أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الفيصل تكتب...عندما يصبح المواطن رقماً لا غير

بقلم : توجان فيصل
22-09-2016 04:56 PM
الحكومة الأردنية، وما تسمى الهيئة المستقلة للانتخابات ستعتبر أرقام المقترعين إنجازاً لها، وستفسر أية نسبة للمقترعين بما لا يقلل من شأن إنجازها ذاك. ومنذ البداية هي تقول أن مليون ناخب، أي ربع الناخبين، لن يتمكنوا من الاقتراع لأنهم مغتربون. أي أنها تشطب بداية 25% من الناخبين من حساب نسبتها تلك. والشطب بهذا العذر، إن صح الرقم ابتداء، غير دقيق، كون عدداً كبيراً من المغتربين يتواجدون في الأردن في مثل هذه الفترة. وغني عن القول أن الأردني المعوّل على هذه الانتخابات سيعمل على ترتيب إجازته بحيث يكون في الأردن هذا اليوم. ومن خبرتي في عدة انتخابات حين كان لدى المواطن بعض الأمل في تجاوز التزوير التاريخي، أن مغتربين كثراً عادوا تحديداً كي يقترعوا. والبعض، المغترب والمقيم على السواء، جهد فوق ذلك بتولي مهام صعبة بديلا عن زملائه كي يضمن تولي أحدهم مسؤولياته يوم الاقتراع. ولكن تراكم خيبة الظن جعل الناس تحجم عن الاقتراع كي لا تكون شاهد زور أو حتى 'محلّلا'.

ونسبة المقترعين التي ستجيرها الحكومة والهيئة لحسابها باعتبارها مؤشر ثقة في مجريات انتخاباتها، تتضمن أصوات قاصرين سمح لهم بالانتخاب .. وتتضمن من أتيح شراء أصواتهم حد الاعتراف بأنها ظاهرة يستحيل وقفها ..وأصوات 'عشائرية' محسومة لغير ما إيمان بدور الحكومة والدولة، بل ولصالح سلطة كانت قائمة ما قبل الدولة ويفترض بعد ما يقارب القرن على قيام الدولة أن تكون قلصت ثقلها السياسي على الأقل .. وأصوات 'معارضة' أعطيت لقلة ضئيلة من المرشحين الأكفاء الذين لم يمكن منعهم من الترشح.. وأخيراً وليس آخراً، أصوات الأموات! وهنا نتوقف عند ما أورده كاتب من مدينة معان.

الكاتب يسرد كيف دخل على الموقع الرسمي المتاح لمعرفة رقم ومكان الصندوق الذي سيقترع فيه. وخطر له أن يتصفح بعض أسماء المقترعين في محافظة معان، واستوقفه عند فتح الصندوق رقم 54 للإناث، اسم أمّه 'شمسة'، كونه غير شائع، واسمها الرباعي وارد صحيحاً. وأمه متوفاة منذ أربعين عاماً ولم تشارك طوال حياتها في أية انتخابات نيابية. وفي ذات الصندوق وجد العديد من النساء اللواتي عرفهن في بواكير طفولته المتوفيات جميعهن منذ عقود.. وصولا لامرأة باكستانية اسمها 'غلام' وارد سليماً كاملا أيضاً، مع أن الاسم الشائع الذي كان أطلق على تلك المرأة هو 'سورية'. والمرأة الباكستانية، التي تتحدث بلهجة ركيكة تؤنث المذكر وتذكر المؤنث، كانت تعمل بائعة متجولة على البيوت. ويقول الكاتب أن قائمة الناخبات المتوفيات تطول، ويذكر منها أسماء غريبة لعمات وجارات محبّبات لديه منها 'غندورة' و'غزوة'..

هؤلاء النسوة، وغيرهن من الذكور حتماً، سيقترعون جميعهم، وإلا لما جرت المجازفة بإدراج أسمائهن في دوائر انتخابية يسهل فيها تبين من يقطنها، كالمدن النائية والقرى! والمفروض أن قوائم الناخبين جرى تفريغها من جداول دائرة الأحوال المدنية، والمفروض أن تلك الجداول حديثة بحداثة الدائرة التي أخضعت السكان لتنقيح شديد منذ تأسيسها لأسباب سياسية.. بل وجرى إحصاء سكاني في أواخر تسعينيات القرن الماضي انتقد لتدقيقه في الأصول والمنابت حد السؤال عن مسقط رأس الأب والأم، دونما سؤال بالمقابل عمن يعمل ومن هو عاطل عن العمل.. فكيف جرى تناسي مسقط رأس 'غلام'، بل ومدفنها؟ّ!

