أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السنيد يكتب: وداعية الرئيس الذي اتقن الفشل

بقلم : النائب علي السنيد
26-05-2016 03:11 PM

كتب النائب علي السنيد:

الرئيس الفاشل هو الذي فاقم عجز الدولة الاردنية بطريقة صادمة، وبمعدل ملياري دولار سنوياً تضاف على التوالي الى رصيد المديونية التي تثقل كاهل الاجيال الاردنية، وكان يدعي ان المديونية خط احمر. وجاء ذلك بعد ان الهب ظهور الاردنيين بسياط الضرائب والاسعار والرسوم غير المسبوقة التي انتهجها باقتدار، وستبقى تميز فترته في الحكم، وتعقد المقارنة بينه وبين نهاية حقبة الحكم العثماني حيث اعتمدت الجباية كأساس لعملية الحكم.
وقد افتقر بطريقة فاضحة لوجود برنامج تنموي لديه، واقتصر من مهام عملية الحكم على الجباية التي اتقنها بحرفية عالية، وطال الغلاء كافة القطاعات، وحاصر الدورة الاقتصادية في البلاد بسياسة الضرائب غير المتوازنة التي اعتمدها ، والتي اسفرت عن افقادها القدرة على التوسع وتوفير فرص العمل للاردنيين. ونفر من شدة سياسته الضريبية الاستثمار والمستثمرين الذين اثروا المغادرة، ولم يستغل فترة حكمه في احداث التنمية كما تقتضي متطلبات عملية الحكم ، وصناعة الازدهار، وتحويل الاردن الى قبلة للمال العربي الهارب من لهيب الاقليم، وبذلك يحافظ على منسوب الاستقرار النفسي الذي تحقق للاردنيين في ظل ثوران الاقليم.
وهو رئيس ابقى على ابواب الهدر قائمة في الوزارات، والعطاءات، وظلت بعض المؤسسات السيادية بعيدة عن ولاية الحكومة، وتولى هدر المنحة الخليجية المليارية وتوظيفها في اعمال البنية التحتية لعدم توفر دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع التنموية، والمنحة تنموية في الاساس، ولم يوفر من خلالها فرص عمل للجيل الشاب المعطل.
ولم يراع رغم طول مدته في الحكم احوال القطاعات المتردية وينتشلها من ازمتها كالقطاع الزراعي الذي واصل تدهوره في عهده .
وهذا الرئيس عجز عن ان يوحد مرجعية التعيين في الاردن، وكان ينظر عن العدالة في سابق عهده، واستخدم صلاحية الاستثناء الممنوحة له مرارا لكي تتفلت العديد من الوزارات من الالتزام بأسس ديوان الخدمة المدنية، وضرب بذلك مفهوم العدالة وتساوي الفرص بين الاردنيين، وقد ابقى على كافة الاستثناءات التي ورثها عن حقب سابقة في الحكم وما تزال تضرب مفهوم المواطنة وتفرق بين الاردنيين في مختلف المجالات، وتعامل معها وكأنها امر واقع، وتهرب من مسؤولية الزام الدولة بنسق واحد في الحكم يتساوى فيه الاردنيون، وكي ننتهي من هذا الشكل من التمييز.
وكذلك فشل في معالجة الخلل البيروقراطي في الدولة الاردنية ، واستمرار وجود مزانيتين يقرهما مجلس النواب، واحدة للوزارات وهي التعبير عن مؤسسة الحكم، واخرى للمؤسسات المستقلة التي صممت لصالح طبقة اصحاب الامتيازات والنفوذ في هذا الوطن.
وكان الفشل الذريع في عجز الرئيس عن ان يوجد مظلة للتأمين الصحي الشامل للاردنيين مع توفر مقوماته حيث يبلغ مجموع ما تنفقه الدولة الاردنية على الاعفاءات الطبية المقدمة من خلال رئاسة الوزراء والديوان الملكي نحو ثلاثمائة مليون دينار وهي تكفي لعمل مظلة واحدة للتأمين الصحي الشامل لكافة الاردنيين بدلا من ترك اهالي المرضى يترجون الواسطات للحصول على الاعفاء الطبي، وهو ما يؤكد عجز هذه الحكومة عن التفكير بشكل مؤسسي، وهي درجت لكي تبقي على الاساليب التقليدية في الحكم.
والرئيس النسور افقد الاردن حلمه في التطوير الاداري، وانتشال الوزارات والدوائر الخدمية من عجزها وترهلها وبالتالي تطوير الخدمة المقدمة من خلالها للمواطنيين وباسثناء عدة وزارات بقيت فاعلة بجهود وزارئها فظلت باقي الوزارات تعاني من الترهل التاريخي الذي يصيبها، ومن صعوبة بالغة في الحصول على الخدمات المقدمة من خلالها ، وبقيت الواسطة هي الطريقة المتبعة في الحصول على الحقوق، وهي التي تقسم الاردنيين الى اردني بواسطة ، واردني بدون واسطة، وظل التشوه يصف علاقة المواطن بالدولة التي بالكاد يستطيع التعامل معها مباشرة، ودون دوامة البحث عن الواسطات وترجي الحصول على الحقوق.
وهذا الرئيس لم يسع ليحث فارقاً في سوية الخطاب الديني ، وهو يرى لهيب التشدد الذي يضرب في كافة مناطق الاقليم وما تزال وزارة الاوقاف تعجز عن تطوير لغة الخطاب الديني، وتحويله الى خطاب تنويري مرتبط بالقضايا المعاصرة، وما تزال المساجد ودور العبادة تعاني من الاهمال المريع ، ووزارة الاوقاف تفتقر للحداثة لعدم وجود مرجعيات فكرية، وكان الاولى ان يتولى الرئيس بنفسه احداث رؤية فكرية تحارب التشدد، والغلو لو كان لديه ما يقوله في هذا الجانب، وتستند عليها عملية الخطابة.
وهذا الرئيس الانطوائي لم يتابع علاقات الاردن الخارجية بنفسه، وخاصة مع دول الخليج ولم يفعل العلاقات الثنائية لمصلحة احداث التنمية في الاردن وجذب الاستثمار وهو يعاني من عقلية قديمة في الحكم لا تحسن سوى الجباية.
وهو الذي لم يطور اليات العمل الديموقراطي في الاردن لاحداث النقلة لغايات المستقبل، وافرغ عملية الاصلاح من مضمونها بسلسة قوانين سياسية مبهمة دفعها الى التشريع، وعلى رأسها قانون الانتخاب، وهي لا تحقق اغراض التطور الديموقراطي المرغوب شعبياً، و الذي اصبح متطلبا رئيسيا للخروج من دائرة قلق الاقليم الذي اخطأ طريق الديموقراطية.
والرئيس الذي يملك خاصية عدم الغيرة على الولاية العامة- وهذا هو سر بقائه في الحكم- لن يذكره الاردنيون الا بما احدثه في حياتهم من ضيق، ومرارة وصعوبة عيش، واغلاق لطاقة الامل والرجاء في وجوه اجيالهم التي اصبحت تقف على حافة التطرف.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-05-2016 04:05 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
26-05-2016 04:14 PM

