د.احمد عويدي العبادي يكتب: احذروا مشروع الدولة المدنية فانه الأخطر علينا من الاحتلال
بقلم : د .احمد عويدي العبادي
22-10-2016 09:03 PM
لا يوجد بلد في العالم يتحول وأهله الى حقل تجارب مثلما الحال الذي عليه الأردن، ، حيث يتم اسدال ستار دخاني للتغطية على ما سبق من الفساد والافساد ، تحت أصوات السحيجة وكتاب التدخل السريع .
فقد طرحوا منهج الخصخصة سابقا على انه النهج القويم للتطور والتغير والعصرنة، وجاءوا بمراهقين ولصوص ومغامرين لا يربطهم بالأردن الا جواز السفر المعطى لهم رغم انوفنا بغير حق، وتم بيع البلاد والعباد .
وجاءوا بإقامة إقليم العقبة الخاص وضاع الميناء واراضي العقبة وتضخمت ثروات الفاسدين على حساب دماء الفقراء والمساكين، وجاءت عصرنة بعض المؤسسات ومن خلالها تم قبض العمولات وتدمير تلك المؤسسات، وتضخمت وتضاعفت المديونية وصار الأردن مكبا للنفايات البشرية باسم القومية والإنسانية وحسن الضيافة ؟؟؟؟
وجاء تطوير المناهج لإلغاء الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والخصوصية الأردنية القائمة على التراث والهوية والشرعية الأردنية الوطنية والدينية والاجتماعية، وهب الماسونيون والمتصهينون والالحاديون والانتهازيون ومن في قلوبهم مرض والقابضون على الكراسي، للدفاع عن الغاء الآيات على انه تطور الى درجة انهم بحثوا عن اسم لميس في التاريخ فاخترعوا انها موجودة بدلا من فاطمة بنت رسول الله وعائشة ام المؤمنين رضي الله عنهن .
ثم جاءت المديونية على انها قدر سببه فقر بلادنا رغم انها اغنى بلدان العالم بالموارد الطبيعية، والقوى البشرية لكنها الافقر في أصحاب القرار وإدارة الدولة والقرار السياسي لأنه ليس بأيدي أهلها. وربما من الاغنى بالفاسدين واللصوص والمفسدين .
جاءت المديونية وفشل الدولة في ضوء إعادة الانتاج المستمر والمتكرر للفاسدين جميعا العجوز منهم والمراهق، من وصل الى أرذل العمر ومن لا زال يزهو بعمره، من اكل الدهر عليهم وشرب ومن أكلوا الدهر وشربوا فلا شبعوا ولا رووا، وهم وجوه الشؤم وما يطلون في إعادة انتاج جديد الا وتتبعهم الكوارث بما فيها انحباس المطر.
وتم تعيين أشخاص في المناصب العليا لا تنطبق عليهم المواصفات والمؤهلات، وهكذا دواليك وستبقى الأمور على حالها إذا لم تقم الدولة الوطنية الأردنية. انها كرة يتقاذفونها لا تخرج من بينهم وهم على خلافهم الظاهري متفقون متحدون في مجالس الانس .
ثم نأتي الى ثالثة الاثافي وكارثة الكوارث وهي القضاء على المثلث الراسخ المقدس سياسيا عند الأردنيين وهو: الوطنية الأردنية، والشرعية التاريخية بما فيها شرعية التراب وأبناء التراب، والهوية الحقيقية التي بناها الأردنيون عبر عشرات ومئات القرون بالدماء والتضحيات.
واراد الأعداء في الداخل والخارج ضربها وكان اول مسمار في النعش الغاء الديانة من الهوية لان الديانة جزء من ووطنيتنا وهويتنا وشرعيتنا، وفيما بعد سيلحقه الغاء العشيرة لان العشيرة هي البعبع الذي يخيف المتصهينين والفاسدين والمفسدين والمرتزقة والغرباء ومن ليسوا أبناء الهوية والشرعية والوطنية وكل من باع نفسه للشيطان من أبناء العشائر وتنصلوا منها الا من الاسم لم يتنصلوا. وهذا سيتم طرحه لاحقا، والعشيرة جزء من وطنيتنا وهويتنا وشرعيتنا.
