أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاحواز عربية والضمير العربي الغائب

بقلم : محمد عربيات
07-07-2016 10:44 AM



الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري رحمه الله وبقصيدته الشهيرة جروح فلسطين والتي انشدها على اثر ثورة البراق التي قامت عام 1929 وبعد محاولة اليهود وبمساعدة الانجليز السيطرة على الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف فقد انشد الجواهري قائلا بهذه القصيدة الشهيرة :-

فاضت جروح فلسطين مذكرة جرحا باندلس للان ما التأما
سيلحقون فلسطين باندلس ويعطفون عليك البيت والحرما
ويسلبونك بغداد وجلقة ويتركونك لا لحما ولا وضما

من يقرأ هذه القصيدة الشهيرة للجواهري رحمه الله والتي انشدها عام 1929 سيرى كيف هي النظرة الثاقبة لهذا الشاعر لاحوال الامة وما نحن فيه هذه الايام ندعوا الله العلي القدير ان يسخر لنا قائدا يتقي الله في امته ووطننا العربي الكبير .

اسوق هذه المقدمة لاتحدث عن اقليم عربي جرى الحاقه بدولة الفرس ايران كما هو الحال باجزاء اخرى قامت بريطانيا بالحاقها بدول تحيط بالوطن العربي فلواء الاسكندرونه الحق بتركيا والاحواز الحق بدولة فارس ايران وكأن الوطن العربي ارض سائبه قام الانجليز بتوزيعه كما يريدون .

تاريخيا اقليم الاحواز ومنذ انتصار العرب بقادسيتهم الاولى كان هذا الاقليم يتبع للبصرة ومن بعد قامت الدولة المشعشعية واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية وحافظت على استقلالها الى ان سقطت على يد الشاه بهلوي عام 1920 واتفاق بريطانيا مع ايران على اقصاء امير الاحواز والحاقها بايران نظرا لان هذا الاقليم غني بحقول البترول حيث دخل الجيش الايراني وتم فرض السيطرة على الاقليم وتم اعتقال العديد من الثوار والزج بهم بالسجون الايرانية ولاقوا صنوفا من العذاب وسقط العديد منهم شهداء تحت سياط جلاديهم كما يفعل الصهاينة بالمعتقلين بفلسطين المحتلة فقد قد احتل الفرس اقليم الاحواز في العشرين من ابريل من عام 1925م في عهد الشاه بخدعة للشيخ خزعل الكعبي أمير الأحواز حيث تم استدراجه إلى فخ نصبه له قائد الجيش الإيراني الجنرال زاهدي من أجل إجراء مباحثات سياسية إلا أن الجنرال زاهدي قام باعتقاله وتم الزج به في زنازين النظام الصفوي الفارسي مع مجموعة من الثوار الاحرار المرافقين له فهذه شيم الخداع متأصله بهم وبقي الشيخ خزعل اسيرا بالمعتقل حتى عام 1936 وتقول روايات إن السم دس له بالطعام فمات مسموماً.

تساهم الاحواز بنصف الناتج القومي الايراني وبنسبة 80% من الصادرات الايرانية وللاسف يعيش فيها شعب فقير نتيجة السياسة الايرانية تجاه هذا الاقليم فكما مارست تركيا سياسة التتريك مارست ايران سياسة التفريس تجاه هذا الاقليم حتى انها غيرت الاسم الى خوزستان بدلا من اسمه الاصلي الاحواز وهناك قول مأثور للرئيس السابق محمد خاتمي ( ايران با خوستان زنده است ) ومعناها ( ايران تحيا بخوزستان ) وفي اطار سعيه لمحو الهوية العربية لهذا الاقليم ومن خلال سياسة التفريس يقوم النظام الايراني بفرض الثقافة الفارسية على اهل الاحواز في مختلف نواحي حياتهم حتى انه منع التحدث باللغة العربية في الاماكن العامة وفرض عقوبات على كل من يخالف هذا الامر ولم يكتفي بذلك فقد قام بفرض سياسة التهجير على اهل الاحواز وتوزيعهم على اقاليم فارسية لتذوب هويتهم العروبية الاصيلة التي يتمسكون بها ومنع تسمية المواليد الجدد باسماء عربية ومنع ايضا ارتداء الزي العربي وقام بتغيير اسماء المناطق كما يفعل اليهود باسماء في فلسطين اورشليم يهودا والسامرة سبحان الله نفس الاسلوب وعلى راي المثل دافنينوا سوا حتى اثار المنطقة لم تسلم من المصادرة والاتلاف لمحو الذاكرة العربية للمنطقة كما يفعل الصهاينة اليهود وهناك سلسلة من العقوبات ضد من يقف او يعيق فرض سياسة التفريس على المنطقة حتى ان توظيف اي مواطن بوظيفة عليه اجادة اللغة الفارسية .

