أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


حكومة الملقي والمبدأ الديمقراطي: دوران النخبة

بقلم : د. محمد تركي بني سلامة
03-06-2016 04:36 PM

لم يكن مفاجئا اختيار الدكتور هاني الملقي رئيسا للوزراء، فالرجل ولد في القمة فهو نجل رئيس وزراء سابق ، وقد اشغل عدة مواقع حكومية في الدولة الأردنية، وبالتالي هو من أعضاء النخبة السياسية، وأعضاء النخبة السياسية في الأردن مؤبدون في مواقعهم ، يتوارثوها أبا عن جد، ويورثها لأبنائهم وأحفادهم ،جيلا بعد جيل، هم نخب الأمس واليوم والغد، يستأثرون بالسلطة والنفوذ ،ولهم اليد الطولى في تقرير مصير البلاد والعباد، هم نخبة مغلقة لا تسمح للعامة بالدخول إليها لا من بين يديها ولا من خلفها ،والساحة محجوزة لها على الدوام، إلا في حالات استثنائية محدودة لاشخاص ذوي ارتباطات مع جهات نافذة داخلية أوخارجية .

توسيع حجم ودائرة النخبة السياسية في الأردن بحيث تتسع لظهور شخصيات وطنية تعمل على تجسير الهوة الواسعة بين النخب السياسية والقواعد الشعبية أمرا مستبعدا، وهذا ما اصطلح على تسميته في أدبيات السياسة بالمبدأ الديمقراطي : دوران النخبة الذي يشير إلى الآلية التي يتم بموجبها انتقال أفراد من القاعدة إلى القمة بناء على معطيات ومعايير معينة.
تغيير الحكومات في الأردن لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمبدأ الديمقراطي المتمثل بدوران النخبة، حيث يتغير رئيس الوزراء ومعه الوزراء دون أن نلحظ تغيير في الرؤية أو النهج، ومن ثم تغيير الواقع السياسي والاقتصادي، وهكذا تستمر حالة الركود والجمود والانغلاق.

إن التغيير الحكومي الذي لا يفضي إلى ميلاد نخب سياسية جديدة على مستوى الخصائص والنهج، قادرة على بلورة مشاكل المجتمع واهتماماته وأولوياته ،والبحث عن حلول لهذه المشاكل لا يمكن اعتباره تغييرا حكوميا بالمعنى الحقيقي للكلمة، كما انه من غير المعقول أن من تولى المسؤولية في عهد الحكومة او الحكومات السابقة أن يتم إعادة تكليفه في الحكومة اللاحقة ،وإلا ما الحكمة من التغيير الحكومي كله ،إلا إذا كان الهدف زيادة تكلس النخب وانغلاقها!.

الحقيقة أن الجمود والتكلس الذي أصاب النخب السياسية انعكس على الحياة السياسية في البلاد، حيث التوتر والاحتقان وغياب فرص التنافس الحر في بيئة سليمة تسمح بدوران النخبة، لا بل أن انغلاق وتكلس النخبة السياسية جعلها تقوم بمحاربة ومقاومة وإضعاف فرص تشكل نخب جديدة، هذه النخب المغلقة تستأثر بكل النفوذ والسلطة وتعيق كل محاولات تجديدها أو تغييرها.

إن انغلاق وتكلس النخبة السياسية في البلاد رغم تغيير الحكومات ومجالس الأمة لا يفضي الا إلى الديمقراطية المنقوصة، فالشخص المؤهل الذي لا تتوافر فيه مواصفات اجتماعية معينة أو ليس لديه ارتباطات مع جهات نافذة لا يمكنه الصعود وحجز مقعد له في مجلس النخبة.

دوران النخب وانفتاحها أمرا صحيا وحيويا للمجتمع ، وهو ضرورة من ضرورات الديمقراطية ومؤشر هام على جدية الإصلاحات السياسية في البلاد، وهذا الدوران وما ينشأ بموجبه من نخب جديدة على أسس الكفاءة والجدارة والاستحقاق يحدث في الأنظمة الديمقراطية بصورة عادلة ومنتظمة ، وهو عامل استقرار وتوازن اجتماعي.

الحكومة الجديدة القديمة أكدت على أن فهم منطق تداول السلطة في الأردن ينحصر بالنخبة المغلقة، ثمة قوة وسلطة تهبط دائما من أعلى، وردود الفعل تتراوح عادة بين الخضوع والنفاق وتجميل الصورة وان كان ذلك على حساب الصالح العام، أو الانسحاب وإيثار الصمت.