ثم يتزامن طرح جديد مع الطرح الصهيوني عن يهودية الدولة والذي يعني طرد العرب من المسلمين والنصارى من فلسطين من البحر الى النهر، وترحيلهم الى الأردن، مقابل ترحيل الملايين من السوريين الى الأردن وهو ما تم منه وما سيتم .
المخطط هو ان يتحول جميع هؤلاء الى مواطنين أردنيين تحت مسمى مدنية الدولة حيث سيتم الغاء اسم الأردن، وستكون مدنية الدولة ضمن مخطط اسدال الستار على قضية فلسطين، وتحقيق الدولة الدول العرقية ولا أقول الدولة الواحدة في سوريا، وبالتالي فانه لا بد من عنوان جديد للأردن يتم بموجبه نسيان الهوية الفلسطينية والسورية مقابل طمس وإلغاء الهوية الوطنية الأردنية.
وتضيع فلسطين للصهاينة او للدولة اليهودية، وسوريا للدول العرقية حيث ستكون حوران جزءا من الدولة الدرزية الممتدة على الحدود الأردنية وحيث ستكون سوريا أربع دول عرقية او أكثر .
وبموجب مخطط مدنية الدولة فانه سيتم تخصيص غور الأردن وتحويله الى ملاذ امن يتم تجمع الفلسطينيين فيه بموجب مشروع كريب الذي لم يعد سرا ومنشور في مواقع خارجية كثيرة، وبموجبه ستتم إعادة توطين ملايين الفلسطينيين بمحاذاة نهر الأردن شرقا باعتبارها في العرف الصهيوني وعرف المتصهينين شرقي فلسطين وليس شرقي الأردن.
وبالتالي فانه ليس بعدها من حق أحد ان يتحدث عن القضية الفلسطينية ولا السلطة الوطنية الفلسطينية التي سترحل الى الأردن أيضا وستندمج في الدولة المدنية الجديدة التي لن تحمل اسم الأردن ولا فلسطين ولا سوريا ، وستكون الوحدة بين السلطتين الفلسطينية وهاته التي في الأردن على ارض الأردن بموجب الدولة المدنية .
امام هذا فان هذه المشاريع الخطيرة على الأردن وفلسطين وسوريا ودول مجاورة ستلحق، فإننا امام مفترق طرق:
1 = اما المباركة والتمهيد وتهيئة الحاضنة والملاذ الامن لهذه المخططات، حينها لا بد من إقامة الدولة المدنية بالأردن التي يتساوى فيها الجديد والقديم والأردني والفلسطيني والسوري مع الغاء أسمائهم الوطنية، وحينها سيتم سحق اهل الأردن وهويتهم وشرعيتهم وإلغاء الهوية الفلسطينية، وهذا هو الهدف من اقامتها الذي تباركه الصهيونية والماسونية العالمية والقوى الاستعمارية. وهو ما نراه ولا نتمناه.
2 = واما إقامة الدولة الوطنية الأردنية التي تقاوم وترفض المخططات الصهيونية وتحافظ على الأردن وهويته وشرعيته وتحافظ بالتالي على فلسطين العربية وعلى الدولة السنية في سوريا، ولا تدخل في المؤامرات والتآمر على الذات والجوار .
امام هذا فإنني استغرب كيف يسحج الكثير لمشروع الدولة المدنية التي هي مؤامرة ثلاثية كبرى على الأردن وفلسطين وسوريا. ولكنه عنوان جميل مثلما هو عنوان تطوير المناهج الذي ألغي الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة، ومثلما هو اصدار البطاقة الذكية التي الغت خانة الدين وستلغي خانة العشيرة فيما بعد ، عناوين جميلة براقة لكنها قاصمة الظهر.
ان هذه العناوين البراقة هي الكارثة بعينها فاحذروا مشروع الدولة المدنية فانه الأخطر علينا من الاحتلال بل هو تتويج له، وان الحديث عن العدالة وتكافؤ الفرص وحقوق الانسان ما هي الا عناوين مكتوبة على سحاب متحرك في السماء، وان الحل لتحقيقها هو:
إقامة الدولة الوطنية الأردنية التي تعطي كل ذي حق حقه ضمن أولويات اهل الوطنية والشرعية والهوية وليس ضياعهم .
ان الدولة المدنية بالأردن تعني ضياع الأردن والاردنيين فضلا عن ضياع فلسطين وسوريا، وهو الفصل الأخير فاحذروها وان غدا لناظره قريب .