بقلم : رجا البدور
22-08-2016 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سيمر بلدنا في قادم الأيام إن شاء الله في عملية مخاض ديمقراطي هي من ركائز وأعمدة الخيمة الديمقراطية ألا وهي الانتخابات النيابية .
الآن... وبما أن هذا هو المتوفر والمتاح وعلى قانون انتخاب جديد قلنا رأينا به في مقال سابق
ما هو المطلوب من الناخبين وخاصة الشريحة المجتمعية الأوسع والأكبر ألا وهم الشباب ..ما هو الدور الذي سيضطلعون به لإفراز مجلس نيابي شبابي قادر على استيعاب المرحلة وتطويع كافة الظروف لخدمة الوطن .. وهل يستطيع الشباب بعد حسن التوجيه والدعم لعب هذا الدور المناط بهم لتحقيق رؤى جلالة الملك حفظه الله لدور الشباب القيادي .
الشيء الذي لا يوارى ولا يجب أن نغفل عنه أن هناك صعوبات واحراجات قد تواجه القطاع الشبابي.. (العشيرة , المصالح الخاصة , الإغراءات المالية) في عصر انتشرت فيه البطالات بأنواعها الاقتصادية ,الأخلاقية والحلول لمثل هذه المنغصات متنوعة وكثيرة وتلعب النخب والشرائح الثقافية ودور العبادة والإعلام الموجه والدور الحكومي دوراً كبيراً في الحد منها فإذا منعت الحكومة المنابر بأنواعها ان تتدخل لصالح قائمة أو مرشح معين فانا أرى ان تسمح لها ألان ان تقوم بدورها بالتوجيه الإجمالي للحث على المشاركة في العملية الانتخابية فقط .
بل أن الرؤية لمثل هذه الأحداث المفصلية بالوطن تسمح أن نضع اقتراحاً أمام المسؤول مفاده :
لماذا لا تفتح أبواب المدن الرياضية وتنصب الخيم والصواوين الانتخابية للقوائم وباجرة رمزية توفيرا للجهد على الناخبين والمرشحين ولتكن هناك السهرات الانتخابية العائلية والمناظرات وليستمتع أبناء الوطن بهذه المدن التي بنيت بمئات الملايين ولا يعرف البعض أين تقبع هذه المدن في محافظاتهم .. ماذا تقول وزارة الشباب بهذا المنحى وأرجو أن لا نتعلل بالضرورات الأمنية دائماً .
بالإضافة إلى ذلك وبما أن غالبية القواعد الانتخابية هم من فئة الشباب فلا بد ووجوباً عليهم أن يقوموا بدورهم وأن لا يتركوا لغيرهم مساحة تؤثر في حكمهم واختيارهم للنائب الشاب الذي يمثلهم مستقبلاً تحت القبة .
قد يقول قائل :
ما هي صفات الشاب /الشابة النائب الذي نريد ؟
هل نريد النائب الشاب عمراً ..
أم هل نريد النائب الشاب فكراً وإبداعاً ..
نرد بصحة وجود مثل هذه الأمور مع ندرتها, فهناك من الشباب من عمره شبابي بحساب السنوات ولكن فكره ما زال معلقاً أو تسيطر عليه أفكار عقود الخمسينيات , أفكار بالية ومستهلكة لا تصلح للعصر الذي نعيش وهناك من تجاوز مرحلة الشيب بالرأس وبحيث لا شعر أصلاً.. يملك أفكار شابة مبدعة .
لكن في محصلة الجواب على مثل هذه الطروحات نقول: الشاب / الشابة النائب الذي نريده والذي هو قادر على دفع عجلة التقدم للإمام والذي يمثل الشريحة الأعظم بالوطن بالبرلمان القادم هو بكل تأكيد الشاب /الشابة عمراً و فكراً ...هذا الذي يجب أن يساند ويدعم من قبل الجميع.. لأن مصلحة الوطن العامة والحكمة في دعم هذا التوجه تتطلب أن يكون هناك قيادات شبابية في الصف الثاني والثالث مؤهلة لخدمة البلد .. ويجب أن تعطى هذه الفئة الفرصة الكاملة للممارسة العملية لتحقيق هذا الهدف الوطني , أما احتكار الكرسي النيابي والوزاري حتى أرذل العمر.. وانه لا غيري, فهو الفشل بل هو عينه ..
ولا أعرف صدقاً أذا لم نبدأ الآن بهذه الخطوة للأمام فمتى سنبدأ.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر.. فهناك من ينادي بمقاطعة هذه الانتخابات .. فلا شك أن الدول لا تبنى بالتخاذل والمقاطعة بل أن الدول والاوطان تبنى بالمشاركة الفعالة والمحاولة تلو الأخرى, أما من يحرض على المقاطعة فهذا من واجبات أجهزة الدولة.. فهذا استحقاق وطني وحق دستوري يجب الدفع والتحريض على ممارسته لا مقاطعته .. والرهان هذه المرة كما أتصور على صندوق الانتخاب وليس على شئ أخر والمقاطعة تعني انك قد أعطيت فرصة ومساحة اكبر للمرشح المصلحي ولصاحب المال القذر الأسود سواد فكره أن يفوز بما لا يستحق , فأنت عند عدم دعمك الأفضل من المرشحين بالمقاطعة فأنت من حيث لا تشعر تدعم الاسؤ وهذا خطأ في حقك كمواطن صالح وخطيئة في حق وطنك الذي لا يستحق منك إلا كل خير.
يجب أن يقتنع المواطن أن صوته وجهده الفردي هو الفاصل والمحور للعملية الانتخابية.. كما اقتنع ابننا البطل أبو غوش بجهده الفردي... الذي قد يجعل المسؤول الذي يرفض مقابلته بالأمس يركض للمطار لاستقباله اليوم .
فالانتخاب الانتخاب .. الانتخاب يا شباب .