أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أنا أهاجم وزير التربية والتعليم!

بقلم : الدكتور سماره سعود العظامات
22-09-2016 03:00 PM

ليس لديّ حقيبة مليئة بالشواهد والأدلة تجاه المناهج الأردنية كي أهاجم بها وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات تدحض ما ذهبت إليه وزارة التربية والتعليم.

أهاجم وزير التربية؛ لأنّ الصدق والصراحة والوضوح منهجه. ولأنّ الوزارة حصلت على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميّز. أهاجمه؛ لأنّه كشف حقائق التعليم، وما كان يجري علنًا، أهاجمه؛ لأنه أنقذ التعليم الذي وصل إلى حافة جرفٍ هارٍ، ولم يُسْمع صوت آنذاك ولا أنين ، والكل يعرف ذلك. ولأنّ المدارس الحكومية حصلت على مراكز متقدمة في الثانوية العامة.

أهاجم وزير التربية؛ لمجرد التشويش والاستماع للأقاويل والإشاعات ، أهاجمه ،لأنّه قطع وبتر الفساد وطهّر أوكاره. أهاجمه؛ لأنه كشف المستور المخفي الذي نخر بأكتاف الوطن ردحًا من الزمن. أهاجمه؛ لأنّه طبّق ميزان العدالة ، وحقق العدالة الاجتماعية التي فقدتْ. أهاجمه؛ لأنّه أنهى مهزلة الثانوية العامة وقضى عليها.أهاجمه؛ لأنني لا أحبّ المساءلة والمتابعة والتقييم التي وضعها وحققت العدالة البينية .

أهاجم وزير التربية؛ لأنني لم أجد في المناهج الجديدة مفهومًا يخالف فلسفة التربية والتعليم الأردنية. أهاجمه؛ لأنّ الكتاب المدرسي ينبثق من منهج خطط له من قبل قيادات تربوية وفكرية واقتصادية وعلماء متخصصين.

أطلق النار والشائعات على الوزير والوزارة كي أحقق رغباتي وأجندتي. أهاجم الوزير ؛ لأنّ ليس لدي أدلة أقدمها للصحافة أو المحاكم. أهاجمه ؛ لأنّه أغلق الأبواب والنوافذ أمام الفساد، أهاجمه ؛لأنّه شكلّ لجنة على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة وأهل الدراية والخبرة؛ لتقديم تقرير مفصل عن المناهج؛ لتبيان الحقيقة بموضوعية وحياد ليعرفها القاصي والداني.

أهاجم الوزير؛ لأنه مستمر في التطوير المستند إلى القيم الإسلامية والوطنية. أهاجمه ؛ لأنّ الكتب المدرسية مبنيّة على الاقتصاد المعرفي الذي يعطي الطلبة مزيدًا من التفكير والتحليل وإبداء الرأي؛ ولأنّها مبنية وفق تسلسل المفاهيم وتدرجها ؛ ولأنّ عمودها الفقري مبني على التكامل الرأسي والعمودي ؛ ولأنّ وزنها أخف مما سبق، وهذا ما يريح الطالب ؛ أهاجمه؛ لأنّ مناهجنا تصبو للعالمية بجذورٍ إسلامية ووطنية .

أهاجم الوزير، ولم أقرأ كتابًا واحدًا ! أهاجمه كوزير لوزارة التربية:لأنّه قضى على التردي والترهل في الجانبين الإداري والتعليمي في زمن قياسي، أهاجمه ؛ لأنّ حجتي قاصرة، وغير علمية، وغير منهجية ، وليس لديّ خبرة في تأليف المناهج والكتب المدرسية، ولم أطلع على الجهود التي تبذل في تأليفها.أهاجمه لأّنّ المناهج تهدف إلى تنمية التفكير لدى الطلبة، وتعطي إضاءات تفكيرية للطالب والمعلم معًا . أهاجمه؛ لأنني كنت مستفيدًا من الترهل والتغافل والتسلق على حساب الوطن والمواطن.

