التين والطين والجين والدين .. والجن
بقلم : سامي الاجرب
26-10-2016 03:02 PM
ومازالت العقول تبحث عن حقائق الأمور الكونيه , والوقائع الحياتيه , وإسرار ومنطقية الوجوديه وفي هذه المقالة المطولةِ , قد تتعب القاريء لكنها بما فيها من علوم ومعارف ستجعل منه عالم بأسرار خفيةٍ غير مطروقه سابقا , للمرةِ الأولى سيواجهها وتشعل في نفسه مشاعل نور لا تنطفيء وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوج الجنة , وكلا منها رغداً حيث شئتما , ولا تقربا هذه الشجرةِ فتكون من الظالمين . في إطار هذه الخماسيةِ , الطين , والتين , والجين , الدين , والجن , كان آدم وحواء عليهم السلام ونسلهم من بعدهم وليوم الدين , يدورون في فلك هذه الخماسية , لا فكاك منها والتحرر من قيودها ونتائجها وتداعياتها ومضاعفاتها المحكمه . وقد إشتركت بكل تأكيد هذه الخماسيةِ بتشكيل الإنسان وعواطفه ومشاعره وسلوكياته أثناء مسيرته الحياتيه , هذه الخماسية التين والطين والجين والدين والجن , هي تطابق في طباق عجيب خماسية الفرد الإنسان , وتتكون خماسية الإنسان من خمسة أجزاء , الرأس , اليد يمنى , واليد يسرى , الرجل اليمنى , والرجل اليسرة , وهذه الأعضاء الخمسة في الإنسان تلعب الدور الرئيس في عناء وشقاء وسعادة الإنسان من بني آدم وحواء , وذلك من يوم الخلق الأول لآدم وحواء عليهم السلام , حتى آخر إنسان سيلد على الأرض في مسيرة الحياة البشريه ,كما بدأ آدم من الطين والجسد وأعضاءه نبدأ البحث في ما قبل التكوين . ونسأل أحقا جاءت من صلب آدم ..؟! لنرى الآية , خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار , سورة الرحمن 14 الآية , ومن صلصالٍ من حماً مسنون , سورة الحجر 26 الآية , وإنا خلقناهم من طينٍ لازب , سورة الصافات 11 ومن هذه الآيات المقدسةِ التي جاءت لنا في القرآن الكريم , عن رب العرش العظيم , ندرك من الوهلة الأولى أن آدم قد خلق من طينٍ لازب , والطين الازب هو التراب الرملي المخلوط في التراب الكلسي الأبيض , وبعد عجنه وتصنيعه يصبح الطين الازب , ويشبه العجين في التماسك واللين وسهولة التشكيل , وفي النظر لصانع الفخاريات فذاك ما بين يديه هو الصلصال , وبعد شواءه في الفرن يصبح الصلصال كالفخار , أي فخاري ذو صوت إن طرق الطارق عليه , ومن الفنانين من يطبل عليه في الحفلات الراقصه والغناء . وهذا الطين الازب يتصف عند التصنيع باليونته وسلاسته وتماسكه وإندماجه متحد العناصر والمكونات , والطين المصنع من الرمال والتراب الكلسي بألوانه الغني بمكوناته مثال , الكالسيوم , بوتاسيوم , صوديم , كلوريدات , كبريتات , بيكربونات , وهناك الكثير من المواد الأقل نسب مما ورد وجاء هنا , وهذا الطين من أين جاء ليتشكل منه عظام آدم أولا وجسده ثانيا ثم مكونات جوفه ثالثا , كون آدم خلق وتشكل وتصنع على مرحل ثلاثه [ وليس على مرحلةٍ واحدةٍ كما هو موروث ثقافيا لدى العامه ] سنتحدث عن هذا تباعا . فهل جاء هذا الطين من الجنه ..؟! او من مكان آخر كالنجوم والكواكب والأقمار والشموس , ومن مجرات السماوات السبع , هو الله جل جلاله جاء بهذا الطين من نجم يدعى الأرض , فالأرض هي النجم الوحيد من بين نجوم السماوات السبع التريليونيةِ , يوجد فيها الماء , وكانت الآية , وخلقنا من الماء كل شيءٍ حي , ثم ماذا لو خلق الله جل جلاله آدم من طين الجنه , نعم لو خلق الله سبحانه وتعالى آدم من طين أو تراب الجنه , فهذا يعني الخلود والعيش الدائم بالجنه , لكن الغاية أن يُخلق من تراب الأرض ’ ليسكن الأرض كسكن مؤقت , أو كسكن مستأجر مدفوع الأجر , فلا سكن مستأجر بلا أجر مادي أو معنوي , وآدم وحواء ونسلهم من بعده عليهم دفع إجرة سكن الأرض وهو , الآية ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون , فوجودهم بالأرض للعباده والخطيئه , وخير الخطائون التوابون , وهذا يعني يا بني آدم إنها دعوة من الله العلي العظيم عند الخطيئه فهناك باب التوبة والمغفرة مشرع لكم , المهم العودة إلى الله الرحمن الرحيم , وعلى الإنسان في هذه الحالةِ العبادةِ لدفع إجرة سكن الأرض والأكل من خيراتها الوافرةِ وقد أوجد الله ذو الجلال والإكرام الماء في الأرض , الآية وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي , الماء لأجل الأحياء لتحيا عليها دون ثمن بإستثناء آدم وحواء ونسلهم فهم المراد أن يدفعون الثمن من خلال العباده . وآدم وحواء ونسلهم , إن شربوا من الماء فهي تغذي أجسادهم ودمهم وعقولهم وتعطيهم الصحة والعافية والديمومةٍ , ولقد خلقت الأرض بما تحتوي من ماء وهواء وغذاء ودفء , لتكون بيت أو دار أو منزل عريسين , أولئك العرسان الجدد القادمون لها قريبا , وهم آدم وحواء , وهذه الأرض بمواصفاتها ومكوناتها متعددة أنواع التربه , منها الرملي والكلسي والطيني الأحمر اللزج والغباري والكثير من الانواع , وهناك أيضا الكثير من الألوان , البيضاء والسمراء والحمراء والصفراء والخضراء والزرقاء والبنيه والخ من الألوان حتى الذهبيه والنحاسيه والفضيه والحديديه السوداء , فمن هذه التربه الرمليه الفاخرة متعددة الصفات والأجناس , أنظروا صانع الزجاجات الرمليه التي تباع على شواطيء العقبه وبعمان وفي الدول السياحيه , كيف قام الفنان في تعبئة تلك الزجاجات برمل ملون , وجعل للرمل قيمة وبهجة وروئعة وجاذبية تجذب المشتري لإقتنائها , ذاك الفنان من أين جاء بتلك الأفكار , للحقيقة كل ما يوجد في عقل الإنسان هو زرع بجين وجينات الإنسان من يوم خلق آدم من التراب الطين اللازب . فأخذ الله جل جلاله في علاه منها بمقدار تشكيل الهيكل العظمي لآدم عليه السلام , لتبدأ المرحلة الأولى لعملية خلق أي بلغتنا الحديث الصناعية تصنيع أساسات جسد الإنسان التي سيتم عليها غمر ونمو اللحم في المرحلة الثانيه وهو الهيكل العظمي , تماما كما يقوم البنائون في بناء البيوت والعمارات , تزرع وتنصب القواعد والأعمدة , ثم تتم عملية بناء الجدران وهو الكساء , ثم يصب السقف , أو يُستر في المواد الأخرى كألواح الزينكو والأخشاب أو الأغصان والأعشاب , وما جاء للإنسان من إبتكارات أو إبداع في مخيلته اومن ذاته أو من العدم , (نعم فقد زرعت بجيناته يوم خلق آدم عليه السلام ) , وما أشكال والوأن البشر إلا لأن تربة او طينة الإنسان هي في الأصل ملونه , وما قبول عظام ودم الإنسان بشرب الماء الغني في الأملاح المعدنيه , إلا لأن عظامه وجسده خلقت وصنعت من ذات المواد , حتى يحدث ويتم التمثيل الغذائي بالجسد والإندماجيه والتوحد معا , والمواليد التي تلد هذا أبيض وهذا زنجي وهذا بني وهذا أصفر , فهي من تلك الجينات التي تواجدت من يوم خلق وتشكيل وتصنيع عظام آدم من تربة وطينة الأرض . لندع آدم وشأنه ونلتفت ماذا جرى لتلك التربة الطينية الازبه, وكيف ..؟! وأين ..؟! ولنخرج من أقطار السماوات والأرض التي بدأ الإنسان يتعرف عليها ويحلل أسرارها ورموزها وطلاسمه إلى هناك ما وراء السماوات السبع ماذا يوجد هناك ..؟! أتوجد الجنة والنار فقط ..؟! أو هناك ما هو الأعظم والمهم والأهم والأشمل , نعم هناك أيضا خمسة كواكب عملاقه , كل منها يتسع للسماوات والأرض , وهذه السماوات والأرض بالحجم والعظمة للحقيقة لن يتصورها عقل إنسان , إنما سأجعل عقل الإنسان يتصورها ببساطه , وهو إن جئنا بأرنب ووضعناه ببالمحيط الهادي , فما حجم الأرنب للمحيط , الشيء البسيط جدا جدا جدا . وهذه الكواكب الخمسة ما وراء السماوات السبع , كل منها يتسع