وختاما، فان أي حديث عن الديمقراطية والإصلاح لا ينعكس بشكل فاعل على أحداث تحول ذو معنى في بنية النخبة السياسية هو حديث افك ولغو، أما الطامحين من العامة بدخول نادي النخبة، فان عليهم البحث عن فرصة لهم خارج حدود هذا الوطن، حيث أن من يولد في القاع لا مجال له هنا بالصعود،وعليه أن يعتبر نفسه محظوظا فهو ينعم بنعمة الأمن والأمان التي تستوجب عليه أن ينشد موطني موطني موطني، وإلا فانه يعتبر معارضا وربما يكون قد قرأ للأديب محمد الماغوط : سأخون وطني، ومن هنا وجب على السلطات الرسمية مراقبته ومتابعته!.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-06-2016 06:37 PM

صح لسانك دكتور
رأيك دقيق وجريئ وفي مكانه

2) تعليق بواسطة :
03-06-2016 06:50 PM

أليس لنا الحق كشعب وكمصدر للسلطات معرفة النهج السياسي الذي يتم اتباعه في تعيين أعضاء النخب السياسية في دولتنا؟ أم حكمة فقط لأبناء المعالي وأبناء العطوفة!!!
مقال رائع دكتور محمد بني سلامة.

3) تعليق بواسطة :
03-06-2016 08:22 PM

أما الطامحين من العامة بدخول نادي النخبة، فان عليهم البحث عن فرصة لهم خارج حدود هذا الوطن، حيث أن من يولد في القاع لا مجال له هنا بالصعود،وعليه أن يعتبر نفسه محظوظا فهو ينعم بنعمة الأمن والأمان التي تستوجب عليه أن ينشد موطني موطني موطني، وإلا فانه يعتبر معارضا وربما يكون قد قرأ للأديب محمد الماغوط : سأخون وطني، ومن هنا وجب على السلطات الرسمية مراقبته ومتابعته!.هذا كلام كبير وعميق وفيه رؤية واضحة وحس وطني رفيع دائما مبدع الدكتور بني سلامة ويتحفنا موقع كل الاردن بنشرها

4) تعليق بواسطة :
03-06-2016 10:23 PM

في الهند، وهي أكبر ديموقراطية عددا في العالم، لا زال نظام الطبقة (Cast) متبعا ليومنا هذا، ليس عندنا مثل هذا النظام، لكن لدينا ما يشبهه. نظام الرئيس يورث رءيس، الوزير يورث وزير، و مدير البنك يورث ابنه ان لم يضعه بجانبه قبل رحيله، و المدير يورث سفير و هكذا الى ان يقضي الله أمرا. وتسير الحياة رتيبة يوما بعد يوم، و تزداد الديون يوما بعد يوم، و يزداد عددنا يوما بعد يوم، و تزداد مشاكلنا يوما بعد يوم، ولا اريد ان اتنباء بماذا بعد !!!!!

5) تعليق بواسطة :
03-06-2016 10:23 PM

نتمنى. ان نرى راي ايقونة الموقع al mughterb

6) تعليق بواسطة :
03-06-2016 10:47 PM

كلام رائع ولا غبار عليه بروفسور بني سلامة. أظن ان مصدر الاحباط في الشارع الاردني هو حرمان الغالبية العظمى من أبناء البلد من الدخول لنادي النخبة حيث اصبح المواطن يتنبأ بالحكومة قبل إعلانها. فقد اصبح تعيين أبناء الذوات من أبناء روءساء وزراء ووزراء هو امر مفروغ منه ومجرد وقت حتى يحصلوا على قطعة الكيك. اما أبناء الطبقة الكادحة فعليهم ان يتنافسوا مع بعضهم البعض للحصول على فتافيت يرضيهم بها النظام حتى يُبين للعامة commoners انه الوظائف ليست محصورة على النخبة. فلا بارك الله في ديمقراطية النخبة

7) تعليق بواسطة :
04-06-2016 12:38 AM

تحية للدكتور على هذا المقال الذي نطق بالحقيقة المرة التي عانى منها الشعب الأردني المغلوب على أمره واستطاب الخنوع
والإستسلام لمشيئة هؤلاء الطغمة التي جثمت دهرا على قلبه
واعتبرته مجرد عامل في مزرعتهم التي يمتلكونها وفي حالة فنائهم يورثونها لأولادهم ثم لأحفادهم.
لكن ماذا نقول لشعب الأمن والأمان..؟
كما تكونون يولى عليكم.
تستاهلوا الله لايردكم

8) تعليق بواسطة :
04-06-2016 12:15 PM

June 4, 2016
بعد هجوم استباقي شنته وسائل الاعلام المحلية على الحكومة اتهمها بالانقلاب على الديمقراطية وتدوير النخب.. رئيس الوزراء الاردني وفريقه يبدؤون بالميدان.. زيارة مفاجئة لطوارئ المستشفى الاكثر اكتظاظا في العاصمة والاسواق المدنية..
عمان- رأي اليوم- خاص

9) تعليق بواسطة :
05-06-2016 06:09 PM

الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

التعديلات الدستورية المتعلقة بإلغاء الفقرة الخاصة بعدم جواز تقلد المواقع الوزارية وما بحكمها من قبل مزدوجي الجنسية كانت من أجل الدكتور هاني الملقي وليس السيد باسم عوض الله رضي الله عنه كما أشيع ،بمعنى أخر التعديلات تمت في عمان والعرس كان بالعقبه..هاني الملقي زوجته أمركية ويحمل الجنسية الأمريكية وعليه فقد أثيرت كل زوبعة التعديلات الدستورية من أجل الدكتور الملقي الذي استمر بنفي كل الانباء والتسريبات التي تفيد بأنه سيكون رئيس الوزراء المقبل حيث اعنبرها الإشاعات

10) تعليق بواسطة :
05-06-2016 08:23 PM

تحياتنا دكتور بني سلامة .