وهذه الجداول جرى عرضها قبل أشهر، وأعلن أنه يحق لأي مواطن أن يطعن في أي اسم وارد من غير من يحق لهم الانتخاب في كل دائرة، وذلك لكون نقل الأصوات هو أحد أهم أشكال التزوير التي كان يمهد بها لفوز مرشحين بعينهم. وبالفعل جرى اعتراض على أسماء بعض المقترعين، لكن في هذه الحالة لم يعترض أي مواطن ولا حتى مرشح في معان على تلك الأسماء اللافتة جداً في عصرنا هذا.. فمن هم الموعودون بأصوات شمسة وغندورة وغزة وغلام (وبقية أسماء حرف 'غ' وما يليه من أحرف)، أم أن الكل موعود ببعض هذا؟؟ أم هل تمت إضافة هؤلاء لاحقاً بعد عرض القوائم الأخير؟؟ كلها أسئلة مشروعة.

ولكن السؤال الأكثر أهمية هو ما تحويه قوائم الناخبين في المدن الكبرى، بالقياس على هذا. فلتلك المدن أهمية سياسية بدرجة أن يقال أن الانتخابات الجارية هي تحديداً تهيئة لمشهد سياسي، وليس حتى لمعالجة الهم الاقتصادي وفي مقدمته البطالة. والمدن الكبرى (عمان والزرقاء وإربد) سكان دوائرها قد لا يعرف فيها الجار اسم جاره منذ سنوات. وذات تقسيماتها لدوائر خضعت مراراً لتغييرات ناهيك عن الهجرات لها من مختلف أنحاء المملكة نتيجة البطالة المستفحلة .. فكم غزوة وغلام يمكن أن يزعم أنها هاجرت لتلك المدن دون أن تترك مكان إقامتها، أم هل نقول، دون أن تغادر قبرها؟؟!!
الراية القطرية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-09-2016 05:02 PM

واللة الي زيك لازم تسفير على روسيا بس الحق على الي خلا امثالك يطولو على بلدنا لو طلع بايد امثالك تحرقو الاردن ماقصرتو

2) تعليق بواسطة :
22-09-2016 05:09 PM

انا بتمنى على الدولة الاردنية السماح لمعارضيين قطريين بلكتابة في الصحف الاردنية ثاني شيىء لانستغرب من امثال الكاتبة التي تسمي نفسها معارضة وهم بالحقيقة جماعة هدم والذي يستغلون حرية تعبير لتكسير الدولة الاردنية ونهشها وجعلها تلحق مصير الدول مجاورة ....................................................

3) تعليق بواسطة :
22-09-2016 05:34 PM

...............
كيف ستنقذ الوطن
الذين ضَل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا

4) تعليق بواسطة :
22-09-2016 05:39 PM

نعم المواطن في هذا البلد اصبح رقما والتزوير واضح في هذة الانتخابات كما جرى في 2007 وحسبي الله على لجنة المزوريين وهذا ما حدث في الزرقاء بكل وضوح 0

5) تعليق بواسطة :
22-09-2016 06:02 PM

لقد تشكل برلمان الثامن عشر !!! وانتهى الموضوع

6) تعليق بواسطة :
22-09-2016 06:21 PM

مقال غير صحيح لا يوجد اسماء متوفين في الكشوفات تم تسليم اخر كشف متوفين قبل الانتخابات ب 72 ساعه الذين توفو خلال شهر 180 شخص وفيات شهر 8 وشهر 9 وتم توزيع اسمائهم على الدوائر ......

7) تعليق بواسطة :
22-09-2016 06:32 PM

غاب وجاب وين هل الغيبه

8) تعليق بواسطة :
22-09-2016 07:14 PM

.
اليوم في الاردن مافي معارضه مع انها موجوده عند الكثيرين ممن تعافوا من وباء التسحيج والهتافات والعنقره المعارضه موجوده وتنتظر الفرصه لتظهر كيف لا احد يدري ........

9) تعليق بواسطة :
22-09-2016 07:27 PM

......... السيده توجان حريصه على الاردن
....

10) تعليق بواسطة :
22-09-2016 08:35 PM

سيدتي كثير من السحيجه الذين لايرضون روئية الحقيقه يهاجموكي ولكن انت الاردنيه الاصيله التي تخافي على الوطن اكثر من ثلثين النواب الذين نجحوا بهذه الانتخابات المدفوعة الثمن مسبقاً

11) تعليق بواسطة :
22-09-2016 08:35 PM

وانا من حرصي بدور على دولة تدعم توجهاتي الفكرية المناوئة لكينونة النظام بالأردن الذي اراه تبعا وتابعا لدول الجوار القمعية حسب مصلحتي الشخصية.