للسماوات والأرض , أما ما هي تلك الكواكب الخمسة . أولا ** عرش الرحمن والتي تحدثت عنه سورة البقرة , وآية الكرسي , التي تنص , أن عرش الرحمن وسع كرسيه السماوات والأرض , كما تتسع لكوكب النار , وكوكب الجنة , وكوكب ساحة الحشر القيامه , وكوكب سدرة المنتهى , وكل الكواكب والنجوم التي خلقت والتي لا تقدر بعدد فعلي , بل تخميني , خلقت كروية الشكل , تدور في محورها , وتدور في فلكها , إلا عرش الرحمن جل جلاله خلق مسطحا وليس كرويا , والآية 17 سورة الحاقة , ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية , لهذا فعرش الرحمن منبسط ومسطح ودونه الكون ككل كجناح بعوضةٍ في الحجم والوزن والقيمة . وقد تحدثنا في مقالاتنا سابقا وكتابنا بكتابنا القوة الشمولية بنقض الجاذبية الأرضيه , أن هذا الكون بعظمته لا يعجز أو يرهق أو يتعب الله جل جلاله , ولا يؤده حفظهما أي لا يتأثر بحفظهما الله وهو العلي العظيم, والسبب لوجود القوة الشموليه التي سُخرت بأمر الله العلي العظيم في إدارة الكون العظيم . ثانيا ** كوكب النار .. وهي التي خلقت من القلم وما أدراك ما القلم , وعرضها كعرض السماوت والأرض , ولأنها كوكب كرويةٍ دائرية الشكل فليس لها طول , وإن وضعنا السماوات والأرض بداخلها فهي ستكون كما الأرنب بداخل أو بجوف ناقلة بترول . ثالثا ** سدرة المنتهى .. وخلقت بعد خلق النار , وهي أيضا بحجم أكبر من كوكب النار والجنة والحشر , وكوكب سدرة المنتهى تتسع بجوفها كل من كوكب النار والجنة والحشر والسماوات السبع والأرض , وتكون تلك الكواكب بجوفها كأرنب في البحر الأبيض المتوسط , وهي الكوكب المحظور , وتقع تحت عرش الرحمن , وتقف عليها الملائكةِ المخصصةِ لحمل عرش الرحمن تسبح بحمد الله الواحد الأحد , ولم يصلها آدم عليه السلام , والوحيد الذي وصلها هو نبي الإسلام العربي محمد صلى الله عليه وسلم , يوم الإسراء والمعراج , ليستمع من الله جل جلاله كيف تكون صلاة المسلمين , وهذا تكريم للإسلام , وموسى النبي تم تكريمه على جبال سيناء وحصل على التوراة , وإستمع لصوت الله جل جلاله , وكان تكريم السيد المسيح بأن خلقه بروح من الله مرسله مع رسول الله عزوجل جبريل عليه السلام , لكنه ليس كما يشاع مسيحيا أنه إبن الله العلي العظيم , حيث أن آدم خلق من روح الله أيضا , وكلاهما خلق من طين لازب , وآدم لم يولد مع الدم خلافا للسيد المسيح عليهم السلام ولد مع الدم وتغذى من الدم وحليب أمه مريم عليها السلام , هنا فمن منهم أبناء الله ..؟! لا أحد , ثم إن إبن الله يجب أن يتصف بصفات الله جل جلاله , وكلاهما لا يتصفون بصفات الله فهذا من التراب وذاك من التراب . والله نور السماوات والأرض , فكيف يلتقي النور والضوء والإشعاع والسناء , بالتراب الأرض اللازب . وكيف نقارن بين الثرى والثريا غير ممكن . رابعا ** كوكب الجنة .. وقد خلقت الجنة, وعندما تقول الآية عرضها عرض السماوات والأرض , فهي كما والنار وساحة الحشر , ليس لهما أطوال , فمن الشرق للغرب ذات المقياس , ومن الجنوب للشمال بذات المقياس , وهكذا لمن يسألون كم طول الجنة أو النار , فليس لهما أطوال كونهم كروية الشكل والتكوين , ثم سيكون الأرنب بداخلها كما ببطن ناقلة بترول عملاقه , وتلك الناقلة بالبحر الأبيض المتوسط . رابعا ** كوكب ساحة الحشر .. وهذا الكوكب كروي الشكل كما سدرة المنتهى والنار والجنه , وذات سعةٍ تتسع أيضا للسماوات والأرض , وكما الأرنب في بطن ناقلة البترول , وهي كوكب أيضا مسكن الملائكه التي تسبح بحمد الله بكرة وأصيلا من الدراجة الثانية , وهذه الملائكة من العدد الهائل تتجاوز عدد نجوم السماوات السبع والأرض بأضعاف , ولهم دور في يوم القيامه يوم الحشر , وإنشاء الله