قام الاحوازيون بعرض قضيتهم على جامعة الدول العربية ايام حكم الشاه ولكن انقسام مواقف الحكام العرب كما هو شائنهم هداهم الله لم يؤدي الى نتيجة لصالح قضية الاحواز فقد كان العراق هو رئة الاحواز والمساند لها الى ان تم محاصرته واحتلاله مما اثر سلبا على حركة التحرر الاحوازية عدا عن ذلك فان هذه القضية لا يكاد يذكر عنها شىء بالاعلام العربي وكأنها قضية لا علاقة لنا بها لا من قريب او بعيد اعلامنا الذي نرى حالته المزرية هذه الايام فالقضية الفلسطينية اصبح اي خبر عنها لا يتجاوز ثواني وليس خبر رئيسي فالحال من بعضه كما يقال فها هو النظام الصفوي بعد ان فتحت امامه البوابة الشرقية للوطن العربي يمارس سياسته بالانتقام من التاريخ العربي الاسلامي ليعيد مجد دولته البائدة فالصهاينه يقولون دولتك يا اسرائيل من النيل وللفرات ولا نستبعد بان الفرس يكملون الجزء المتبقي ومن المحتمل ايضا ان يكون هناك طرف ثالث يسعى لاستعادة مجده التليد يتدثر بمظاهر تبهرنا وتخدعنا كما فعل يهود الدونما ذات يوم .

لم يصمت الاحوازيون العرب على الاحتلال الفارسي لإقليمهم فقد قامت الثورات في مواجهة المحتل الإيراني الذي مارس سياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها المستعمرون فقاموا بتدمير القرى والمدن العربية وتم إعدام الشباب الأحوازي دون أي محاكمة أو فرصة للدفاع عن أنفسهم من أجل إرهاب باقي الأهالي .

لم يستكن الاحوازيون العرب لما يقوم به النظام الصفوي الفارسي من تنكيل لاحراره من الرجال والنساء فقد قامت الثورات المتتالية ضد حكم الشاة السابق والخميني المقبور ولا تقل عدد الثورات عن 15 ثورة ان لم تكن اكثر من ذلك ولا زال الاحوازيون العرب يقاتلون من اجل تحرير اقليمهم المسلوب ليعود الى حاضنته العربية بالرغم مما يمارسه الفرس من قتل وتدمير وحملات الاعتقال والاعدامات بدون محاكمة والتصفيات التي تتم بالشوارع كما يفعل اليهود الصهاينه مع اهلنا بفلسطين.

ان الكتابة عن هذا الاقليم المحتل لا يؤديه حقه وهو اضعف الايمان الذي اصبحنا نتعلق به هذه الايام بعد ان تهالكت الانظمة العربية واصبح همها البقاء بالسلطة ولو على حساب كرامتها وامور اخرى والله المستعان .

عاشت الاحواز حرة عربية والمجد والخلود لشهدائها الابرار .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-07-2016 01:08 PM

وقت مناسب لتذكير بهذا الإقليم العربي المحتل لكي نترحم على تلك الأيام الجميله لو الأمور توقفت عند حدود الاحواز والواء الاسكندرونه بعد أن تهشمت حجارة الأقصى وحاضنته فلسطين في غياهب النسيان
من الجميل أن تذكرنا باوطان كانت لنا عنوان وفي حاضرنا أصبحت في عالم النسيان
من الجميل أن تزيد الهم غث وغم
من الجميل بأن تذكرنا ببلاد كان يقل عنها بلاد العرب أوطاني ولاكن بحدود مبهمة ومناهجنا غيبت الجغرافيا وبقية الأقاليم والقرى يعيث بها القتل والدمار وفلاحينها لا يزرعون ولكن غيرنا يحصدون

2) تعليق بواسطة :
07-07-2016 01:16 PM

.
-- اخي الكاتب ، عرب الأحواز شيعه بنسبه تفوق خمسه وتسعون بالمايه فهل تتوقع منهم الوقوف مع السعوديه التى تقمع شيعتها وشيعه العرب والمسلمين وتدعم التوجه الوهابي لتصفيتهم ..!!

