تستمد شرعيتها من عمالتها للخارج، ومن الحماية الأجنبية ولأنها تحقق مصالح الاستعمار والاعداء على حساب الشعوب العربية.
وشاهدنا كيف تحالفت الأنظمة معا ومع أعداء الامة ضد الشعوب العربية المغلوبة على امرها وكيف جرى القمع والقتل بلا رحمة ولا هوادة فضلا عن الاغتصاب والتفخيخ والقصف الجوي والتطهير العرقي والابادة والمدفعية والبراميل المتفجرة، وظهور البلطجية والمليشيات والمنظمات الإرهابية مثل داعش والحشد الشعبي والحوثيين وحزب الله وأخواتهم وفلول الأنظمة البائدة والمخلوعة بحجة انهم يحاربون الإرهاب وهم الإرهاب بعينه .
وقامت الأنظمة بقمع الشعوب العربية الطامحة الى الحرية ونبذ الإرهاب والفساد بحجة انها شعوب إرهابية وادعى كل نظام انه سيطر على الأوضاع في البلد التي يحكمها بلا شرعية، وان الشعوب لن تقوم لها قائمة ابدا وان الوضع لكل الأنظمة صار قمرا وربيع وكل مسؤول يدعي انه هو من ثبت البلد وحماها من المخربين وهم أي المسؤولون في الحقيقة هم أهل التخريب.
في الأردن الان يسود الصمت المطبق الذي يسبق العاصفة، وكل مسؤول يدعي انه هو من قمع الربيع الأردني وأنهى الحراكات، وانه يجب ان يستمر في موقعه الى يوم القيامة مكافأة له على ظلمه للناس وظلامه في التعامل، وعلى أنه هو من أخمد الحراك والربيع والثورة الى يوم الدين، واستنكر لمن كان يساعده في ذلك طوابير وقطعان المسحجين لقاء ما يتلقونه من ابتسامة او دعوة على طعام او اعطية او وعد في موقع او تعيين حقيقة، ولم يتحقق من الوعود شيئا ابدا وصرنا في حال أكثر سوءا مما كان عليه حالنا قبل ثورة الربيع الأردني.
لقد عمل قطعان الفساد والاستبداد والسحيجة مثلما الطائر الذي يدخل فم التمساح وينظف اسنانه مما علق بها لتعود الى قوتها في الافتراس، واثناء وجود هذا الطائر في فم التمساح فان أي طائر او حيوان لا يجرؤ الاقتراب منه خوفا من فك التمساح، وعندما يؤدي مهمته ويخرج تنقض عليه الطيور الأخرى وتلتهمه، فالفاسدون والمسحجون مثل هذا الطائر تحميهم انياب التمساح وإذا انتهت مهمتهم التهمهم الشعب.
ولكن المسحجين والكباش (مفردها كبش) الذين وقفوا ضد ثورة الربيع الاردني، ويريدون ان تبقى حنفيات الدعم المادي والمعنوي الرسمي مستمرة الى جيوبهم وبطونهم لم تتحقق امانيهم، وانما انقطع عنهم ما كان هؤلاء السحيجة والكباش يأملونه ويسعون لتحقيقه، فأصبح انقطاعها عنهم قد حولهم من عبيد يرقصون ويسحجون الى معارضين ينتظرون لحظة الانفجار لينضموا اليه ويكفروا عن سيئاتهم التي اقترفوها بحق الأردن والاردنيين.
ما نحسه ونراه في الأردن هو ان الأمور في بلادنا ليست كما يعتقد ويشيع أصحاب القرار، فالأردنيون الان ليسوا الذين كانوا عام 2011 , والسحيجة انقلبوا حتى على من كانوا يسحجون لهم ومن اجلهم , والفاسدون الذين نهبوا البلاد ويحملون اكثر من جنسية تم تعديل الدستور من اجلهم ليعودوا ويمسكوا بمواقع القرار وينتقموا من الأردنيين وينهبوا ما بقي من أموال , وليس من محاسبة رسمية لفاسد , وما سمي تعديل لم يركز على الحرية والديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان ولا على حماية الهوية الوطنية والشرعية الأردنية بل على حماية من رفضهم الأردنيون . كما ان المسؤولين مهتمون بحماية مصالح غير الأردنيين وتحويل الأردن الى مكب للنفايات البشرية، ومزرعة للأبقار البشرية ومصدرا للأموال التي يتم نهبها جهارا.
لقد تضاعفت المديونية عدة مرات خلال أربع سنوات والحبل على الجرار
النتيجة هي الانفجار المفاجئ وهو الذي سياتي بدون سابق انذار وخارج التوقعات