= ظني انك حاولت تلطيف الوصف باطلاقك مصطلح ( النخب ) على من تناولتهم في مقالك .
- اعتقد ان المصطلح الانسب هو ( الطبقة الحاكمة ) وهي الطبقة التي لا تسمح باختراقها من قبل باقي طبقات وشرائح المجتمع ، وتحيط نفسها بسياج عال وربما يكون مكهرباً يمنع اختراقه .
- هذه الطبقة بالرغم من وجود بعض التناقضات فيما بينها الا انها تناقضات ثانوية لا تؤثر في وحدتها وتكتلها.
- بالمقابل فأن في الطرف المقابل شعب ضعيف مقسم مشرذم يفتقد الى النخب القيادية الشعبية .
ولك الاحترام

11) تعليق بواسطة :
05-06-2016 11:38 PM

حضرة الدكتور محمد تركي بني سلامة المحترم .
مقالتك هذه تعبير صادق عن كل اردني .
دأب النظام منذ عشرينات القرن الماضي على بث فكرة ان الارادانة شعب قاصر لا يستطيع ان يسيس بلاده وان استيراد الاغراب وتسييدهم هلى ابناء الوطن افضل لهم واذا سار معه من يؤيد هذا الاسلوب من الارادنه ضموه لهم واصبح ممن تسميهم حضرتك " النخبة "
تحياتي لك .

12) تعليق بواسطة :
06-06-2016 12:14 AM

المسار التاريخي لا يحتوي على شواهد كافية لتبرئة النظام السياسي من استبعاد الأردنيين من المشاركة بإقامة حكم نيابي ملكي ديمقراطي يكفل لهم حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية، وعاش الأردنيون لسنوات طويلة، في ظل نظام شمولي مُغلّف بطابع برلماني، حيث فشلت البرلمانات في تمثيل الإرادة الشعبية، بعجزها عن تشكيل حكومات تعكس توجهات المجتمع ومصالحه، وتحول القضاء إلى ذراع من أذرع السلطة ومكبّل بأجندتها وتمكّنت المؤسّسات الأمنيّة على حساب المؤسسات المدنية، وتقلّصت مساحات الحريّة واستمرّ انتهاك حقوق الإنسان

13) تعليق بواسطة :
06-06-2016 12:17 AM

الاخ الدكتور سالم الحياري المحترم القامة الوطنية الكبيرة اتفق معك تما ماحيث انه من المُثير للاستغراب أن الدولة التي تأسست منذ العشرينات لم تستطع حتى اليوم الاستغناء عن خدمات غير الأردنيين في المناصب العليا والمراكز الحساسة في الدولة. . إنّ استمرار هذه السياسة يظهر النظام السياسي وكأنّه غير قادر على الاستغناء عن هذه الفئات، وهذا النهج كان دوماً من أسباب التوتر في البلاد منذ تأسيسها حتى اليوم

14) تعليق بواسطة :
06-06-2016 10:16 AM

يقول اوردغان خلال حقبة توليه رئاسة الوزراء بحزب الرفاه صنعنا اول دبابه وطائره واول قمر صناعي عسكري وزرعنا 2 مليارو 770مليون شجره ونقلنا تركيا من ترتيب 111 الى 16 بالعالم بالقوة الاقتصاديه وانهينا ديوننا ونقلنا تركيا من صادرات 23 مليار الى 153مليار ونخطط لتفريغ 300 الف عالم للبحث العلمي في غضون عشر سنوات خطوطنا الجويه نالت المرتبه الاةلى اوروبيا لذا شعبنا هو وحده الذي له الحق ان يحاسبنا بصناديق الاقتراع . فقط للاطلاع من قبل اي شخص يرشح نفسه للانتخابات الى من يتحدثون عن المناطقيه والمحاصصه ..

15) تعليق بواسطة :
06-06-2016 10:29 AM

الى من يتقلد منصبا عاما او خاصا الى من هم اعضاء بمؤسسات حكوميه وشركات خاصه ومجالس اداره وبنوك في القطاع العام والخاص الى النفعيين الى من لايهمه الا نفسه ومكتسباته ان لاتخترق كيف بهذا الرجل نقل تركيا من دوله تحتل المركز الاول بصندوق النقد الدولي كيف قفزت كما وكيفا .الاشخاص يستطيعوا ان يعملوا وينجزوا ان كانت لديهم اراده ومبادره ذاتيه ومخافة الله بوطن وملك احتظنهم واعلى من شأنهم وقلدهم المناصب واكرمهم ولم ينجزوا شيئا الى لانفسهم وهم ليسوا بحاجه ولكنهم بأخذوا كل حاجه . تفحصوا ارقام اوردوغان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012