أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


العدوان يكتب ...من صور البطولة على ساحة الأرض المقدسة – 6

بقلم : موسى العدوان
03-06-2016 03:20 PM

* وفي وصف لقائد الكتيبة البريطاني ( لوكت ) الذي شارك بالهجوم على قرية البرج، لما شاهده من جرأة بالهجوم فقال:

' لم أشاهد في حياتي من جنود أي دولة من حيث الهدوء والثبات والتصميم منذ بداية خط الهجوم، وحتى الوصول إلى الهدف ( الذي كان يبعد 1200 ياردة )، وتحت نار ساترة كثيفة ودقيقة كما يحدث في هجوم أوروبي، أفضل من الهجوم على قرية البرج والذي قامت به السريتان الثانية والثالثة من الكتيبة الثانية التابعة للجيش العربي الأردني '.

الهجوم على قرية البرج

' وهنا لابد من كلمة عن الضباط الإنجليز الذين خدموا في الجيش العربي: لقد كان أكثرهم ضباطا محترفين، أعارهم الجيش البريطاني للعمل لفترة محدودة في الجيش العربي. من هنا يمكن القول أن أداء الواجب العسكري كان الهدف الرئيسي لهم. وقد بذلوا جهودا صادقة في تدريب الكتائب المسلحة على أحدث فنون القتال، وفي رفع مستوى استعدادها الحربي وفي بث روح الضبط والربط بين الجنود والضباط، حتى أن أحد كبار الضباط العرب قال لي ( كنا نتعب من كثافة التدريب وهم لا يتعبون ). ويقضي الإنصاف أن يعترف المرء لهم بذلك'.

' المؤرخ الأردني سليمان موسى '

مع فجر يوم 15 يوليو شنت القوات اليهودية هجوما واسعا، بقوة لا تقل عن ألف مقاتل على مراكز الكتيبة الرابعة في باب الواد، قاصدين احتلال قرية يالو والهضاب المجاورة لها. ومهدت لهجومها بقصف مدفعي استمر لعدة ساعات. ومع انبلاج الفجر تمكنت القوات المهاجمة من الوصول إلى استحكامات الكتيبة الخارجية، وبدأت بحفر الخنادق قريبا من القرية.

ازداد الموقف حرجا في ذلك اليوم، حيث أكمل اليهود احتلال القرى المواجهة لمنطقة اللطرون، وركزوا بها قوة كبيرة تتألف من لواء مشاة ولواء مدرع، منها كتيبة في قرية البرج وأخرى حول قريتي بير ماعين وعجنجول، والكتيبة الثالثة وضعت بالاحتياط في قرية سبليت، وتمركز اللواء المدرع حول قريتي عنابة وجمزو. كانت القوات الأردنية في هذه الأثناء تخطط للهجوم المعاكس على موقعي البرج وبير ماعين، وتنفيذه بأسرع وقت ممكن استباقا لهجوم العدو المتوقع.

في صباح يوم 16 يوليو وردت معلومات من قائد اللواء إلى قائد الفرقة، بأنه قد حصل هياج بين جنود الكتيبة الثانية في اللطرون، وأنهم تمردوا على قائد الكتيبة البريطاني الرائد (لوكت) مطالبينه بالهجوم على اليهود، لأنهم غير مقتنعين ببقائهم في مواقع دفاعية دون عمل في اللطرون، خاصة بعد احتلال اللدّ والرملة، وأصبحت معنوياتهم تنحدر إلى الأسوأ.

قرر قائد الفرقة إرسال الرائد عبد الله التل إلى الكتيبة الثانية، ليشرح لهم خطورة ترك موقع اللطرون الإستراتيجي الذي سيحتله اليهود في حالة إخلائه، وأن هناك خطة تحت الإعداد للهجوم المعاكس في اليوم التالي، إلا أنه لم يفلح في تهدئة الجنود. وعليه فقد تم بعد ظهر يوم 16 يوليو وبصورة مستعجلة، تجميع قوة هجوم معاكس بقيادة الرائد لوكت، وجرى حشدها في قرية بيت نوبا، وتعزيز الدفاع في منطقة اللطرون بِ 100 جندي من الكتيبة الرابعة، إضافة لِ 150 مناضلا من القرى المجاورة. وتشكلت قوة الهجوم من القطعات التالية :

- سرية المدرعات الثانية – بقيادة الملازم حمدان صبيح البلوي.
- سرية المشاة الثانية – بقيادة الملازم محمد كساب.
- سرية المشاة الثالثة – بقيادة الملازم رفيفان خالد الخريشه.
- فصيل مدافع 6 رطل ضد الدروع – بقيادة الملازم حيدر مصطفى.
- مجموعة إسناد الكتيبة مؤلفة من 4 مدافع هاون 3 إنش + 4 رشاشات فكرز.
- سرية مدفعية الميدان الثانية بإسناد الهجوم.