-- سنه الأحواز يقلوا عن مائتي الف نسمه مقابل حوالي ثلاثه ملايين وربع احوازي عربي شيعي وكلا الطرفين من ذات العشائر العربيه

-- السعوديه بدعم الًوهابيه المقاتله المستهدفة للشيعه دفعت الشيعه العرب للارتماء بحضن ايران وتقديم المذهب على العروبه وصناعتها لجبهه تحرير الأحواز بالفنادق هي ورقه لاستخدامها سياسيا
.

3) تعليق بواسطة :
07-07-2016 05:18 PM

لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة ولكن يوجد دولة ترغب بتصدير الثورة ولماذا يعامل نظام الملالي الشعب العربي الاحوازي الذي يدين بالمذهب الجعفري هذه المعاملة المخزية ولماذا قام الخميني بحبس المرجع الشيعي العربي الاحوازي الشيخ محمد طاهر الخاقاني في قم الى ان مات بعد ان نقل اليه بظلامة العرب الاحوازيون

4) تعليق بواسطة :
08-07-2016 01:18 AM

لم اشر بمقالي الى مذهبيه او طائفيه العراق فيه شيعة وكانوا بصفوف حزب البعث وكان العراق لا ينتقص من حقوقهم والمراقد الشيعيه لم تدمر ولم تغلق لابل كانت محل اهتمام ورعاية قيادة العراق ما يفعله الايرانيون باقليم الاحواز اشرت الى القليل منه وكلمة الرئيس السابق محمد خاتمي واضحه والمذهبيه لم تظهر بوطننا العربي الا بعد استلام الخميني المقبور ومن ساروا على نهجه ونسي كم مكث الخميني بالعراق لاجئا من الطاغية الشاه السابق فكان ان رد الجميل للعراق بشن حرب وهل جزاء الاحسان الا الاحسان يا رعاك الله

5) تعليق بواسطة :
09-07-2016 09:52 AM

من لم يريد تحرير
قدس أقداس المسلمين , القبله الاولى ومسرى الرسول , من يد الإحتلال الهمجي الوحشي الإستعماري المسمى إسرائيل بعددهم ال الخمس ملايين
فكيف يريد تحرير الاحواز
الاحواز بدعه خدعه سعوديه لتحويل نظر العرب إليها وتناسي إسرائيل الحليف للسعوديه والعرب
وليكون هدفنا وشعارنا تحرير فلسطين اولا , ثم يتبع ثانيا الاحواز او الاسكندرونه وجبل طارق
ثم أن الاحواز ولواء الاسكندرونه بيد إخوة لنا في الإسلام , إذن تحرير الجامعه العبريه العربيه وجبل طارق وسبته ومليله ثانيا

6) تعليق بواسطة :
09-07-2016 01:35 PM

في اﻻمس القريب كنت ﻻ تجد مواطن فضﻻ ان تجد دوله في عالمنا العربي يدافع عن ايران اما اليوم سبحان مغير اﻻحوال ﻻ ندري خير ام شر اريد ﻻيران من هذا الدفاع . نعلم اننا ﻻ نملك من امرنا شيئا واخشى ان نؤكل اذا أوكل الثور اﻻبيض الذي نحرض ضده ( السعوديه) .

7) تعليق بواسطة :
09-07-2016 01:45 PM

إيران للأسف لم تكن هي الباديه بالحرب مع العراق اللهم إذا أنت تريد غير ذلك
وحزب البعث العراقي لم يحكم البلاد باسم الطائفية أو القوميه بل كان يحكمها باديولوجيه علمانيه لذلك كانت المشاركه من قبل كافة أطياف الشعب العراقي

8) تعليق بواسطة :
10-07-2016 12:47 AM

العداء الفارسي للعرب والمسلمين لايقل عن العداء الصهيوني...ايران تحت نظام ولاية الفقية دولة تحارب الاسلام والمسلمين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012