أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


العدوان يكتب : إرهابيون في صبيحة رمضان

بقلم : موسى العدوان
07-06-2016 07:25 PM

* إن الإرهاب الذي يقوم به تنظيم داعش في مختلف الدول العربية والأجنبية هو إرهاب سياسي، يتستر بغطاء الدين الإسلامي الذي هو بريء منه، فيسيء إليه وإلى شرائعه السماوية السمحة.

* للحد من العمليات الإرهابية لابد من وجود أجهزة أمنية كفوءة، تنشر عينوها وتفتح آذانها بين مختلف طبقات الشعب، وبين العناصر الإرهابية والمناوئة.

من المعروف أن الإرهاب شكل من أشكال العنف المنظم، وهو أداة سيئة لتحقيق أهداف سياسية على المستوى المحلي أو الدولي. والإرهاب لا يقصد لذاته بل يحمل رسالة موجهة إلى دولة أو عدة دول، لإيقاع الرعب في قلوب مواطنيها ومسئوليها، وقد يوجه إلى الأشخاص أو المواد، أو يتسبب في تعريض سلامة المجتمع للخطر.

تختلف أسباب الإرهاب من حالة إلى أخرى، فقد تكون سياسية أو اقتصادية أو عقائدية أو اجتماعية. وفي هذا السياق فإن الإرهاب الذي يقوم به تنظيم داعش في مختلف الدول العربية والأجنبية هو إرهاب سياسي، يتستر بغطاء الدين الإسلامي الذي هو بريء منه، فيسيء إليه وإلى شرائعه السماوية السمحة.

لقد واجه الأردن منذ خمسينات القرن الماضي وحتى الآن، أنواعا مختلفة من العمليات الإرهابية. منها الاغتيالات الفردية، خطف وتفجير الطائرات، احتجاز الرهائن، تفجيرات الفنادق، لتخطيط لتدمير مؤسسات حساسة، ومحاولة زرع المتفجرات في أسواق تجارية مكتظة بالمتسوقين، وقد تم تنفيذ بعضا منها وأحبط البعض الآخر. ومهما يكن من أمر فقد تجاوز الأردن تلك الأحداث، فكانت نتيجتها أن زادت التلاحم بين الشعب وأجهزته الأمنية وشكلت منهما درعا يحمي الوطن من الأشرار.

وبيانا للحقيقة . . فمهما كانت الاحتياطات التي تتخذها الدولة – أي دولة – على درجة عالية من الدقة والإحكام، فإنها لا يمكن أن تصنع سدا منيعا ضد العمليات الإرهابية. إذ لابد لمخططي الإرهاب من اكتشاف ثغرة معينة في منظومة الدولة، يمكنهم الولوج منها وتنفيذ مآربهم الإجرامية. فالإرهابيون يستعملون أسلوب الصياد الذي لا يطلق النار، إلا بعد أن تقع الفريسة في مرمى نيرانه المؤكدة.

وللحد من العمليات الإرهابية لابد من وجود أجهزة أمنية كفوءة، تنشر عينوها وتفتح آذانها بين مختلف طبقات الشعب، وبين العناصر الإرهابية والمناوئة إذا أمكن، وتقديم التواصي بتوفير الحماية الكافية، للمؤسسات الحساسة وأماكن التجمعات العامة، وتدريب أطقمها على أساليب مواجهة الخطر، والاستفادة من كاميرات التصوير على أوسع نطاق ممكن في الأماكن المستهدفة.

ومن الأهمية بمكان أن تعمل الدولة على إيجاد ( خلية تخطيط استراتيجي أمني ) تتابع الأوضاع الأمنية والسياسية في الداخل والخارج، وتجري تحليلات دقيقة لها، ثم تضع الاحتمالات الإرهابية المتوقعة وأساليب مواجهتها، وإنذار الجهات المستهدفة باتخاذ المزيد من الحيطة والحذر.

قبل بضعة أشهر تم القبض على مجموعة إرهابية في أطراف مدينة اربد، بعد أن جرى تبادل إطلاق النار بينهم وبين القوى الأمنية، أدت إلى استشهاد أحد الضباط وجرح آخرين. وقيل في حينه بأن التحقيق يجري مع أفراد الخلية الإرهابية تمهيدا للعقاب. ولكننا منذ ذلك التاريخ لم نسمع ما توصلت إليه هيئة التحقيق، ولم يتحدث الناطق الرسمي للدولة، عن تنفيذ أية عقوبة بأولئك المجرمين.

وفي صبيحة الأول من شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والتوبة، امتدت يد الإرهاب الجبانة إلى مكتب المخابرات العامة في مخيم البقعة، الذي يقدم الخدمات إلى المواطنين هناك، لتودي بحياة خمسة من الرجال في ريعان الشباب دون ذنب اقترفوه. لقد حمل ذلك الاعتداء الآثم رسالة دموية للدولة الأردنية وأجهزتها الأمنية. وقد تتكرر هذه الظاهرة الخطيرة مستقبلا إذا لم تُتخذ إجراءات حازمة، تردع كل من يفكر بالإقدام على مثل هذا العمل الإجرامي الجبان.

في هذا اليوم تعود بنا الذكرى إلى حوادث إرهابية سابقة، حيث جرى اعتقال ساجده الريشاوي وقبلها الكربولي، وصدر الحكم بحقهما على أفعالهما الإجرامية. ولكن الدولة لم تنفذ الحكم بهما في حينه، إلا كرد فعل لاستشهاد الطيار معاذ الكساسبه. وهذا التراخي والمماطلة في تنفيذ الأحكام بمن يستحقونه، يشكل خللا في الحفاظ على الأمن الوطني، ويشجع ذوي النفوس المريضة والإرهابيين على التمادي في جرائمهم، طالما أنهم يبقون على قيد الحياة، ليأتي يوم تتم به المساومة على سلامتهم وإطلاق سراحهم.

المطلوب من الدولة الأردنية في هذه الآونة، أن تجري محاكمة سريعة وعادلة لمن يُقدِم على مثل هذا العمل، على أن تنجز إجراءاتها خلال فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع، يتم بعدها تنفيذ الحكم بإعدام المجرمين على مرأى من الناس، في الموقع الذي ارتكبوا به جريمتهم، ليكونوا عبرة لأمثالهم، وردعا للآخرين ممن تسول لهم أنفسهم الإقدام على عمل مماثل في المستقبل، مصداقا لقوله تعالى ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ). صدق الله العظيم.

وفي الختام لا يسعني إلا أن أدعو للشهداء بالرحمة، وتقديم أحر العزاء لذويهم وللشعب الأردني الكريم، داعيا أجهزتنا الأمنية بالمزيد من التصميم والقوة، في مواجهة قوى الظلام البغيضة، وحماية الوطن وأهله من شرور المجرمين.
التاريخ : 7 / 6 / 2016


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012