بقلم : د. عمر العسوفي
04-06-2016 10:01 AM
ما لكم كيف تحكمون أفنجعل المسلمين كالمجرمين
أمر عجيب المشهد الأردني حتى انه يستعصى أحيانا على الفهم الدقيق والموضوعي....عندما تسمع الأعلام الرسمي لا تملك إلا أن تقول نحن في دولة مثالية لا يأتيها الباطل من أمامها ولا من خلفها....حينما تسمع لتصريحات المسئولين لا تملك إلا أن تسترخي على وعود من حرير....أثناء الاحتفال بالمئوية للثورة قال معلقان على شاشة التلفزيون الأردني عن الاحتفال ...أن كل الأمور والإجراءات تسير بشكل عفوي وبدون ترتيبات مسبقة....ما هذا الكلام أم هو أستغباء للمشاهد الأردني ..؟ هل هذا إعلام كفيل بنقل ونشر رسالة الدولة...؟
هذه المقدمة من أجل أمر غاية في الخطورة ألا وهو تقسيم الشعب على مسطرة معاهدة وادي عربه....مع أو ضد...فمن كان مؤيدا للمعاهدة فتحت له كل الأبواب بما فيها الدوار الرابع والديوان وتنعم بمكتسبات الدولة كيف يشاء....أما من كان ضد فالويل له فهو عدو وغير وطني وله أجندات خارجية ويريد أن يغير طبيعة الحكم.....وبالنسبة والتناسب نجد أن 5% ربما يؤيد وادي عربه لأكثر من سبب والباقي يقف ضدها.....مالكم كيف تحكمون....هل يصدق عاقل أن ال5% ستحكم ال95% إلى الأبد....الفرز الطبقي واضح وتقسيم الأفراد واضح والإمعان في الإقصاء أوضح...؟
كيف ستجرى انتخابات نيابيه وهذا الشرخ العمودي موجود..؟ ما يزيد الأسى أسى هو ذاك التباهي في أن الدولة قد حجمت الحراك ونجت من الربيع العربي.....ماهذه التبريرات السطحية...لم يكن الحراك فقط مسيرات واعتصامات بل هو حركة توعوية تتمدد طولا وعرضا ولن تتوقف حتى تبلغ مداها بتحقيق أهدافها.؟ إن هذا التباهي هو الذي يدفع ببعض المسئولين إلى التبجح بأنه قد حقق نصرا ....إن كان هناك فضلا فهو لله أولا واخزا ثم لوعي الشعب الأردني الذي لم يُقدر جهده ولا تضحياته فقد قدم عامل الأمن على الحرية في مغالطة تاريخية لا تصح.
إن من يضحي بالحرية من أجل الأمن فإنه لن ينعم لا بالحرية ولا بالأمن....ومن هنا أقول لرأس الدولة والله إن من هم حولك لا يهمهم الشعب ولا الأردن بقدر ما تهمهم مصالحهم ....أقول إن اليأس والإحباط قد بلغا من الناس مبلغا غير مسبوق والأخطر أن الروح المعنوية في هبوط مستمر وجميعنا يعلم ماذا يعني هبوط الروح المعنوية.
البلد بحاجة إلى جرعات حقيقية من التصالح ما بين الدولة والشعب مابين الدولة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني....لا يمكن أن تجرى انتخابات ونحن نقدم طرف ونبعد الآخر إلا إذا كان المقصود منها بهرجة إعلامية للخارج....الربيع العربي لم يتوقف، بل يقف على الأبواب في موجته الثالثة والتي ستكون مع الدولة العميقة مباشرة....الحماية الدولية كذبة كبرى إذا وصلنا إلى النقطة الحرجة....اللهم أشهد إنني قد بلغت....مالكم كيف تحكمون..صدق الله العظيم.