سنكتب عن هذه الكواكب الأربعةِ , والنشأة الأولى لها من نشأة القلم , وللعلم القلم هو أول من خلق من كن فكان القلم , لنترك موضوع القلم والعدم فهو أكثر تعقيدا , مما نحن بهِ حاليا من المعقول والمقبول للعقل البشري . أما عن كيفية ترتيب الكواكب الأربعة , ما وراء السماوات السبع والأرض , وهي على النحو التالي * * * كوكب سدة المنتهى , تقع تحت عرش الرحمن مباشرة , أو دون عرش الرحمن بعشرة تريليون تريليون تريليون من السنوات الضوئية , وقد يكون أكثر لكن هذا الرقم هو للتخفيف على قدرة العقل لإستيعاب الصورة التصورية العامة . وهي في حراك محوري , وحراك فلكي تحت عرش الرحمن * * * كوكب النار , وهي تقع على يسار الله جل جلاله , تحت ودون وتحت سدرة المنتهى بخمسة تريليون تريليون تريليون سنة ضوئية , كما أنها تدور في محورها وفي فلكها دون عرش الرحمن * * * كوكب الجنة , وهي تقع على يمين الله العلي العظيم , وتحت اودون سدرة المنتهى , وذلك بخمسة تريليون تريليون تريليون سنةٍ ضوئية ٍ, كما أنها تدور في محورها وفي فلكها دون عرش الرحمن * * * كوكب ساحة الحشر أو يوم القيامة , هو بحجم النار اوالجنه , ويقع الكوكب في المنتصف بين الجنة والنار , ويشكل ثلاثتهم مثلث متساوي الأضلع , وفي حراك دائم محوري وفلكي تحت كوكب سدرة المنتهى , وهذه الكواكب الثلاثة كحجم حبات الرمان في سدر نحاس بقطر عشرة أمتار , وسدرة المنتهى والنار والجنة وساحة الحشر , والسماوات السبع والأرض تحت عرش الرحمن , كجناح بعوضه في الحجم والوزن والقيمة , وهنا كانت الفقرة الأخيرة من آية الكرسي من سورة البقرة تقول , ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم , أي لا يأرقه قط حفظ تلك الكواكب والنجوم السماويه ومخلوقاتها , أنظر عمليا دون الكرسي الذي تجلسون عليها ودونه جناح بعوضه , هل يزعج أحدكم حفظ ديمومة وبقاء جناح البعوضه تحت الكرسي الجالسون عليه ,وهكذا أصبح لدينا صوره تصوريه عن أحجام هذه الكواكب العملاقه الهائلةِ الرهيبةِ , لنذهب لكوكب ساحة الحشر لنرى من المعجزات ساحة الحشر وما أدراك أيها الإنسان ما ساحة الحشر . من هنا بدأ الإنسان من خلال قيام آدم في ساحة الحشر , وإلى هنا ستأتي ذرية آدم وحواء يوم الحشر العظيم , والتي بدأت من الخماسية , الطين , والتين , والجين , والدين , والجن . وهذه الكواكب الخمسةِ أيضا , عرش الرحمن , النار , وسدرة المنتهى , والجنة , وساحة الحشر , وهذا جسد الكائنات الحيه الخماسية من إنسان وحيوان وطير , إذ يعتمدون على خمسة أجزاء أو الاطراف , في ساحة الحشر التي تقع بين الجنة والنار , بمساحتها التريليونيةِ , منزل ملائكة السماء العابدون لله بكرة وأصيلا من الدرجة الثانيه , وهؤلاء وظيفتهم إستقبال آدم وحواء ونسلهم يوم العودة للسماء من حياة الأرض التي إنتهت يوم الدينونه ويوم القيامه . = المرحلةِ الاولى لخلق آدم عليه السلام في ساحة الحشر . ففي منتصفها , وعلى الخط الفاصل بين حدود الحراره الذي تهب من نواحي النار , والإعتدال الذي يأتي كالنسائم من جهة الجنه , جاء الله جل جلاله التراب الأبيض الكلسي من الأرض , ووضعه على خط الإستواء الكائن بمنتصف ساحة الحشر , وراح يتحرك بوحي الله جل جلاله ويتجمع ويتشكل ويأخذ صورته كهيكل عظام , والتي جاءت بوحي الله جل جلاله حتى صار هيكل آدم بطوله المقدر ب 100 متر أو 70 يارده أو أكثر , وكان الهيكل العظمي حتى هذه اللحظةِ تراب أو رمل كلسي أبيض لم يتحد ويلتحم بعد , وبعد ذلك غشى الهيكل غمامة بيضاء وراحت تجلله ودامت على ذي الحال إلى ما شاء الله , وهذه الغمامة الضبابيةِ كانت تحمل الندى الآتي من الجنة , وتقوم في طرتيب الهيكل العظمي لآدم حتى إمتزج الرمل ببعضه