12) تعليق بواسطة :
22-09-2016 08:36 PM

هل يعقل سبعين الف مواطن صوتوا في عمان ساعه التمديد هل يعقل ربع المنتخبين اتوا بعد ساعة التمديد هل يعقل

13) تعليق بواسطة :
22-09-2016 09:05 PM

صباح الخير باليل ست توجان..يطعمكي الحج والناس راجعة.

14) تعليق بواسطة :
23-09-2016 04:15 AM

من حر الشوب اشرب بارد شو خالحقد الدفين للراية القطرية على الاردن لتصحي هالاصوات النشاز من غيبوبتها
الاردن دولة ديمقراطية وسط غابة دول الملح الاسود يالراية السوداء القطرية

15) تعليق بواسطة :
23-09-2016 04:51 AM

نفسي اعرف كيف الصناديق بتختفي نهارا جهارا والناس والأمن متواجدين والموظفين والناخبين ايضا داخل الغرف

16) تعليق بواسطة :
23-09-2016 03:21 PM

المليون مغترب اللي تسولف عنهم الحكومه اكثر من نصهم كان بالاردن يوم الانتخابات وصوت من يرغب بذلك .فيه اسماء متوفين بكشوفات الاقتراع منهم اخي توفي يوم 11-8-2016 .اذا اعتبرت الحكومه المواطن مجرد رقم فهاذا ايجابي فمهما قلت قيمة الرقم وخانته فله قيمه لكن المواطن صفر يساري باللغه الانجليزيه لا قيمه له بل ينقص القيمه .التجربه الاردنيه ناجحه جزئيا لكننا بحاجه الى وقت للوصول للافضل .الحكومه والنظام لا يريدون احزاب ولا حتى حكومات احزاب لان اتجاهم سيكون الوطن ليس الا وسلامتك .

17) تعليق بواسطة :
23-09-2016 08:13 PM

مع وجاهة طرح الأستاذه توجان الا ان المرحلة تتطلب التقدم خطوه من مربع "النقد الفني" للعملية الانتخابية , الى "فلسفه العمليه الانتخابية واهدافها المطلوبة؟" ,,, يذكر سعادة السفير البطانية ان قالب القانون الحالي يصنع المنتج دون حاجه للتدخًل من احد ," أن المرشحين بحاجه الى فوز القائمه ولكنهم يتنافسون كذلك مع زملائهم في القائمه!؟!؟ " وهي وصفه اخرى من قانون الصوت الواجد ولكن بآثار جانبيه أليمه من الشًك وفقدان الثقة بين المتنافسين وهو ما نلمس آثاره في التوترات الاجتماعية على امتداد الوطن .

18) تعليق بواسطة :
23-09-2016 08:15 PM

أن من السهل تطبيق قوانين تصهر المجتمع حول البرامج الحزبيه الحقيقة, أن الممارسه الأنتخابيه في العالم ذات قواعد معروفه ,"تفرض القوانين عتبة دنيا للاحزاب لدخول البرلمان ,(في تركيا تبلغ العتبه 10% من مجموع الناخبين) , الأحزاب تقوم بدورها بإجراء انتخاباتها الداخليه من أجل ترتيب مرشحيها للقوائم , والناخب بدوره يصًوت للقائمه فقط دون اسماء) .
ان المرحله القادمة تتطلب الأجابه على الأسئله"ما هو المراد من العمليه الأنتخابية؟",,,"وكيف يمكن التعامل مع المحاذير وبناء حياه نيابيه حقيقية مثمرة ؟"

19) تعليق بواسطة :
24-09-2016 12:55 PM

*
لا أعتقد أن من ذهب الى صناديق الإقتراع يقتنع بأن الأموات يستطيعون أن يدلوا بأصواتهم ، فكيف للميت أن يسلم بطاقته الشخصيه وكيف له أن يدقق إسمه في الكشوفات ثم كيف له أن يستلم كتيب الإقتراع ويذهب به الى الخلوه وينتقي الاسماء ثم يودعه في الصندوق وبعدها يغمس إصبعه في الحبر ويستلم بطاقته مودعا ، لانستطيع أن نجزم بأن المتوفي قد أدلى بصوته إلا إذا كان لنا أن نساله ، هل حضرتك رحمة الله عليك صوتت ؟

*

20) تعليق بواسطة :
24-09-2016 10:06 PM


- احيي نضالك ولكن ثبت ان لغة التحليل العلمي لا تؤثر فينا ، فنحن شعب لديه مناعة شديدة ضد جميع انواع للكرامة .

- أتمنى ان اقرأ لك في مواقع وصحف اردنية ( اذا تيسر ذلك ).

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012