أغتال شخصية الوزير ؛ لأنّه غيّر حالة الفوضى والغش والمنفعة الآنية في التربية والتعليم. أهاجمه ؛ لأنني كنت مستفيدًا من الثانوية العامة على حساب الوطن . أين الجرم الذي ارتكبته وزارة التربية؟ ماذا نقول عن طباعة مئتي ألف نسخة من القرآن الكريم وزعتْ على المدارس؟! ماذا نقول عن مناهج التربية الإسلامية وتكامل مفاهيمها في جميع الصفوف ؟! ماذا نقول عن الكتيبات والنشرات وأحكام التلاوة والتجويد؟ ماذا نقول عن التلاوة في بداية كل صباحٍ دراسي؟ ماذا نقول عن المسابقات الدينية وحفظ القرآن الكريم في كل مدارس المملكة التي توليه الوزارة كل عناية واهتمام؟ ماذا نقول عن خبرات معلمي الشريعة الأفاضل الأجلّاء التي يدعمون بها الكتاب المدرسي، وينيروا بها عقول أبنائنا الطلبة؟! وجميع المعلمين الأفاضل لديهم خبرات يدعمون بها الكتب المدرسية، ويضيفون عليها بما يحقق الهدف، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى تفسير .

عليّ أوّلًا توخي الدقة ومخافة الله، والقراءة والتحليل وإبداء الرأي والمشورة ومقابلة أصحاب القرار، وعليّ أنْ أقدم تحليلاتي ومبرراتي المبنية على المحاججة المقنعة إلى ولي الأمر دون تهويل، ولا أركب زورق الإشاعات، ولا أقبض على زناد السلاح الموجه ضد الوطن .حماك الله يا وطني من التحريض والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وحمى الله التعليم الأردني من كل دسٍ وتدليس.
الدكتور سماره سعود العظامات

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-09-2016 05:00 PM

أنا أهاجم وزير التربية والتعليم!
وزارة التربية أنجبتْ مخرجاتٍ أصيلة
وزارة التربية والتعليم أبقتْ النافذة مفتوحة
الذنيبات: " من جهل شيئًا عاداه "
مقترحات تلغي امتحان الثانوية العامة جزئيًا أو كليًّا
ارشيف الكاتب ...........

2) تعليق بواسطة :
23-09-2016 12:21 AM

اخي الكريم لك الشكر والتقدير على ما ذكرت ولكن وزير التربية لم يهتم بالمعلم ولم يتصالح معه ظنا منه إنه يستطيع ان يصلح التعليم بدونه لذلك هل يستطيع معاليه ان يلزم المعلم بالدوام الرسمي وإذا ما داوم هل يستطيع آه يلزمه بالعطاء .انا من الميدان أقول لك :لا.التعليم ليس توجيهي فقط . لا زلنا نعاني في الميدان من امية الطلبة.ونجاح طالب التوجيهي بحسب للدروس الخصوصي التي تعطى هنا وهناك وبذلك فالتعليم كله او معظمه خاص.
تعديل المناهج مفروض على الدولة والوزير لا يملك قرارا .الدليل الحديث عن الهيكل ص98 عربي صف

3) تعليق بواسطة :
23-09-2016 06:43 PM

بارك الله فيك أخي الكاتب، والله ما اراك تقول إلا حقا وصدقا، ولعل كثيرا- كما يبدو من طرحهم- ممن هاجموا الوزير والوزارة لم يطلعوا على تلك المناهج التي جلدوها بنقد غير موضوعي وغير بناء، وفيهم أيضا من ليس لديه ادنى خبرة أو معرفة في قضايا العلم والتعليم..جزى الله وزير التربية كل خير؛ فقد اقال التربية والتعليم من كبوتها، وخلصها من عثرتها المتلاحقة، ولولا إرادة الله سبحانه وتعالى ثم وزيرنا المحبوب لوصلت مهزلة الثانوية العامة عندنا إلى درجة تثي السخط والسخرية والغثيان.. ونتمنى أن تصل يد الإصلاح الحقيقي إلى وزارة التعليم العالي بالمستوى الذي أصابته في وزارة التربية.. كفانا افتئاتا على كل جميل حتى وصل الأمر ببعض فاقدي الذوق إلى أن يعيبوا الورد بقولهم: يا احمر الخدين!!

4) تعليق بواسطة :
24-09-2016 03:16 AM

Thank you for this article. We, in Jordan have a very short and selective memory. Unfortunately, most of us forgot how the Tawjihi became a joke for many years until this minister of education came about. Some of those who attack the minister of education were benefactors of the old corrupt system and that include some who work for the ministry of education. The rest of those who attack the minister of education are among those who are ready to attack anybody and anything

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012