البعض وتماسك وتوحد , لكنه ما زال لين كما الطين والعجين , ثم بدأت الغيمة تنقشع رويدا رويدا حتى زالت فيما بعد مرور الوقت . الوقت أو الزمن . في ساحة القيامه أو الحشر , أيوجد الزمن أو الوقت ..؟! , نعم يوجد الزمن ويوجد المكان , وإن نظرية الزمكانيه لأنشتاين هي نظرية تعتريها الشك وإنعدام الواقعيه والمنطق , حيث كل شيء له زمان ومكان , ولكل مكان زمان , والزمان موجود طالما وجد المكان , ولا مكان بلا زمان ولا زمان بلا مكان , فالخلق على الأرض له بداية وله نهاية , إذن يوجد الزمان بوجود المكان , وعندما تنتهي الأرض والسماوات السبع , يوم تطوى كطي السجل للكتاب , وهذا يعني أن هناك يوم وهو الزمن , وهناك المكان السماوات والأرض ستنتهي وتطوى كطي السجل للكتاب وتلقى في النار , النار التي وقودها الناس المشركون والحجارة وهي تريليونات النجوم والأرض المخلقه من الحجارة والتراب , وستكون بداخل النار الجحيم كما الأرنب بناقلة بترول . نعود لهيكل عظام آدم .. وبعد أن إنقشعت الغيمة وتبخرت وزالت , بان وظهر هيكل عظام آدم عليه السلام , متماسك براق لامع كالعجين المخمر ذو شكل أملس ناعم , لكنه مازال طريا لين , والملائكة تمر عنه وهي تنظر لهذا الشكل العجيب الغريب , ولم تحاول لمسه أو خدشه لما في نفوسهم من ريبة وخيفة وحيرة وإستهجان وإستغراب ودهشةٍ , وإستمر على ذي الحال الهيكل عرضه للريح الآت من نواح النار فتصليه صليا , وإن أزف وجاء الليل يتعرض الهيكل لنسائم الهواء الآتي من الجنة المشبع بالبروده , ودام الهيكل لزمن لا يعلمه إلا الله جل جلاله , حتى صار وتصور هيكل قاس وصلب وشديد ومتين وقاس كقطبان الألمنيوم , وحتى تلك اللحظة كانت عظام الهيكل غير مفرغةٍ من الداخل , أي ليست مجوفة وجوفاء , إنما كما قلنا كقطيب ألمنيوم الممتليء , وليس الأجوف من داخله أو باطنه كماسورة ,وهكذا تمت أول عملية تخليق وخلق وتصنيع وتشكيل الهيكل العظمي لآدم عليه السلام = لتبدأ المرحلى الثانية في خلق آدم عليه السلام . وبوحي من الله ذو الجلال والإكرام , تجتمع بيده من كل أصناف وأنواع والوان تراب الأرض وبنسب متساويه وفي هذه التربة كانت هناك نسبةٍ متميزة من التراب الأحمر الطيني الشهير في سهول القمح والمكاثي , وهي تربةٍ لزجة جدا , إنما كانت جافة عندما إجتمعت بيد الله العلي العظيم , وهناك بيد الله جل جلاله إختلطت هذه التربه وتم سكبها أو غمرها أوضعها فوق عظام الهيكل لتغطيته , وباتت كما التل الصغير , تشكل فوق الهيكل كما يتشكل التراب فوق القبر نتوء أو حدبه من التراب المفككا ولا يتحد إلا عند هطول المطر , وكان الهيكل بهذا الشكل المرتفع فوق سطح ساحة الحشر وعادت مجددا الغيمة تظلل قبر الهيكل , وهي المشبعةِ بالندى المحمل من الجنة , وهذه الغيمة تذكرنا بالغيمة التي كانت تجلل النبي موسى وبني إسرائيل في صحراء سيناء , وكانت تقيهم من شدة حرارة الصحراء , سبحان الله العلي العظيم , ما من شيءٍ إلا وله أصل وأصول وخلفيات , لكن نحن كبشر لا نراها ونفكر بها وندرسها ونستشرف منها الحقائق والوقائع الكونيه والحياتيه . وإستمر الهيكل مغطى في الغيمه الضبابيه , حتى بدأت مع مرور الزمن تخف وتتلاشى وتتبخر وتنجلي رويدا رويدا , حتى ظهر ذاك الكوم من التراب , وقد تماسك وتوحد وتكتل . ثم تبدأ مرحلة الإنجلاء , فأخذت تعصف في ساحة الحشر الرياح وتعمل عواملها , من حت وحف وتعرية لتلك الربوة وإستمرت تنحت القبر نحتا ونحتا وتعريةٍ , والقبر يصغر ويصغر ويصغر , وتظهر شيء بشيء معالم جسد ذو معالم , هناك أرجل , هناك أفخاذ , هناك بطن , هناك أكتاف , هناك أيادي , هناك رأس , هناك فراغات بين الأرجل , وفراغ دون الرأس والأكتاف , هناك رقبه , وهناك أصابع في