بقلم : هيثم الحنيطي
13-08-2016 03:14 PM
يستحضرني في هذه الاثناء قصة قديمة من التراث العشائري الاردني تدور رحاها في شرق عمان ابطالها وطنيين من اهل الاردن الاوفياء الذين يبحثون عن كل اسباب التوحد والاجماع وينبذون كل اسباب الفرقة بعيدا عن اللون والعرق والمعتقدات الدينية .
ففي نهاية القرن الثامن عشر وعندما بداء الاتراك يخططون لبناء الخط الحديدي الحجازي زاد نشاطهم ضمن منطقة البلقاء عمان-الزرقاء -السلط -مادبا وزاد تواجدهم مما زاد من ملاحقتهم لسكان المنطقة بقصد جمع الضرائب وتجنيد الشباب ليلتحقوا بالجيش التركي.
مما لم يعجب الكثير من احرار العرب ومنها العشائر الاردنية وقد تصدى مجموعة من الفرسان لهذه القوة العسكرية التي كانت تدعى (البلكي) فقتلوا بعض الجنود الاتراك ومنعوهم وصدوهم عن اماكن تواجد عشائر البلقاوية وكان من ابرزهم الفارس سالم الرشيد الحنيطي الملقب (عوير) والشيخ شاهر الحديد وكانت اعمارهم حوالي الثامنة عشر فارسل الحاكم التركي بالسلط قوة لملاحقتهم وجلبهم ففروا باتجاه قبيلة بني صخر ونزلت القوة بالمنطقة تعيث فسادا وتقطع بيوت الشعر ليعملوا منها علائق للخيل ويذبحون الاغنام ليطبخوها بالسمن البلدي مما الحق اضرارا كبيرا بسكان المنطقة.
فماكان من الشيخ منور الحديد والشيخ راشد الحنيطيي الا ان يذهبوا لابوجابر الجد الذي كان مشهورا بطيبه بقصره في اليادودة حيث تربطه علاقات جيدة مع الحاكم التركي ليطلبوا منه ان يتوسط ليزيح بلاء الجنود الاتراك عن ابناء المنطقة وقد فعل ذلك وطلب ان يسلم المطلوبين الاهم وهم سالم الرشيد الحنيطي وشاهرالحديد ليحاكموا بالسلط وبكفالته وحمايته حيث تم ذلك بعد ان اقنع الحاكم التركي بانهم ليسو سياسيين ولامقاومين دولة انما يدافعون عن اموالهم وابنائهم ونسائهم .
مثل هذا الموقف لابوجابر رحمه الله يزيد من اواصر المحبة والترابط مابين افراد المجتمع ويدعوا للمحبة والتلائم والموائمة بين الجميع بعكس موقف حترالذي يسيء لاهله ومعتقده وديانته لانه بتصرفاته هذه يمس الامن المجتمعي القائم في الاردن منذ مئات السنين....فشتان مابين من يفكر ويفعل ليجمع ويقرب وبين من يعمل لصالح اجندة مشبوهة هدفها الفرقة واشاعة البغض والكراهية مابين ابناء الوطن الواحد الذين ندعوا الله لهم بديمومة نعمه عليهم.