أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أوقفوا استباحة ألقاب ومُسميَّات الدرجات الأكاديمية العُليا!

بقلم : حنا ميخائيل سلامة
07-09-2016 03:03 PM

إلى متى الصمت على قضية إستباحة ألقاب ومُسميات الدرجات الأكاديمية العُليا دون استحقاق مِن فئة تريد رفع مَنزِلتِها ولِتُحاط بهالات التبجيل ولإستثمار الألقاب لتحقيق مآرب معينة؟ يجري هذه جهارأ نهاراً لغياب المُساءلة والمتابعة والمحاسبة الصارمة كما يجري في دول العالم التي تستدعي كل مُنتحِلٍ وتحاسبه! لقد أخذت تلك الفئة تُطلق الألقاب الأكاديمية العُليا على نفسها وتنتحلها حيثما حلت وليس بالحديث فقط، بل تُعزِّز ذلك ببطاقات تعريف شخصية حيث تُثَبِّتُ عليها لقب' دكتور' أو 'أستاذ دكتور' وتقوم بتوزيعها حيثما حلَّت،بل وفي المؤتمرات وورشات العمل أو عند مراجعة الدوائر الرسمية وفي أماكن أخرى.

ثم أيجدرُ عدم ملاحقة الجهات التي تدعي أنها أكاديميات جامعية.. فتقوم بين فترة وأخرى بمنح مثل تلك الشهادات والألقاب..هذه الجهات نُجزمُ أنها غير مرخصة وغير مُخوَّلة بمنح أية شهادة.. كما أن الأسماء التي توقع على الشهادات تنتحلُ صفة رئيس جامعة كذا.. 'الأستاذ الدكتور ..' فإن دققت على أسماء موقِّعِي تلك الشهادات تجدها لِنَكراتٍ لا يحملون أيّة درجة جامعية ! وفوق هذا تراهم وقد ثبَّتوا على جانب الشهادة أنهم يعملون بالتعاون مع جامعة كذا الأجنبية.. ومن دون عِلم الجامعة، وقد يكون اسمها مُزيَّفاً!

ومن المستغرب أن كثيراً من المؤسسات والجمعيات والمنتديات وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني المختلفة صارت تُدوِّن في سجلاتها تلك الألقاب إلى جانب أسماء مُنتسبيها دون إبراز شهادات مصدقة تؤكد صحتها من وزارة التعليم العالي وغيرها من جهات مختصة!

وتَجِد مَن طاب له الأمر فثبَّت على بطاقته التعريفية لقب' بروفيسور' هذا اللقب الذي له هيبته وقواعِده، ولا يناله حتى حامل لقب 'أستاذ دكتور' إلاّ بعد تقديم بحوث كثيرة ودراسات مُحَكَّمَة ومنشورة عالمياً تتضمن إضافة جديدة للمعرفة الإنسانية. هذه القضية تستوجب تحركاً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالإضافة إلى الجامعات والنقابات المهنية والجمعيات العلمية وجميع من يعنيهم الأمر لإنهاء التضليل الذي يترتب عليه انعكاسات منها ما يضر بالمصلحة العامة، أيضاً لحماية الألقاب العلمية والحفاظ على حقوق حملة شهادات الدراسات العليا. ولا بُد من التنويه بضرورة توعية الناس لِمنع اللَّبْس القائم حول معنى 'الدكتوراة الفخرية' وهي بالمختصر 'شهادة غير أكاديمية تمنحها جهة أكاديمية لشخص كنوع من التقدير ولا تعتبر ضمن الدرجات العلمية'.

والقضية الثانية تتعلق بمقالاتٍ تُنشَر بين الحين والآخر في وسائل الإعلام المقروء بأقلام يتقمَّص أصحابها دور أصحاب الاختصاص العلمي ويمنحون أنفسهم صفة: عَالِم ، خبير ، مستشار، وغير ذلك' يجيء هذا لِجَذب الأبصار ولأهداف أخرى.. حيث تجدهم يُدلون دلوهم في موضوعات علمية بحته لا تمُتّ بِصِلة لتخصصاتهم أو مجال دراستهم أو بحوثهم أو خبرتهم. والحال نفسه يجري في بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع عند استضافة بعض الأشخاص للحديث في شؤون علمية بحته لا تمُتُّ بِصِلة إلى تخصصاتهم أو مجال دراستهم أو بحوثهم أو خبرتهم. وتكمن المشكلة في افتقار للأمانة العلمية. حيث يجري جمع معلومات ولملمة أرقام من هنا وهناك وتكييفها حسب الرغبة.

وبهذا تُقدِّم معرفة ناقصة فيها استهتار بالفكر العلمي والبحث العلمي الجاد بما يُضلِّل الناس ويؤثر على نحو ما في حياتهم. وفوق هذا تجد في مضامين بعضها مغالطات وتناقضات قد تؤدي إلى ضرب مخططات وتطلعات المواطنين ومشاريع المستثمرين الذين وضعوا ثقتهم ببلدنا، بالإضافة إلى وضع عراقيل في مسيرتنا التنموية. وإذا كانت الكتابة أو الحديث مثلاً عن فسيولوجيا الإبصار أو كيمياء الخلايا في أنسجة الجسم وغير ذلك لا يكون منطقياً إلاَّ من أصحاب الاختصاص، فلِم لا يكون الحال في موضوعات مِثل: الزلازل فهناك من لا يفرق بين شدتها وقوتها أو كيفية قياس الطاقة التي تنتجها، أو الأشعة بأنواعها واستخداماتها،أو المياه ، أو لتلوث الإشعاعي في المياه، اليورانيوم والفرق بين المخصَّب والمخضَّب واستخدام النظائر المشعة، والبيئة ، وموضوعات أخرى كثيرة يطول الخوض في عناوينها لذا يجدر أن لا تكون عُرضَة للمسايرة لما تحدِثُهُ من تأثير على الرأي العام..

