رساله من أبن اربد لأبن الرميمين

الأخ والصديق المحترم واصف بيك الصايغ..

تحية الإحترام والمحبة، من أرض المملكة الأردنية الهاشمية الى إسبانيا البلد الأوروبي الجميل، الذي قمت بزيارته عندما كنت على مقاعد الدرس في إيطاليا..

.. إنه لمن دواعي سروري أن أكتب عن الوطن، شجره، وترابه، وإنجازاته، وما تركه لنا سلفنا الصالح: المغفور له الحسين بن طلال، والشهيد البطل وصفي التل، والشهيد هزاع المجالي، والمرحوم المشير حابس المجالي، وكوكبة كبيرة من نجوم الأردن؛ قدموا ما عليهم من التزامات تجاه بلدنا الحبيب الذي نفتديه بالمهج والأرواح..

صديقي العزيز، أنت تعلم بأن ارميمين، وحوران، وعجلون، وجرش، وبرقش، وغابات كثيرة ممتدة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب؛ كلها زرعت بإذن الله تعالى وبهمة المخلصين من أبناء الوطن، وغادروا الى السموات العلى وتركوها أمانة بين أيدينا وفي أعناقنا، فهل نجعلها عرضة للتصحر، ونتركها لقمة سائغة للفاسدين؛ يقومون بحرقها أو قطع المعمر منها، وبيعها لتوضع في مصير بائس داخل صوبات الحطب، هل من المعقول أن نترك ثروات بلادنا تحترق داخل صوبات الحطم، أو لخلعها من أجل بناء السجون والكتل الإسمنتية التي دمرت الطبيعة وجعلتها قاعاً صفصفا، والله إننا لفي ضلال كبير إن صمتنا على هذه المجازر..

يجب أن نضغط باتجاه تفعيل القوانين وتغليظها على كل طامع جبان ينهب ثروات الوطن. ويجب محاسبة الحكومة التي دمرت مئات الأشجار لتنشىء السجن، وتركت أبناء الشعب الأردني يعاني من أثاره السلبية على البيئة والطبيعة في أجمل مناطق الأردن.

من خلال منبري نيرون أوبزرفر، وصفحتي على الفيسبوك، ومعارفي في الدولة الأردنية لن أترك موضوع الغابات، وبالذات منطقة ارميمين والسجون العبثية فيها وفي مناطق أخرى من البلد، وسأواصل النضال معكم، ومعنا كل أبناء الوطن الشرفاء، لتحقيق الغاية، ووقف العبث، والهدر، وتدمير مستقبل الغابات في الأردن، وسأقوم بدعوة بعض الأصدقاء لتأسيس جمعية تعتني بالزراعة والغابات والبيئة الأردنية في القريب العاجل...

ويداً بيد واصف بيك، للمحافظة على الوطن وكل الإنجازات العظيمة التي تركها لنا الآباء والأجداد...

أقدر جهودكم واهتمامكم وحرصكم على هذه البقعة الجميلة؛ ارميمين، التي تعد واحة من واحات الوطن، يجب المحافظة عليها ودعمها بكل ما أوتينا من قوة..

الأردن جنة الله على الأرض؛ لذلك علينا أن نحافظ على هذه الجنة لكي نورثها كما هي للأجيال القادمة...

المستشار الإعلامي تحسين التل.