الأيادي والأرجل , وليس هناك الصرةِ بمنتصف البطن لأنه لم يولد من الرحم ككل مخلوقات نسل آدم وحواء , وهناك فراغات في الرأس , وهو شبيه بالجمجمه , والملائكة تنظر على خلق وتخلق وتشكل آدم ويتسألون ما هذا . = المرحلة الثالث لخلق آدم عليه السلام ففي المرحلة الأول كان خلق الهيكل العظمي , وفي المرحلة الثانية كان خلق جسد آدم عليه السلام , إنما في المرحلة الثالث لهذا الطين الصلصال , الذي ما زال ككتلة طينية ليست جوفاء , بل ممتلئه داخليا , وفي هذه المرحلة فهي الأهم بخلق آدم عليه السلام , هنا دون أن يشاهد الملائكة صورة أو وجه الله جل جلاله , وكانت ساحة الحشر ليلا و الظلام دامسا , نفخ الله من روحه القدوس المقدسه في فم آدم عليه السلام , [ دون أن تلامس شفاه آدم فهي من طين ] ولو لامست شفاة الله العلي العظيم بشفاه آدم سيصبح آدم شريك لله عز وجل في الملك , ثم إن الله جل جلاله نور السماوات والأرض وما وراء السماوات والأرض , ثم أن الله العلي العظيم له ما يشاء أن يكون فيكون . والملائكة لم لم تشاهد الله العلي العظيم , الله عز وجل لا يراه كائن من كان , ولا يحق للملائكة أن تراه , وإن الله العلي العظيم , سيظهر للخلق جميعا , بعد أن يعود آدم وحواء ونسلهم من الأرض , ويجتمعون في ساحة القيامه أو الحشر , وبعد أن يتم طي السماوات والأرض كطي السجل للكتاب , وتلقى بهما في النار , وبعد دخول المؤمنون بالله رب العرش العظيم الجنة , سيظهر الله الواحد القهار لعباده المتقون المؤمنون ومن الملائكه يوم الجنة , ليقل لهم من خلال الوحي إلى وجدانهم وأنفسهم , كنتم تعبدونني عن إيمان ويقين ودون أن ترونني , هنا سيقول لهم ها أنا أمامكم , أنا الله الواحد الأحد لا شريك لي , عيشوا وتمتعوا بجنات عرضها السماوات والأرض , وكلوا منها رغداً هنيئا مريئا , فاليوم أنتم الخالدون .ومن كفر بوجود الله ولم يعبده ويؤمن بهِ , فهناك الجحيم ونار جهنم فيها من كفر وأشرك بالله رب السماوات والأرض وما فوقها ودونها في النار خالدون هيكل وجسد آدم عليه السلام . حينما سرت بداخله روح الله القدس جل جلاله , فقد بدأت المرحلة الثالثه من خلق آدم , هناك الروح راحت تسري بجسد آدم عليه السلام , كما تسري القشعريره في الجسد , والحرارة أيضا بالجسد , لهذا جسد الإنسان له حد محدد لدرجات الحراره بداخله وهي 38 درجه , ودرجة بروده محدده لا تنزل عن الصفر , وعليه هنا أن يتقي عوامل الطبيعه , وفي جسد آدم عليه السلام بدأت روح الله القدس القدوس , تصنع أثاث الجسد , وتأثيثه من الداخل , ودامت روح الله القدس جل جلاله تأخذ مساراتها وتشكل الأعضاء , فأول ما تخلق وتشكل كانت الرئه , والرئه لمن يستهتر بها هي أهم جزء في الإنسان والحيوان وكل ذي رئةٍ , فلولا الرئة لأصبح الجسد ككتل لحم ميته وجيفه نتنةٍ , وكانت الرئةِ هي العضو الأول التي خلقت في الإنسان , تجويف الفم كان موجود , إنما من القصبه الهوائيه والرئة من هنا كانت البداية . وراحت الرئةِ تعمل بكل طاقتها وتضخ الروح الله القدس المقدسه , فتتجه ثانيا إلى العظام وتنخرها نخرا كما ينخر المقدح الحديد وينحت الريح صخر الجبال الكلسية , وتشكل بداخلها مجاريها فيتحول من عظام صلبه كما قطيب الحديد إلى عظام إنبوبيه مخروطيه , كما فعلت مفاعيلها في الرأس حيث عملة على تفريغ الجمجمه, وتحول التراب الكلسي بداخلها إلى خلايا نخاعيةٍ دماغيةٍ التي لم تخرج من تجويفات الجمجمه والعظام , هكذا تشكلت الماده النخاعيه البيضاء الهلاميه الرخويه في الدماغ والعظام , وفي تجويفات العيون راحت تظهر العيون حسب المشيئةِ الإلهيه , ثم تتجه الروح إلى كامل الجسد وتفتح فيه خطوط الدم من شرايين وأورده وشعريه , وتعمل على نفخ القلب