|
|
وغلقت الأبواب : من هي؟
بقلم : د .احمد عويدي العبادي
25-07-2016 12:15 PM في القران الكريم قصة امرأة العزيز التي شغفها سيدنا يوسف حبا وراودته عن نفسه، (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (30)) سورة يوسف وقبل ان تقول له هيت لك غلقت الأبواب وهي تطلب منه فعل الفاحشة لكنه ابى وكان مصيره السجن ثماني سنوات، ومن ثم اعاده الله سبحانه ليصبح عزيز مصر بدلا من زوجها السابق، فتزوجها يوسف وامنت بالله سبحانه (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) سورة يوسف ويبدو ان الجهات الرسمية بالأردن بكل مراحلها وتفاصيلها وخارطتها وظاهرها وباطنها لم تقرا من القران الكريم ولم تعرف من اللغة العربية الا كلمتي (وغلقت الأبواب) فنجد أبواب الدولة كلها مغلقة امام الناس وحاجاتهم ومشاكلهم وكل من يجلس على الكرسي لا يؤمن الا بالحفاظ على نفسه وبنظرية المؤامرة عليه وهو في الحقيقة يتآمر على الشعب، فانقسمت البلاد الى قسمين كل ضد الاخر في صراع طبقي افقي خفي سيتحول الى صراع علني عاجلا ام اجلا. الحق على الطليان والامريكان وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية انتشر مثل شعبي عربي يقول ( كل الحق على الطليان ), ثم ظهر مثل اخر يقول ( كل الحق على إسرائيل ) واما الان فان المثل الدارج هو ( كل الحق على الامريكان ) باعتبارهم من يمسك بخيوط العالم ويتحكمون به , وربما يأتي يوم ليس ببعيد يقول ( كل الحق على السفيرة), باعتبارها المندوب السامي بالأردن , واما انا فأقول : (كل الحق على العربان ) لأننا قبلنا بما لا يتفق مع كرامتنا, فالعالم لا يحترم الا القوي ولا يتعامل الا معه , ونحن قبلنا ان نسلم رقابنا الى من لم ولن يرحمنا ولا يحترمنا وقبلنا ان يتحدث باسمنا وهو ليس منا ولا يمثلنا . ونجد ان المسئول الذي جاء افرازا لعطسة من الزمن او قرار من الماسونية او نتاجا لصفقات الفساد او حاجات القمع والاعتقال، يأتي ليبطش ويسجن ويهدر ويزبد كالبعير الهائج وكان الأردن خراب ولا يعمرها سواه وكان الأردن يباب ولا يروي زرعها وضرعها سواه، ويتحول الى صاحب نظريات في النفاق السياسي والفساد المالي وفنون البطش والتنكيل بالأردنيين، وعندما ينخدع الناس بما يقول ويطرقون ابوابه يجدونه لا يؤمن الا بنظرية واحدة لا ثاني لها، وهي (وغلقت الأبواب) . قضية ذيبان تمثل القضية الأردنية في ذيبان شباب صدقوا الوطن ما عاهدوه ولهم حاجات ومطالب يمكن حلها بجرة قلم، وهم من قبيلة عريقة عميقة جذامية متجذرة في هذا البلد من عشرات الاف السنين وهم قبيلة بني حميدة العزيزة الى تراب الأردن وقلوب المخلصين من أبنائه والى قلبي، ولكن عندما يأتي الحل او يحتاج الامر الى حل، لا نجد مسؤولا يصدق بوعد ولا يلتزم بعهد، والحل الرسمي هو القمع ثم القمع ثم القمع وليذهب أصحاب الحاجات الى الجحيم. وتتعالى أصوات بعض المسؤولين انهم حريصون على لحمة الناس والبلاد وما يسمونه الامن والأمان، ولكن بقمعنا نحن اهل البلاد، وفي نظر هؤلاء المسؤولين ان مصلحة الأردن والامن والأمان ان نموت ويموت شباب ذيبان وسائر أبناء العشائر لأننا في نظرهم مشاريع الموت جوعا من اجل زيادة ثروة الفاسدين فتتحول الإجراءات ومن يمهد لها الطريق بالتهريج والخنوع والتسحيج الى حماة للفساد وليس حماة للشباب وسائر اهل البلاد. لا أدرى لماذا تصر الجهات الرسمية على اعتقال شباب ذيبان وتؤمن هذه الجهات بنظرية (وغلقت الأبواب) سواء بعدم سماع الشكوى او اغلاق أبواب السجون والزنازين على الاحرار الباحثين عن حقهم المسلوب ورزقهم المنهوب؟، ولا أدرى لماذا يصرون على اعتقال الرجل الفاضل د. أمجد قورشة؟ !. واضح ان الجهات الرسمية ليست عاجزة عن حل مشكلة البطالة بالأردن ولكنها جهات قادرة على إيجاد مشاكل كثيرة ليتبعها القمع والاعتقال والبطش لكي يستمروا في مناصبهم ليجدوا تبريرا لادعائهم انهم هم من يحمي البلد وأننا نحن الأردنيين الأعداء جدا جدا وأننا نريد تدمير البلد، ونحن في الحقيقة الأحرص عليها. وعندما يطلب الأردني مقابلة مسؤول ان يفتح اذنه للشكاية، يجد الأردني عند هذا المسؤول شيئا واحدا وهو: وغلقت الأبواب ويجد اذنه مفتوحة للوشاية فقط، ثم يأمر حضرته بأخذ صاحب الحاجة الى الاعتقال للحفاظ على ما يسمى هيبة الدولة وما يسمى الامن والامان (خذوه فغلوه). بناء على ذلك هناك فجوة بين الجهات الرسمية والشعب، وهناك سياسة ممنهجة من القمع والتجويع والتركيع بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الأردن ابدا لا في القديم ولا في الحديث . اغلاق المساجد حتى المساجد بدأت سياسة اغلاق أبوابها هي الدين الجديد، ولكن بحجة المسجد الجامع، اذن نحن مقبلون على الكوارث ومقبلون على تحرك شعبي أردني من أبناء العشائر سيقلب الموازين وحينها سيتم فتح الابواب ليس من المسؤولين حبا بالشعب، وانما من قبل الشعب، حقدا على المسؤولين وانتقاما منهم ولا تستثني أحدا، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) سورة البقرة التغيير قادم لا يمكن للغلط ان يستمر ولا يمكن للقمع ان يستمر وان الظلم والبطش دمر دولا عظمى، لان الدولة تدوم بالعدل ولو كانت كافرة وتزول بالظلم ولو كانت مسلمة، وان بقاء المسؤولين سنوات طوال في أماكنهم قد حول البلاد الى حواكير ومزارع يتحكمون بها فيظلمون ويبطشون فيزيدون تراكمات الحقد وعوامل الانفجار . انني أرى ان من لا يتماشى مع التغيير ويتكيف معه فسوف يجرفه التغيير، وارى ان المسؤولين لا زالوا يعيشون في بروجهم العاجية المشيدة من جماجم الجياع ودماء الفقراء والايتام والارامل وأصحاب الحاجات، وحيث انهم لم يقرأوا من اللغة والقران الكريم الا كلمتين هما (وغلقت الأبواب)، فإنني امل ان يقرأوا قوله سبحانه (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ) (النساء 78)
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|