قام قائد الكتيبة بالاستطلاع وأصد أوامره بالهجوم على موقع قرية البرج، لكونها تقع على ربوة عالية تشرف على المنطقة المحيطة بها وعلى الطريق الرئيسية. ولكنه أهمل موقع قرية بير ماعين الواقعة على مسافة كيلو متر واحد إلى الجنوب من قرية البرج، لاعتقاده بأنها خالية من العدو. وقرر أن يكون خط البدء طريق بيت سيرا – اللطرون، وأن تكون ساعة الصفر الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر. تلخصت الخطة بأن تتقدم سرية المدرعات في طليعة الهجوم تتبعها سريتي المشاة، تحت ستار من نيران المدفعية وأسلحة الإسناد.

شرعت هذه القوة بالهجوم في الوقت المحدد، تتقدمها سرية المدرعات بقيادة الملازم حمدان صبيح تتبعها سريتي المشاة. وعندما وصلت القوة المهاجمة إلى خط البدء، فتحت القوات اليهودية النار عليها من موقع بير ماعين، الذي ظن قائد الكتيبة أنه خال من العدو. ولم يكن أمام القوة من خيار إلا التقدم بسرعة نحو الهدف وهو قرية البرج، إذ كان من غير الممكن تعديل الخطة في تلك اللحظات الحرجة. ومما زاد الموقف صعوبة أن أشعة الشمس الساطعة كانت تواجه عيون الجنود أثناء تقدمهم إلى الهدف.
احتدمت المعركة حيث صب العدو قذائف أسلحته على المهاجمين، من موقعي بير ماعين ومرتفع قرية البرج. وفجأة خلال التقدم صاح سائق المدرعة الأولى : لقد أصبت . . لا أستطيع أن أرى . . يبدو أنني فقدت عيني . . إذ كانت إحدى الشظايا قد اخترقت إحدى عينيه وأخذ الدم يتدفق من وجهه. فأجابه الملازم حمدان : ليس المهم أن ترى بعينيك . . اضغط على دواسة المحرك بقدمك بكل قوة وسق إلى الأمام.

أطاع السائق الشجاع أمر قائده ونفذه فورا، فاستمرت المدرعة باندفاعها نحو القرية، ولكنها لم تلبث أن أصيبت بقذائف مدفع ( بيات ) من كمين جانبي وتوقفت ثم انقلبت، حيث اخترقت الشظايا جسم حمدان. وعندما نقل فيما بعد إلى المستشفى نزع الطبيب من جسده أكثر من مئة شظية. ولكن رغم ذلك فقد كتبت له النجاة فشفي وعاش بعد الحرب.
تمكنت القوة من احتلال الهدف، إلا أن اليهود قاموا بهجوم معاكس بقوات متفوقة اضطرت المهاجمين إلى الانسحاب من قرية البرج. ورغم فشل الهجوم الذي قامت به الكتيبة والذي تقرر على عجل، إلا أنه حقق الغاية الأساسية، وهي إيقاف زحف العدو من مواقعه الحالية إلى مواقع أخرى. وتكبد العدو خسائر كبيرة بالأرواح وصلت لأكثر من 200 إصابة بين قتيل وجريح. أما خسائر القوات المهاجمة فكانت 60 إصابة بين شهيد وجريح وتدمير 3 مدرعات ومدفع ضد الدروع عيار 6 رطل.

وفي وصف لقائد الكتيبة البريطاني ( لوكت ) الذي شارك بالهجوم على قرية البرج، لما شاهده من جرأة بالهجوم فقال:
' لم أشاهد في حياتي من جنود أي دولة من حيث الهدوء والثبات والتصميم منذ بداية خط الهجوم، وحتى الوصول إلى الهدف ( الذي كان يبعد 1200 ياردة )، وتحت نار ساترة كثيفة ودقيقة كما يحدث في هجوم أوروبي، أفضل من الهجوم على قرية البرج والذي قامت به السريتان الثانية والثالثة من الكتيبة الثانية التابعة للجيش العربي الأردني '.

( رحم الله الشهداء وجزا المقاتلين خير الجزاء ).

المراجع:

- أيام لا تنسى / سليمان موسى.
- حروبنا مع إسرائيل / صادق الشرع.
- عبد الله التل - الجزء الأول / الدكتور أحمد يوسف التل.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012