بقلم : د .احمد عويدي العبادي
22-05-2016 03:07 PM
بقلم د احمد عويدي العبادي
سؤال تسمعه على كل الشفاه والالسن، من الأردنيين لحرصهم على بلدهم، وهم قد تحملوا ما لا يتحمله البشر من الأذى واهانة الشعور الوطني والاعتداء على الخصوصية والهوية والشرعية والمال العام، وعدم سماع رأيهم ولا مشورتهم.
وصار امر القرار بالبلاد محتكرا بأيدي زمر خرقاء يعيشون في كوكب اخر ليس فيه شعب ولا مشاعر ولا إرادة، والكل من هؤلاء الزمر يبكون دموع التماسيح ويوزعون الابتسامات وتتسع ابتساماتهم عندما يريدون التهام الفرائس، ويحتكرون وسائل الاعلام لهم كلما عطس أحدهم يريد من الشعب ان يقول له رحمك الله، لا رحمه الله.
هؤلاء الزمر الخرقاء من المسؤولين الذين لم يبتلى الأردن في تاريخه بمثلهم وكلهم زمرة واحدة في ان واحد، ومنظومة واحدة وليس فيهم من هو بمستوى الخصومة، يتباكون على مصلحة الأردن وهم ينحرونه وينحرون اهله وشرعيته وهويته من الوريد الى الوريد ويقررون الاحلال والاحتلال السكاني الغريب بنعومة غير منظورة .
فعلى سبيل المثال يتم ادخال أفواج من السوريين او من يقال انهم سوريون بالمئات يوميا، وبالألاف شهريا ومئات الالاف سنويا بحجة القضايا الإنسانية، والكل من زمر المسؤولين يهمهم الغرباء والبكاء عليهم اما اهل البلاد فليذهبوا في عرف هؤلاء الى الجحيم.
وتدعي الجهات الرسمية ان الدول الأوروبية خذلتهم وهم يعرفون سلفا انه لا توجد أموال لان هذه الدول المانحة تعرف ان فلسا واحدا من المساعدات لا يذهب للنازحين ولا للشعب ولا للخزينة، وانما الى جيوب وارصدة المفسدين والفاسدين والمتنفذين والملابس والسفر والصلات المظلمة.
الكل يسال: الأردن الى اين ؟
اما جوابي فهو باختصار ان هناك مخطط واضح بأشراف وإدارة الجهات الرسمية بالقضاء على المثلث الأردني المقدس وهو الوطنية والهوية والشرعية، واستبدالنا بشعب اخر او شعوب أخرى وتتم قولبة الشعب الجديد بالصيغة الجديدة، بنسيج جديد هجين وتركيب جديد وهوية جديدة ليس للأردنيين اهل البلاد فيها مكانا ولا مكانة ولا مستقبلا ولا أهمية، وان قانون الانتخابات لبرهان على ما أقول.
ويريدون ان تكون مهماتنا مقتصرة على القمع والاعتقال والحراسة والرقص في المناسبات والمسيرات الوثنية ورفع اقمشة الزينة الملونة وغير الملونة المزركشة وغير المزركشة، بدون هدف ولا احترام للذات الإنسانية والوطنية، وعلينا ان نقول اننا بخير وطالما ان ذاك وذياك بخير
الأردن مقبل على تذويب شعبه وان يكون مستودعا للسوريين والعراقيين واهل فلسطين حيث المخطط هو ترحيلهم الى بلادنا لتحقيق يهودية الدولة وتقسيم سوريا وتطهيرها من العرب السنة لان الشيعة والنصيرون والفرس والصفويون حلفاء لكل قوى الشر الغربي منذ الحروب الصليبية وما قبلها وان من يروج لهذا المخطط يجد الأبواب مفتحة له على مصاريعها ، الأردن مقبل على نضوب الموارد والخزائن وتحويل الفقراء الى جياع وتحويل ميسوري الحالي الى اغنياء، فيصبح الفارق الطبقي، ليندلع الصراع الطبقي، اذ لا يعقل ان يكون راتب مدير عام او رئيس مؤسسة في الأردن المعتمد على الضرائب الأسعار والمنح الخارجية يفوق راتب المستشارة الألمانية ورئيس وزراء بريطانيا العظمى ورئيس دولة الصين مجتمعين معا.
هذا عدا عن المياومات والمخصصات السرية وبركات الايدي بما يساوي بمجموعه رواتب سائر رؤساء الاتحاد الأوروبي مجتمعين، هذا يحدث في الأردن، ونحن نسأل: الأردن الى اين؟
ورغم انني معارضة وعارضت رجالا شعرت بمتعه معارضتي لهم الا انني الان لا أجد رجالا يستحقون مني ذكر أسمائهم، لقد خاصمت الرجال وكنت واياهم نقف موقف الانداد رغم فوارق الرتب والسن والمواقع السياسية والإدارية، لكنني الان لا أجد في مواقع المسؤولية من هو بمستوى أولئك وصرت استحي القول انني اعارض هؤلاء؟؟؟؟، واعتز انني كنت اعارض أولئك. كانوا رجلا احترمهم رغم معارضتي لهم؟ .
في عام 2014 كنت في جولة في اسبانيا ومررنا بميناء ماربيا الاسباني ومدينتها ورأينا اليخوت الفاخرة المملوكة لفاسدين من العرب، وهي واقفة هناك بانتظار ان يقوم مالكيها بالتنزه فيها، ليس هذا المهم فحسب بل ان الذي أحزنني انني علمت من مصادر الميناء ان العديد من هذه اليخوت يعود لمسؤولين بالأردن وهم نكرات لكنهم لصوص فاسدون، وثمن اليخت بالملايين من دم الشعب الأردني ومن أموال دافع الضرائب الأجنبي.
والسؤال الان الأردن الى اين؟
الأردن مقبل على انفجار وفوضى رباعية مفاجئة وهي الفوضى: الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية، وحينها لن تجد من هؤلاء المسؤولين أحدا في البلاد، فيخوتهم وقصورهم وارصدتهم تنتظرهم خارج البلاد وراس مالها تذاكر سفرهم على حسابنا وحساب دافع الضرائب الأجنبي
ونسأل الله العافية.