على أي حال، نضع ما سلف ذِكره أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة التربية والتعليم والوزارات المعنية الأخرى بالإضافة إلى الجامعات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني على أمل وضع الأمور في نصابها الصحيح ولمحاسبة الجهات المانحة لتلك الشهادات والألقاب قطعاً لدابر هذا الغش والاحتيال !

كاتب وباحث
Hanna_salameh@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-09-2016 04:17 PM

اخي حنا شكرا شكرا شكرا من الاخطاء الجسيمه التالي 1دكتور صيدلي .الصيدلي يبيع الدواء ولايطلق عليه اسم دكتور 2استاذ دكتور يجب ان لاتطلق على معيد او دكتور حصل على الشهاده بالانتساب ومصادرها معروفه 4الدكتوراه الفخريه يجب ان لاتطلق على حاملها خارج المكتب او البيت 5بروفسور لها مواصفات مثلدكتور له 20بحثا طبيا على الاقل قبل الاختصاص وبعده واستاذ في الجامعه لعقدين 6خبير لايعطيها الانسان لنفسه وخاصه بمنشورات المترشحين للنيابه ترى خبير مياه خبير بترول ومعادن . من اين لك هذا حرام تأخذ حق الخبير فلان

2) تعليق بواسطة :
08-09-2016 08:47 AM

سلم القلم وصاحبه ، كما عرفتك تضع يدك على الالم وبدون لف او دوران ، ربنا يطول عمرك واعطاك المزيد من القوه والعطاء .
مع تحياتي لشخصك الكريم

3) تعليق بواسطة :
08-09-2016 02:00 PM

هذا المقال ذكرني بما سمعته نقلا عن المرحوم يعقوب عويس معلقا على كثرة عدد حملة شهادة الدكتوراه في الاْردن حيث قال انه كلما التقى بحامل تلك الشهادة زاد اقتناعا بحملة شهادة التوجيهي، و فعلا، قليلا ما التقيت بحملة شهادة الدكتوراه وشعرت بانه افهم مني او يزيد اطلاعه في موضوع اختصاصه عما اعرفه عن طريق المطالعة او عن طريق الصدفة، فمعظم حملة شهادة الدكتوراه في الاْردن حصلوا عليها بواسطة الرشوة او التزوير، حتى ان احدهم كان يخجل ان ينادي بلقب دكتور لانه يعرف كيف حصل على هذا اللقب المشرف.

4) تعليق بواسطة :
09-09-2016 11:09 AM

لا يا يا حبيبي الدكتور الصيدلي مش وظيفته يبيع الدواء فالصيدلي يدرس خمسه سنوات علم ادويه والدكتور الصيدلي يدرس سته سنوات حتى ياخذ اللقب وشكرا
والعتب مش عليك العتب على نقابتنا الغائبه عن الدفاع عن المهنه

5) تعليق بواسطة :
10-09-2016 03:16 PM

الشكر الوافر للأخ خليفة وللإضاءات التي تنم عن خبرة واطلاع. وأشكر أخي الدكتور طارق برقان على تقييمه المقال بحكم واسع عِلمه وخبرته ولحرصه على ضبط أية تجاوزات وانتهاكات غيرة منه على أردننا مع تقديري.الأخ كمال أشكرك لمداخلتك علينا الاعتراف أن نسبة غير ضئيلة قد حملت درجة دكتوراة بسهرها وكدها وتفوقها مع مخالفتي أن"مُعظم حامليها بالرشوة والتزوير"الأخ كركي أشكرك وعلينا الاعتراف أن كثرة من الصيادلة يقرنون بطاقات التعريف بهم بكلمة دكتور دون نيلهم تلك الدرجة التي تحتاج للمدة التي اشرت إليها.شاكراً ألطافكم

6) تعليق بواسطة :
10-09-2016 03:41 PM

هل تعني 6 سنوات أخرى زياده على الخمسه الاولى ؟ وللا زياده سنه ؟؟ كان لازم توضح هذه النقظه !
ما عناه الكاتب وما يره الجميع ان كل الصيادله يطلقون على انفسهم لقب دكتور !!!لانهم نقلوها عن مصر. وأنا
كطبيب تستفزني هذه التسميه لانسان لا يستحقهاو وأنت تعرف ان الاغلبيه استغلت هذا اللقب وهذا ما عناه الكاتب الملتزم في اداب الكتابه ولا يتغول على الناس .

7) تعليق بواسطة :
10-09-2016 05:16 PM

كل الشكر لموقع كل الأردن،تأكيداً لما أورده الأخ الكريم في تعليق رقم 6 وفي موقع كلية الصيدلة في الجامعة الأردنية نجد النص صريحاً:"تعرض كلية الصيدلة برنامجين: بكالوريوس في الصيدلة ودكتور في الصيدلة وبالإضافة إلى ذلك، تقدم ثلاثة برامج للدراسات العليا، بما في ذلك: ماجستير في الصيدلة السريرية، ماجستير في العلوم الصيدلانية ودكتوراه الفلسفة في العلوم الصيدلانية"إذاً من يحمل درجة بكالوريوس صيدلة وهم الأغلبية العاملة بهذه المهنة الشريفة في الصيدليات لا يجوز لهم قانونياً إقران درجة دكتور بإسمائهم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012