بقلم : نائل أبو مروان
03-10-2016 03:06 PM
خالد مشعل لحظه من فضلك. النقد ليس تشفياً ولا تصفية حساب لكنه طريق إلى الفهم والإصلاح والتدارك وحين نكون مخلصين فيه سندرك أن الحق هو أن نبدأ بأنفسنا ولا نجعلها استثناء ، ولا نتعالى عن هذا الواقع وكأننا أوصياء نقد الذات أمر جيد ونقد الحزب الذي تنتمي اليه أمر رائع لم أكن أرغب في الكتابه في هذا الموضوع لكن ما شد انتباهي هو تحميل حركات الاسلام السياسي في الوطن العربي أنها من كانت ترغب في السلطه والحكم والاستئثار به.
وهذا ربما ظلم ننسبه الى تلك الحركات..اذا عرفنا الطبيعه الكائنه للمجتمات العربيه التي منذ الاستقلال أو تقسيمها الى دول كانت تحت حكم العسكر الذي استفرد في الحكم وبذخ السلطه لعشرات السنوات مما خلق نوع من النفوذ والجاه لتلك لافراد ..وكان ما كان من ثورات الربيع العربي وما نتج عنه.من تصدر الاسلام السياسي للحكم..ونجاحهم في اكثر من بلد..لقد ورثوا حكم ودوله ينخرها الفساد في جميع الدول..التي شاركوا في الانتخابات بها ونجحوا..مثل مصر وتونس وليبيا.
منذ اللحظه الاولى لتسلمهم الحكم وهم يحاربوهم..بجميع الوسائل..لان مؤسسات الدوله بيد النخب التي انتجها حكم العسكر.شعرت في الخطر القادم على مصالحهم ونفوذهم.هم لن يسمحوا لأي كائن كان حتى لو لم يكن اسلامي وقادم من قبل الشعب أن يسمحوا له في اخذ ما يعتبروه مكسب لهم..لقد أخطأ الاسلاميين عندما وثقوا في العسكر وعتقدوا أن الشعب هو الضامن لهم ضد أي محاوله للانقلاب عليهم..لقد احتمى الاسلاميين بالشعب المنهك الغير قادر على حماية نفسه وليس حماية رئيس أو حكومه منتخبه.ونحن لا نحمل الشعب أكثر من طاقته.كان الاصل أن لا يشارك الاسلام السياسي في أي انتخابات .
لكن بما أن الامر قد حدث..أصبحت المواجهه حتميه بين قوتين العسكر والاسلام السياسي.والاثنيين ليسوا في الامر السهل لتمرس الاسلاميين وخاصه الاخوان المسلمين في العمل الخيري والدعوي ووجود عناصر لهم ومؤيدين من الملايين من الشعب .وكذلك قوة العسكر العسكريه.الاثنيين الان يخوضوا حرب مستعره.كل طرف فيها ينزف والوطن ينزف أكثر.وما نشاهده في مصر.يؤيد هذا الكلام..وما ينطبق على حماس ربما الوضع مختلف.عن الدول الاخرى لان فلسطين ما زالت تحت الاحتلال ولا يوجد تلك النخب الموجوده في الدول الاخرى وان وجدت تكون في طور التأسيس لم يكتمل نموها.نقد الذات رائع ، ولكننا نستخدمه أحياناً في غير محله ، نستخدمه لتعثير المشرط الذي يتخلل جراحنا ويضعنا أمام أخطائنا وعيوبنا وجهاً لوجه .
ما حدث في فلسطين أمر غريب عجيب لقد حاولوا انزال حماس عن الشجره والمحاوله في ادماجها في العمليه السلميه واشراكها به.من خلال اشراكهم في المجلس التشريعي الذي هو في الاصل من نتائج اوسلو الذي ترفضه حماس.وكان ما كان وما لم يكن في الحسبان نجاح حماس وكتساحها المجلس التشريعي مما خولها في تشكيل الحكومه. هنا في الذات شعرت حماس أنها في المصيده وأن تشكيلها للحكومه لا بد عنه في التعامل مع الحكومه الاسرائيليه فحاولت حماس من الهروب من هذا الوضع عن طريق اشراك أي عضو في المجلس التشريعي كان من حزب أو مستقل لكي يتم تشكيل الحكومه بعيد عن عناصرها فلا تقع في المحظور.
فتم محاصرتها والرفض من الجميع لتكون وحدها من يحمل هذا العبيء وتشكل الحكومه وحدها..وهنا كانت مصيبيتها بين موقفها الحركي ومبادئها في تحرير كامل فلسطين هو أمر شرعي ديني قبل أن يكون وطني وبين القبول في جميع ما تم الاتفاق عليه في اوسلو بما أنها تشكل حكومة من نتائج اتفاق اوسلو وكان ما كان من حصارها من جميع العالم حتى توافق على الاعتراف في اسرائيل وجميع بنود اوسلو التي اصبحت حماس بحكم الواقع هي من تحمل لوائه.
لهذا حماس من البدايه وقعت في الفخ ولم تقدر الخروج منه وكان ما كان من أن تأخذ الحركه موقف وهو الهروب الى الامام والدخول في صراع مع الاجهزه الامنيه وحسم الامر في غزه لصالحها والتمترس خلف موقفها والرمي في اللوم على فتح وعلى السلطه أنها من تقف في وجه حكومتها المشكله ووضع العراقيل لأنجاحها.. المسئوليه تقع على حماس وقبولها في الدخول في معترك اوسلو وهي من تتحمل تبعيات هذا القرار والشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ليس له علاقه.
خالد مشعل حاول أن يرمي في اللوم على الاسلاميين أنهم لم يكن لهم درايه في الحكم وأنهم كان الاولى لهم أن يشاركوا الجميع في الحكم.لقد خلط خالد مشعل بين الاسلاميين في الدول العربيه وحماس رغم اختلاف الوضع والمكان بين دول مستقله وفلسطين المحتله كان الاولى ان يكون الاعتراف أننا نعترف أننا وقعنا في الفخ وأن حماس تتحمل كافة المسئوليه .نحن لسنا ضد حماس أو غيرها لكن نحن نقف مع الجميع لان حماس مثل فتح مثل أي تنظيم كلنا أبناء وطن واحد ليس لنا وطن نتوجه اليه غير فلسطين.لكن اذا اردت أن تحترمني عليك في أن تقول ما حدث . ليس العيب أن أقول أنا هنا اخطأت لكن علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا ونوضح الامور بمسمياتها..حماس وقعت في الفخ والشعب والوطن يتحمل هذا الامر كما حدث مع فتح ودخلت في متاهات اوسلو سنكون سعداء حين نشرح معاناتنا وعدم إلقاء اللوم على الآخرين أو هناك خطأ تكتيكي وليس استراتيجي بحجم وطن، من الخذلان أن نحاول تمرير رسالة هادئة مفادها أننا (ربما) نتحمل بعض المسؤولية والخطأ التكتيكي !.......رفعت الجلسه.... نائل ابو مروان كاتب وناشط سياسي magdnoor@outlook.com