أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


على الحائط لوحة خنجر !

بقلم : علي الحراسيس
11-10-2016 03:04 PM

كان ان التقينا مجموعة من الشباب من أبناء حي الطفايلة في منزل احد الإخوة من ابناء الحي وبحضور نخبة من وجهاء الحي يتقدمهم وزير داخلية سابق ونائب حالي وامين عام وزارة سابق وبعض العسكريين والنخب من ابناء الحي ، دار حديث حول العنف وأسبابه واطلاق العيارات النارية والأضرار بالناس باعتباره حديث الساعة بعد ان طوينا ملف الإنتخابات النيابية ..

اتفقنا على أن الحد من العنف ومقاومة تلك الظاهرة المرتبطة بعدة وسائل منها أن التنشئة والتربية والمدرسة والتكنولوجيا ممكن ان تؤدي دورا في مقاومة تلك الظاهرة وإنهائها ، الى جانب دور وتأثير غياب الرقابة والمحاسبة من قبل الدولة لمثل تلك المظاهر التي ادى غيابها الى استفحال ظواهر كثيرة منها العنف واطلاق النار وانتشار مظاهر المخدرات ..

كنت استمع لمكا يدور وبنفس الوقت اراقب لوحة خشبية معلقة على جدار الحائط تضم خنجرا وقد انسل من غمده اجتهد صاحب المنزل بتعليقها على جدار الغرفة لارتباطها بإرث وقيم وبداوة يصعب التخلص منها بسهولة ، فشاركتهم بمداخلة قلت لهم فيها :

محاربة العنف يبدأ حين نتوقف عن التباهي بصور السلاح وجعله لوحة يراقبها الأطفال كل صباح ومساء مثل هذه اللوحة ! ، نحارب العنف حين نتوقف عن شراء العاب المسدسات والبنادق المضرة للأطفال في افراحهم ، فارتبط الفرح بالنار والقتل والإزعاج ..

نتحدث عن تنشئة وإرث علينا إعادة النظر فيه من خلال مراجعة حقيقية لبعض موروثاتنا الشعبية والقيمية والثقافية التي تجعل الطفل يتعلق بالسلاح منذ نعومة أظفاره .

نتحدث عن محاربة العنف حين نتوقف عن منح الأسلحة تلك كهدايا ومنح وعطايا يمارسها حتى الكبار وخاصة بين العسكر أنفسهم .

نتحدث عن محاربة العنف حين نسمح لأطفالنا ونسائنا بالحوار والمشاركة وابدا الرأي وتقبله حتى لو كان مخالفا لنا.

نتحدث عن محاربة العنف حين نفتح قنوات الإتصال بين الجميع داخل الأسرة ، بحيث لايخشى الطقل او الشاب او البنت ان تبدي رأيا فيما يهم العائلة ..

بناء الثقة والمحبة واحترام الرأي الأخر هي عوامل بناء ايجابية لمحاربة كل مظاهر غير سليمة كالعنف والكذب والخداع والسرقة وغيرها ..

اعتذرت من صاحب المنزل لتلك المداخلة لكنني آثرت ان ابدأ حديثي بتلك اللوحة التي كنت اتمنى لو كانت لوحة مختلفة ملونة تريح النفس حين النظر اليها بعيدا عن مشهد الخنجر وما يرتبط به ،واعتقد أنه وافق على الفكرة وسيستبدلها بلوحة للحياة والشمس والربيع والكائنات الجميلة ..


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-10-2016 03:00 PM

تحية حب واحترام للاستاذ علي
للاسف ، دخلت علينا ظاهرة العنف بكل اشكاله ،وصولا للقتل الذي يكاد لا يخلوا اسبوع دون جريمة قتل رغم علم القاتل ما يتبعها من كوارث عليه وعلى اسرته وكامل عائلته والمحيط.
بتقديري ان سبب ذلك يعود الى عدة اسباب تبدا من الاب والام اذكرها كنقاط :
1.البعد عن الله بالمطلق باصرار وقوه ، حيث اقتنعنا ان الصلاة والصيام هما الدين فقط .قطعنا الرحم ، والاخوه ، فترى القطيعه بينهم ، بل وتربية الابناء على كراهية اعمامهم واولادهم ، حيث ان كثيرا وجدا لا يعرف الابناء ابناء عمومتهم

2) تعليق بواسطة :
12-10-2016 03:09 PM

2. منعنا لغة التسامح ، فاي هفوة نبني عليها العداء والحقد مع اقرب الاقربين والذي هم معهم تحصل اصلا الخلافات حسب طبيعة الحياه .
3. امتلأت القلوب بالحقد والحسد ونسينا ان الله هو الرزاق .
4. نركض خلف الفشل ونتمسك به خلف مبررات نكررها باننا لسنا محظوظين او هذه رزقتنا .
5. فقدنا لغة التخاطب مع الابناء فترى العائله الصغيره لا نقاش فيما بينها بانشغال الجميع بالهواتف .
يقول الله "ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض "
فاين نحن من هذا ؟.
لنتق الله وندعوا للتسامح والحب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012