أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأوروبيون يبكون رحيل جدتهم البريطانية

بقلم : محمد سلمان القضاة
25-06-2016 03:10 PM
ماذا يجري في أوروبا وما الذي يحدث في العالم، فخروج بريطانيا العظمى أو المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي لا يزال يترك مشاعر صادمة لدى الكثيرين، وكأننا بالأوروبيين يبكون على رحيل جدتهم البريطانية.

نعم، فلقد ترك خروج بريطانيا من الاتحاد تداعيات على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فبريطانيا كان لها دورا كبيرا على مستوى قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وعلى مستوى توجيه دفة سياسات الاتحاد الأوروبي برمته.

وصحيح أن البريطانيين لم يصوتوا على خروج بلادهم من حلف الناتو، ولكنهم ارتأوا أن ينأووا بأنفسهم بعيدا عن هموم أوروبا الشرقية وعن بقايا مخلفات حقبة الاتحاد السوفياتي المنهار السابق.

ولكن لا تلوموا البريطانيين وحدهم، فهم يريدون أن يهتموا بشأنهم الداخلي أسوة بالطريقة التي انتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما، فالولايات المتحدة لعبت دورا في هذه الخطوة البريطانية، فأميركا لم تتدخل عندما عصفت الأزمة الاقتصادية بأوروبا في 2008، ولا هي تدخلت بأزمة اليونان المالية.

كما أن الولايات المتحدة لم تتدخل لتساعد أوروبا في أزماتها الأخيرة وأبرزها أزمة اللاجئين السوريين الذين يهددون بانهيار الاتحاد الأوروبي برمته، بل إن واشنطن تطالب العواصم الأوروبية بالدعم الأمني بأكثر مما تطيق أو تقدر عليه.

الخشية في أن تحذو دولا أخرى حذو بريطانيا، فينهار الاتحاد الأوروبي بالكامل، وتصبح الفرصة سانحة للرئيس الروسي فلادمير بوتين لتحقيق طموحاته القيصرية، ويصبح الدب الروسي يتراقص كيفما يشاء في الحلبة بعد أن يخلو له الجو، وخاصة أن توجهاته تتناغم مع تلك التي لدى الرئيس الأميركي القادم المحتمل دونالد ترامب.

آهٍ على إرثك أو تَرِكَتِكَ السياسية يا صديقي يا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، فأنت كنت صاحب فكرة الاستفتاء من الأصل، ولعلك تذكّر المرء برئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائل غورباتشوف الذي اعترف بمسؤوليته عن انهيار الاتحاد العتيق العريق ورحيل الجمل بما حمل.

لكننا نبقى نقدر شجاعتك في تقديم استقالتك بعد فشل مخططاتك، حيث يبدوا أنه ليس في جذورك جينات شرق أوسطية، وإلا لبقيت ملتصقا بالكرسي حتى لو انهارت أوروبا برمتها.

بقي القول، هل يمكن القول إن ما يُبكي الأوروبيين من شأنه أن يضحك العرب، فأنتم تبكون على خروج دولة من حضن الاتحاد، لكن بني جلدتنا ربما يفرحون على تفكك دويلاتهم، ثم أما ترونهم يرمون شعوبهم بالبراميل المتفجرة أو يحرقونهم بالقذائف المحرمة دوليا ما عدى على رؤوس أطفال سوريا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-06-2016 11:47 AM

لا تخشى ولا تخاف هتلر عندما حاول احتلال العالم كانت دول اروبا خارج الاتحاد الأروبي ويدلوجياتهم كانت متباعده إلى درجة العداء الاثني ومع ذلك اتحد الملحد الروسي مع كاثوليكي وبروتستانتية مع الأرثوذكسية والإسلام مع البوذية وتم هزيمة هتلر النازي ومعه الفاشي والقضاء عليه ولكننا مع كل ذلك وتلك لم نستطع ولو موقعا من الاقلاع عن النفاق والفتنة كعرب حتى بدون براميا

2) تعليق بواسطة :
27-06-2016 01:00 PM

على العكس , الأوروبيين يجب أن يكونوا سعداء بخروج جدتهم صاحبة الشروط و الطلبات و الدلع .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012