وفراغاته , وتشكيل الأمعاء وفراغاتها , والكلى وفراغاتها , وتشكل الكبد , والأعضاء التناسليه , وما برح آدم عليه السلام جسدا ولم تسري فيهِ حتى تلك اللحظة الحياة , حتى أكملت روح الله القدس العلي العظيم كامل المراد منها بوحي من الله جل جلاله , وهو على هذا الحال راحت تسري في جسد آدم عليه السلام الدم المجمد في القلب والشرايين والأورده والكبد , وفي كافة أنحاء الجسد . من أين جاء الدم ..؟! فقد حملت الروح القدس من كل أجزاء الجسد الداخليه الرطوبه المشبعة في الذرات الدقيقة مختلفت الألوان والآملاح المعدنيه , ورتحت تتجمع كما العصائر المقطرةِ في القلب والشرايين والأورده وتنساب في أنحاء الجسد , وتأخذ معها المتواجد من السائل مما يؤدي لتكاثرها وبسرعة جريانها , والرئة تعمل عملها في تحريك وحراك القلب حتى بات القلب والشرايين وقد إمتلئة , ولم يعد هناك متسع , ولم يعد هناك بقايا من رطوبة في الجسد إلا وتحولت إلى دماء بلونها الأحمر والأبيض المعهود والمتخلق من طين آدم الصلصالي الرملي اللازب اللزج . = وبعد أن إكتمل خلق آدم , والله العلي العظيم ينظر لمشيئته كيف تخلق وتكون آدم عليه السلام , وأزفت لحظة تحول الطين إلى كائن حي الذي كرمه الله العلي العظيم بروحهِ القدس , خلافا لكل المخلوقات بالمشيئة , وفي الجسد الملقى والمسجى على أرض ساحة الحشر , وإذ بصوت من هذا الطين يخرج بعنفٍ وكأنه الرعد وأرعب ممن حوله من الملائكه . وهنا عطس آدم عليه السلام طارد من أنفه الشوائب العالقه والأخيرةِ فيها ومنها , فنطق من حيث لا يدري قائلا , [ الحق الحمد لله ] , فيأتيه صوت من الله العلي العظيم الذي كان يراقبه ويتابعه , [ رحمكم الله ] وهكذا نال آدم وحواء ونسلهم من بعدهم الرحمة من الله العلي العظيم , والرحمة للمؤمن والمشرك وكلاهما سيان في الرحمة الإلهيه في الأرض , وإن الله سبحانه لا يمييز ولا يتعصب ولا يفرق ولا يكره عباده المؤمن وغير المؤمن فكلاهما عباد الله الرحمن الرحيم , إنما عند يوم الحساب ويوم العودة لساحة الحشر , سيعطي لكل حق حقه ولا يظلمون شيئا , فمن آمن أو كفر بالله العلي العظيم , سيكون له الثواب والحساب والعقاب , ففي الأرض نال الجميع من البشر الرحمةِ من الله العلي العظيم دون إستثناءات , كما قالها آدم أبو البشريه عندما عطس وتنفس وإستفاق من حالة الطين لحالة الحياة , قائلا الحق الحمد لله . فتململ آدم من نومه لأول مرةٍ من بعد خلقه , وهو في حالة ذهول يتسأل فيما بين نفسه ونفسه , وينظر بإستغراب ودهشه وعجب وتعجب , قلب على جانبه ثم على بطنه بعد أيام وأيام , وإستمر على هذا الحال يتقلب على ظهره وبطنه لفترة غير محدودة , وهو يحاول أن يفعل شيء في كل مرةٍ وإذ بهِ يزحف على بطنه تكرارا , ثم يحبوا والملائكة تنظر إليه ومتساءله ما هذا , وإستمر على هذا الحال , حتى جاءت الملائكة تعبث بهِ وتلعب بهِ ومن حيث لا تدري تأخذ بيده لتعلمه المشي , وهكذا تعلم في نهاية الأمر المشي المستقل ولوحده , وكل هذا تزرع بجيناته . لماذا لم ينهض آدم من رقاده ونومه مباشرة .. ؟! هو كي لا تأتي المواليد من نسله لتمشي مباشره , بل يجب أن تأخذ أطوار النمو التتابعي التدريجي , ففي وقت تطور بناء جسد المولود يكون الأباء في حالة تحضير لمعيشة أبناءهم , أما إن جاءوا يمشون بعد الولادة كما هي مواليد الحيوانات , فجب أن تكون أسباب العيش لمواليد الأطفال مجهزه ومتكامله ولا خوف عليهم في العيش لوحدهم والإعتماد على أنفسهم , لكن الأطفال يلدون وعلى الأهل التحضيرات لتربيتهم المستمره لينشأ فيما بينهم الترابط الأسري , وليأخذ فما بعد رسالته في تربية أجياله , وهكذا تنتقل الحياة من جيل لجيل . وآدم دخل طور وأطوار التطور في مسيرة