بقلم : م. حمد العمايره
12-05-2016 03:00 PM
وزارة التعليم العالي مطّلّعة ولديها العلم الكافي بأوضاع وتجهيزات الجامعات الحكومية المنتشرة في محافظات المملكة المختلفة من خلال وحدة الاعتماد ,ان المختبرات والمشاغل الهندسية والطبية وفروع العلوم المختلفة , تحتوي على اجهزة ومعدات بمئات الملايين , يتم شراؤها من خلال حاجة الاقسام المختلفة لها .
المتتبع لمختبرات الجامعات من محافظة اربد الى محافظة العقبة , يلاحظ ان 90 % من التجارب المعتمدة في الاقسام المختلفة لكل جامعة يلاحظ انها تشترك في الوصف والخطة , ويلاحظ ان الاجهزة بمختلف الجامعات متشابهة وبنفس المواصفات وتلبي الغرض من اجراء التجربة .
الجميع يعلم ان الجامعات الحكومية تعاني من نقص في الموازنة , ويعلم الكثير ان بعض ادارات الجامعات وفي نهاية كل شهر يحدث لها ما يشبه الطوارئ لعدم تمكنها من توفير رواتب الموظفين , حجم هائل من الاموال تذهب لشراء ما يلزم من حاجة المختبرات والمشاغل , وهذا ضروري للتخصصات التقنية المختلفة لإدامة ومواكبة مستجدات العلم والتكنولوجيا .
وكما هو مصرح به في مناسبات عديدة ومتعددة , هناك من يطرح فكرة الاقاليم , اقليم الشمال , والوسط , والجنوب .
ولتعميق هذه الفكرة نتمنى على وزارة التعليم العالي ان تغيّر من منهجية استقلالية الجامعات من ناحية توفير ما يلزم لها من معدات , من خلال تأسيس ثلاثة مراكز , مركز جامعات الشمال ,
ومركز جامعات الوسط , ومركز جامعات الجنوب . على ان يكون اختيار المكان يتوسط الاقليم لتجد كل جامعة متسع للزيارات العلمية المتعلقة بالتجارب التقنية .
وستوفر هذه المراكز جميع ما يلزم لحاجة الجامعات المختلفة , فاذا ما تم ترحيل معدات واجهزة كل جامعة في مركز الاقليم سيحدث الفارق الكبير في توفير الملايين وبحسبة بسيطة ستكون النسبة تقارب 75 % من حجم المشتريات .والكثير يعلم ان وسائل النقل تمتلكها الجامعات وهنالك وحدات وشعب للنقل والحركة في كل جامعة , ومن خلال برنامج معتمد بالتنسيق مع ادارة المراكز وجامعات الاقليم يمكن ان تدار هذه المهمة بكل سهولة ويسر بعيدا عن التعارض والتقاطع .
كما ويمكن ان تكون مصدر دخل للجامعات الحكومية اذا ما فتحت ابواب المراكز للجامعات الخاصة من خلال رسوم انتساب , رويدا ستتحوّل هذه المراكز الى اماكن للبحث العلمي المتطوّر على مستوى اقليم الشرق الاوسط .
المهندس حمد العمايره
جامعة الطفيلة التقنية