بقلم : فراس عوده حجازين
16-06-2016 10:00 AM
اجزم ان قلة قليلة منا يعرف اهمية دائرة المتابعة والتفتيش هذه الدائرة الوطنية ودورها الرئيسي والكبير في مواجهة مخططات الكيان الصهيوني الرامية الى تهجير ابناء الضفة الغربية والقدس وتفريغ الارض من سكانها عبر وسائل واساليب خبيثة وقانونية في نفس الوقت وتعتبر هذه الدائرة المهمة حائط الصد القوي والوحيد في مواجهة هذه الخطط الصهيونية.
البعض وللأسف يقوم على شيطنة هذه الدائرة عبر اطلاق تصريحات توحي للمستمع انها تحمل سيفا مسلطا على رقاب خلق الله وهذا للأسف ما تسعى اليه اسرائيل عبر بعض اعوانها من اشخاص ومؤسسات مدنية تحت مسميات حقوق الانسان وحقوق المرأة والحقوق المنقوصة وغيرها ومن خلال تمويل مالي كبير يأتي من الخارج معروف المصدر يساهم في تشويه صورة هذه الدائرة وهذا السد المنيع والتشويش عليها بهدف العمل على الحد من اجراءتها المهمة التي تقوم بها بشكل يومي ومستمر لغايات اهداف وطنية سامية تؤثر وبشكل ايجابي على من يحملون الهويات الفلسطينية والقدس سواء من حملة بطاقات الجسور الصفراء او الخضراء وبالنتيجة اثر ذلك على مستقبل الاردن .
عند مراجعة اي شخص من حملة بطاقات الجسور الصفراء ( وهم الاشخاص الذين يحملون الهوية الفلسطينية والرقم الوطني الاردني اي مواطن فلسطينى ومواطن اردني في نفس الوقت ) وبطاقة الجسور الخضراء ( وهم الاشخاص الذين يحملون الهوية الفلسطينية فقط وجواز السفر الاردني المؤقت بدون رقم وطني او الجواز الفلسطيني ) يتم سؤاله بداية عن هويته الفلسطينية وتصريح الاحتلال بهدف التأكد لنه لا يزال يحافظ عليهما فاذا قام بابرازهما يتم سؤاله فيما اذا قام باضافة ابنائه الى الهوية الفلسطينية للمحافظة على حقهم على ترابهم الوطني.
وفي الحالتين اذا عجز عن ابراز الهوية والتصريح بسبب فقدانهم لأي سبب او انه لم يقم باضافة ابنائه الى الهوية الفلسطينية يتم توقيعه على تعهد بضرورة استراجع الهوية واضافة الابناء خلال فترة معينة وهذا الاجراء ليس المقصود منه الانتقام من هذا الشخص كما يدعي البعض بل هناك هدف اسمى ومهم وخطير وهو المحافظة على هوياتهم الوطنية الفلسطينية وعلى حقهم في الاقامة على ترابهم الوطني الفلسطيني.
والسبب ان هناك نسبة كبيرة قد خرج من الضفة او القدس اما بهدف العمل او الهجرة واقام في مكانه لمدة طويلة ولم يعود الى الضفة من اجل تجديد تصريح الاحتلال الذي يخوله العودة مرة اخرى ولم يقم باضافة ابنائه الى هويته وبالتالي يكون الشخص قد خسر هويته وخسر ابنائه هويتهم وحقهم الطبيعي في الحصول على هوية فلسطينية وهنا يأتي دور دائرة المتابعة والتفتيش باجبار هذا الشخص بضرورة استراجع هويته الفلسطينية عبر توقيعه على تعهد خطي كما اسلفت ويتم متابعته مستقبلا عند مراجعته لأي معاملة سواء اصدار جواز سفر او هوية احوال مدنية او غيره حتى يتمكن من استراجعها حيث اثمرت هذه الاجراءات والجهود الكبيرة الى تمكن عدد كبير من ابناء الضفة والقدس ممن فقدوا هوياتهم الفلسطينية من اعادتها مرة اخرى وبالتالي استرجاع حقه بالاقامة على ترابه الوطني .
وتركز دائرة المتابعة والتفتيش جهودها بشكل خاص على ابناء القدس ممن يحملون الهوية المقدسية حيث تمارس اسرائيل بحقهم اجراءات قانونية وادارية خطيرة بحقهم من ناحية واغراءات كثيرة من ناحية اخرى جميعها تساهم وبشكل فاعل جدا الى تفريغ القدس من اهلها سواء بالتهجير او الحصول على الجنسية الاسرائيلية او التسهيل لهم في الحصول على تاشيرات سفر الى امريكا او اوروبا وللأسف قد حصل المئات من ابناء القدس على الجنسية الاسرائيلية مقابل التنازل عن هوية القدس وبعضهم حصل على جنسية اجنبية وبالتالي تم سحب هوية القدس منهم وبعضهم خرج من القدس بهدف العمل او الاقامة في الاردن ولم يعود خلال مدة التصريح وهي ثلاثة سنوات وبالتالي اعتبر فاقدا لهوية القدس وعدم العودة مرة اخرى اليها .
وسؤالي هل هذه الجهود الجبارة والمهمة التي تقوم بها دائرة المتابعة والتفتيش من اجل ابناء الضفة والقدس والحفاظ على هويتهم وحقهم بالاقامة على ترابهم الوطني اجراءات عقابية او شيطانية كما يحلو للبعض تسميتها لاجندات خاصة ومشبوهه ولنفترض جدلا ان قرار صدر باغلاقها او تجميد عملها واجراءاتها ماذا يمكن ان يحصل اعتقد ان مزيدا من ابناء الضفة والقدس سيخسرون هوياتهم وبلدهم وحقهم بالاقامة على ترابهم الوطني وبالتالي سيصبحون نازحين جدد والاقامة بشكل دائم في الاردن سواء من حملة الجنسية الاردنية او الفلسطينية ولن تسمح لهم اسرائيل بالعودة الى فلسطين مرة اخرى وان هذا العدد مرشح للزيادة وبشكل كبير خلال السنوات القادمة وبالنهاية ليس لهم مكان للاقامة الا الاردن وهذا ما يسمى بالوطن البديل .
لهذا اطالب الحكومة الحالية والحكومات القادمة ايلاء دائرة المتابعة والتفتيش الاهتمام والعناية والدعم لتستمر في ممارسة اعمالها الوطنية والمهمة وخاصة انها اخر حائط صد عربي ضد المخططات الصهيونية .