بقلم : نائل أبو مروان
12-05-2016 03:00 PM
المبدأ الصهيوني قائم بأن شعب إسرائيل هو شعب متميز (شعب الله المختار)، وأن أرضه هي كما وردت في التوراة 'أعطيت لذريتك البلاد الواقعة من نهر مصر وحتى النهر الكبير' أي الفرات وهي أرض الحياة سيعيش فيها الشعب اليهودي إلى الأبد.
ويعتبر إنقاذ الأرض من أيدي العرب وإقامة المملكة الإسرائيلية عليها من أسس منطلقاته الفكرية, ويحدد الوسيلة إلى ذلك عن طريق التربية والوحدة والأحلاف والقوة والحرب واحتلال 'الوطن' بالقوة من 'أيدي الغرباء', ويدعو إلى سيادة النظام والعدل وإعادة استصلاح الأراضي البور في هذه المملكة إضافة إلى تجميع اليهود من الشتات وإعادة بناء الهيكل الثالث كرمز للخلاص الكامل.
وبسبب هذه النزعة إلى العنف تكونت العصابات الصهيونية الإرهابية في الأربعينيات لتحرير الدولة الصهيونية وإقامة دولة مستقلة، وكان من أبرزها منظمة «الأرجون» التي تولى زعامتها مناحيم بيجن رئيس وزراء 'إسرائيل' الأسبق، ومنظمة «شتيرن» التي تولى زعامتها رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أيضاً إسحاق شامير وقد تفننت هذه العصابات في زرع الموت في فلسطين ودول العربيه وخاصه مصر وأوكل تنفيذ المهمة بالوحدة (131) التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، التي أقيمت من أجل تنفيذ مهمات عسكرية في الدول العربية. ومن أجل تنفيذ هذه المؤامرة أقامت إسرائيل شبكة تجسس في مصر شملت خليتين عملتا في القاهرة والإسكندرية، وكان أعضاؤها شبان يهود من مصر، وكان بعضهم قد حضر إلى إسرائيل لغرض التدريب.
إطار هذه المؤامرة في العام 1954، تعين على جواسيس إسرائيل في مصر زرع قنابل في أماكن عامة، بينها دور سينما وأهداف بريطانية، بهدف إثارة قلاقل وإظهار أن مصر، أثناء حكم الضباط الأحرار بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، غير مستقرة أمنياً، والغاية هي منع انسحاب بريطانيا من مصر وإبقاء قواعدها العسكرية خصوصاً في قناة السويس.
لكن هذه المؤامرة لم تنجح وتمكنت مصر من إلقاء القبض على بعض الجواسيس ومحاكمتهم وإعدامهم.
مما أغضب الصهيونيه العالميه فقامت على العدوان على مصر في حرب 1956 التي اعتدت فيها إسرائيل بالاشتراك مع فرنسا وبريطانيا على مصر وانتهت بانسحابهم من سيناء بسبب المقاومة الشعبية لأهالي مدن قناة السويس ونتصار مصر.
على الرغم من التجارب الميدانية والخبرات المكدسة على مدى عشرات السنين، بصدد حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة المهام التي أقيم من أجلها،وبرغم إن هذا يحدث على الرغم من التجربة المصرية في الصلح والاعتراف وتطبيع العلاقات، التي برهنت أن الكيان الصهيوني ليس بحاجة إلى إعلان مصر أو أية دولة عربية أخرى الحرب ضدّه كي يباشر تآمره التدميري أو عملياته الحربية، بل يكفي تماماً أن تنهج مصر نهجاً وطنياً مستقلاً، في ميدان الاقتصاد أو التعليم أو الصحة مثلاً، حتى يكون ذلك ذريعة كافية للتآمر ولشن الحرب بصورة أو بأخرى، فالتنمية الوطنية المستقلة في حد ذاتها ترقى إلى مستوى إعلان الحرب في مفاهيم الكيان الصهيوني الذي وجد أصلاً كي يحول دون ذلك!
لهذا قامت فكرتهم الطرح الصهيوني المشروع التفكيكى: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، لذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم.
وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام الدول..الصديقه لأسرائيل بمساعدة الصهيونيه بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون الشعار في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة التي نخدع بها الشعوب في الدول الغربيه هي ان الشعوب المنطقة العربيه شعوب وحشيه لا ينفع معها الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم الدول الغربيه وأمريكا بمساعدة الصهيونيه بالضغط علي قياداتهم من أجل محاربة العرب دون مجاملة ولا لين ولا هوادة.
ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، التي ستدمر الحياه الغربيه وأمريكا. لذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو هذه الدول أسرائيل والدول الغربيه لتدمر الحضارة فيها. لهذا نجحت الصهيونيه في خلق ثورات وثورات مضاده في الوطن العربي وخلق حاله من الصراع بين أبناء الوطن الواحد من خلال خلق مجاميع ارهابيه مهمتها تدمير كل ما هو انسان عربي..... ......رفعت الجلسه
magdnoor@outlook.com نائل ابو مروان كاتب وناشط ومحلل سياسي