بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
29-09-2016 03:02 PM
في مؤتمر القمه العربيه الذي عقد في العاصمه الموريتانيه نواكشوط في الخامس والعشرين من شهر يوليو/تموز الماضي طالب محمود عباس القاده العرب دعمه لتقديم شكوى لﻷمم المتحده ضد بريطانيا ﻷصدار وزير خارجيتها اللورد بلفور وعده المشؤوم لليهود بتاريخ 2/11/1917 اي قبل مئة عام باعتباره السبب في تشريد الشعب الفلسطيني وقيام اسرائيل على ارضه المسلوبه قهرا وبالقوه ، ولسنا ندري هل سيطالب عباس في شكواه بريطانيا باستخراج جثة بلفور صاحب الوعد ليعلن اعتذاره للشعب الفلسطيني وندمه على فعلته أم ليعلن براءته من الوعد وإعﻻن إسﻻمه تكفيرا عن ذنبه ، أو هل سيطالب بريطانيا نفسها باﻷعتذار وإعادة المشردين من الشعب الفلسطيني الى بﻻدهم ، وفرضا ان ملكة بريطانيا بتاجها أعتذرت وأمام العالم باسم بريطانيا للشعب الفلسطيني عن إصدار وزير خارجيتها لوعده المشؤوم ماذا سيجني الشعب الفلسطيني من اﻷعتذار وهل سيجد الطريق امامه مفروشا بالورود لعودته الى دياره ، أم انها وسيلة ضغط سياسيه يمارسها على بريطانيا لعلها تساعده لعودة اسرائيل الى طاولة المفاوضات العبثيه الفاشله وتحقيق حلم الدولتين وهذا من المستحيل ﻷن بريطانيا ملتزمه بالمجموعه اﻷوروبيه الداعمه للمفاوضات ولكنها ﻻتستطيع ممارسة أي ضغط على اسرائيل ﻷنها تعلم جيدا قوة نفوذ اسرائيل على ارضها وفي كل أوروبا وأمريكا أيضا .
أليس من اﻷفضل لعباس ان يتقدم بالشكوى لﻷمم المتحده والمحاكم الدوليه المختلفه والسماح كذلك ﻷبناء الشعب الغلسطيني بتقديم الشكاوي ايضا للمنظمات والمحاكم الدوليه المختلفه صاحبة اﻷختصاص وهذا اصبح من حقهم بعد اعتراف اﻷمم المتحده بدولتهم ضد الكيان اﻷسرائيلي على جرائمه المتكرره يوميا ضد الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتدنيس للمفدسات اﻷسﻻميه والمسجد اﻷقصى وما ارتكب من جرائم إباده جماعيه ومجازر وخاصة في قطاع غزه وجنين والنقب ، أم ان هذه الجرائم يغفر لها التنسيق اﻷمني ويشفع لها اﻷصرار على المضى في نفق المفاوضات المظلم والذي أتاح ﻷسرائيل الضوء الكامل لﻷستيﻻء على اﻷراضي الفلسطينيه في الضفة الغربيه وتشريد أهلها وإقامة المستوطنات عليها .
كان اﻷجدر بعباس ان يطالب القاده العرب بدعمه لرفع شكوى ضد منظمة اﻷمم المتحده نفسها يطالبها بتنفيذ قراراتها التي اصدرتها لصالح الشعب الفلسطيني وحسب صﻻحياتها ودستورها وخاصة القرار رقم 194 القاضي بحق العوده والتعويض للفلسطينيين وهو واحد من مئات القرارات إسوة بالقرارات التي اتخذت ضد العراق وتم تنفيذها خﻻل أيام بموجب الماده السابعه من ميثاق اﻷمم المتحده والتي نفذت أيضا بموجبها القرارات ضد ليبيا بعد ساعات من صدورها ، أم ان طلب الشكوى ضد بريطانيا ليتوه ماتبقى من حلم لحل القضية الفلسطينيه من جديد والعوده بها الى نقطة الصفر الى ماقبل نكبة 1948 في دهاليز اﻷمم المتحده ، أم ان عباس يبحث عن وسيله لدغدغة مشاعر الشعب الفلسطيني في وقت مقبل فيه على اﻷنتخابات وهو يعلم بأن ﻻ أمل له بالبقاء على كرسي الرئاسه في السلطه .