No worries

3) تعليق بواسطة :
26-05-2016 05:10 PM

يا عزيزي الناءب، ...... الست انت ممن اعطوه الثقة ليفعل مايشاء؟ كلكم على نفس الشاكلة، تفعلون ما يطلب منكم سواء كنتم في الحكومة او النيابة، الست انت ممن وافقوا على تعديلات الدستور التي حصلت موءخرا، الست انت ممن صادقوا على موازنة الدولة التي قدمتها لكم هذه الحكومة، و كما قال الشاعر : كلنا في الهم شرق !!!! وكفى الموءمنين شر القتال.

4) تعليق بواسطة :
26-05-2016 06:52 PM

-النائب علي السنيد لا اعطى ثقه ولا وافق على تعديلات -ولانك مش متابع تخطىء بحق الناس وبحق نفسك ووطنك -الذي يعلق يجب ان يكون متابع لمعرفة الحقائق

5) تعليق بواسطة :
26-05-2016 09:10 PM

تقييم دقيق وشامل للسنوات العجاف الﻻتي انقضين من عمر الحكومه واﻻمثله عديده على كل نقطه ذكرها سعادة النائب وهذا هو النقد البناء بعينه .

6) تعليق بواسطة :
27-05-2016 09:22 AM

اعتذر ان اخطاءت في الاسم، وجل من لا يخطيء و الموضوع شاءك

7) تعليق بواسطة :
27-05-2016 10:27 AM

سعادة النائب يكتب مقالا كل اسبوع تقريبا وكل مقالاته تنصب على انتقاد الحكومة ورئيسها,وكلها تتمحور حول ذلك الامر.سيدي النائب المحترم:شبعنا من التنظير,فهل تتكرم علينا بطرح حلول قابلة للتطبيق على ارض الواقع؟لو اصبحت حضرتك رئيسا للحكومة فماذا ستفعل تجاه بعض الصعوبات التي نواجهها وطنا ومواطنين واليك بعضها:عجز الموازنة بملياري دينار سنويا مما يفرض الاقتراض,بطالة مرتفعة خاصة بين خريجي الجامعات,استيراد97%من الغذاء,عنف جامعي وعشائري,حوادث سير يومية,دعم الخبز والكهرباء والماء والاعلاف وغيرها,نسبة فقر عالية

8) تعليق بواسطة :
29-05-2016 02:11 PM

تناسيت مجلس النواب الفاشل جدا وبأمتياز مجلس محاصصه ومناطقيه مقيته ومخزي لاقصى حد .انا اقول انى الجوعان يجب ان لايترشح ولا ينتخب لان قفزه الى المجلس مفاده انه يكافح حتى يشبع ومن بمعيته من الناخبين مجلس هزيل واهزل من هذا المجلس هم الاعيان مجلس الترضيه ومجلس الكوتات ومجلس العجزه .يجب الاكتفاء بمجلس نيابي لايتعدى اعضائه الثلاثون نائبا مميزون ويكونوا لوردات وليس من عامة الشعب لاننا جربنا وشفنا كل من ايده اله والغاء مجلس الاعيان كفانا قهرا وتسبب على حساب الموازنه و كفانا ازدراء لهذه المسميات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012