بقلم : عباس عواد موسى
06-08-2016 03:00 PM
' بريطانيا والتي منذ الحرب العالمية الثانية وهي في دور مراقب للبلقان . أو بالأحرى كما يقول خبراء جيوسياسيون تميزت بالتأرجح والتقلب طيلة تلك المدة . فهي كانت تنظر إلى القيادة الأمريكية وللنقيض الألماني تجاه جنوب القارة الغربي وتكتفي دون إبداء سرها حيال الذي تبغيه ' .
لقد قام الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج، أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة بزيارة بلدان بلقانية في الآونة القريبة التي سبقت الخروج البريطاني . والبلقان أورثوذكسي في غالبه ويرى في النفوذ الألماني إستعماراً كاثوليكياً وعدواً لدودا . فصربيا هي من مهدت لهزيمة هتلر النكراء في الحرب العالمية الثانية وتجذرت علاقتها بالحركة الصهيونية التي حالفتها في الحربين البلقانيتين مطلع القرن الماضي وجاءتا بالعميل أتاتورك .
بريطانيا ' البروتستنتية ' وهي تشارك في ثلاثة أجهزة أمنية بروتستنتية خالصة أولها يضم بالإضافة إليها كندا وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وثانيها تشارك فيه أمريكا وأستراليا ويراقب أداء الأول وثالثها هي وأمريكا فقط وتم تأسيسه عام النكبة ويراقب الجهازين السابقين لا ترى مكاناً يليق بها أمام القطب الكاثوليكي بالزعامة الألمانية - الفرنسية بل ولا ترغب به فهو قد يؤثر على كاثوليكييها المقموعين من البروتستنت في داخلها . وذات الشيء أمام المارد الروسي الأورثوذكسي وهو عدو شرس لها .
ألآن . خرجت بريطانيا وأحيا خروجها التنافس الإنجلو - ألماني في البلقان . ولو رد عليّ أحد بأن ما أكتبه لم يحن وقته بعد فإنني أؤكد له أن البلقان مرتبط ببريطانيا وألمانيا . فإن أردت أن تصبح سيداً فضع يدك على نهر فاردار المقدوني كما قال بسمارك .
وصحيح أن لا نفوذ إقتصادياً لبريطانيا هنا كألمانيا . لكن الأمير تشارلز زار صربيا وكرواتيا ومونتينيغرو وكوسوفو في السنة الماضية ولم يصرح بما استنتجه لكنه كان يخفي رغبة خروج بلاده حيث لا وفاق مع المنافس الألماني .
تداعيات الخروج البريطاني لن تجعلني أقرأ أطناناً من الورق . فقد جاء في ظل تراجع حاد للنفوذ الأمريكي في البلقان وصراع متصاعد بين الروس والألمان يمهد لحرب كارثية لا بد من وقوعها . وكتيبة الإغتيالات البروتستنتية لم تعد تجد ظلمة تخفيها .
خرجت بريطانيا وليس دهاء سياسييها بقادر على مواجهة رغبة الغرب في تفتيتها .