حياته كما الطفل تماما , وقد زرعت كل أفعاله في جيناته لتنتقل لنسله من بعده , وتاه , وضاع , وتشرد , وتشتت آدم عليه السلام في كوكب ساحة القيامة التي قام فيها أول مرة , وفيها سيكون إستقدام كل نسله يوم العودة إلى الله جل جلاله يوم الحساب والعقاب أو ساحة الحشر ليحشر فيها كل نسل آدم وحواء , ومع مرور الزمن الطويل الذي أعتقد دام لملايين السنين , أصيب آدم عليه السلام في اليأس والإحباط والوحده والوحشه والقلق , والملائكة لا تتحدث معه , فهو الوحيد من نوعه وصفاته وشكله , وكان خلال التيه الذي عاشه يمشي في كوكب ساحة الحشر , وقد هد كيانه الوحدةِ والتوحد ووحشته القاتله , وكل هذه المعاناة وألم النفس من جراء الوحده إذ بها تزع في جيناته ونفسه وجينات نسله من بني آدم . وفيما هو في ضياع وشتات وغربه يرى من بعيد باب , باب بلا حدود , وعالي بلا حدود , فلفت نظره وإهتمامه لكنه بعيد جدا , يتلألأ وكأنه الشمس المحمرةِ في الفضاء البعيد , وأخذ يركض من حيث لا يدري ويفكر , ويركض ويركض ومازال بعيد بعيد بعيد , وخرت قواه وسقط مغشي عليه فاقد الوعي والإدراك , وعندما تغيب أشعة شمس النار أو الجحيم , كان يختفي الباب ذو الوهج العجيب , وعندما تشرق شمس الجحيم يعود ذاك الباب يتوهج وكأنه الشمس التي كان يعرفها قبل رأيته الباب , ويهم الخطى ثم يركض ويركض علهُ يصل ذاك الباب البراق , وعندما تغرب شمس الجحيم يختفي بريق الباب المتوهج , ودام آدم على هذا الحال كلما أشرقت شمس الجحيم يركض نحو الباب , فيسقط من التعب والإرهاق وينام , وفيما هو في غيبوبته بإحدى الأيام تأتي الملائكه تحمله وتضعه في مواجهة باب الجنه , وتنقله من كوكب ساحة الحشر لكوكب الجنة وبساحة باب من أبوابها ومن بعيد , يوضع دون أن يدري ويحس ويشعر ويدرك وهو الفاقد الوعي والإدراك . كيف إنتقل بهذه السرعة الخاطفه ..؟! والتي لو قدرة المسافة , ستكون تريليونات من السنوات الضؤيه , فهذا جدا بسيط أمام الملائكه التي سرعتها أسرع من سرعة الضوء والصوت ورمشة العين , ولنا في ذلك مرجعية مع الأنبياء في الأرض , النبي سليمان وقصة الجن الذي طلب منه أن يأتي بعرش ملكة سباء من اليمن للقدس بفلسطين , ثم قصة السيد المسيح عليه السلام , الذي صعد إلى السماء في أقل من رمشة العين , وثم تأتي قصة الإسراء والمعراج مع النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم , حيث جاء من المدينة المنورة من بلاد الحجاز إلى القدس ومنها إلى كوكب سدرة المنتهى , ويعود إلى القدس وإلى المدينة المنورة وذلك بلمح البصر الأسرع من الضوء والصوت , وكان الصعود بجسده كما السيد المسيح بجسده . ونعود إلى أبو البشريةِ آدم عليه السلام إستفاق من نومه أو غيبوبته كما يجري معه كل يوم كلما تشرق شمس الجحيم , حيث زرعت هذه الأفعال والعادات في جيناته وجينات نسله من بعده , في الركض الدؤوب خلف الحلم والوهم , ثم أنه لا يدري أنه إنتقل من كوكب ساحة قيامته إلى كوكب الجنة , وراح مجددا يركض ويركض حيث شعر في هذا المكان بشيء من الإنتعاش والحيويه لوجود بيئةٍ خفيفةٍ ونسائم منعشةٍ مشبعةٍ في الهواء كهواء الأرض التي سيعيش عليها دون أن يعرفها بعد , ودون الضغط الجوي الذي أدى إلى تقصير قامات نسل آدم وحواء على الأرض على مدار ملايين الأعوام على الأرض . وإستمر آدم أيام وسنوات وسنوات على هذا الحال وذا الحال , ينام ويصحو ويركض ويركض , ويعيش بشقاء ومعاناة وإرهاق , وكل هذا يسجل في جيناته لتنتقل فيما بعد إلى نسله الذي سيأتي من صلبه دون أن يدري ما هو الغد وما يخبىء له . وفيما هو بإحدى الأيام في ساحة باب الجنة وقد إقترب كثير إلى حواف الباب دون أن يلمسه بعد , نام كما تعود النوم ليلا , جاءه حلم جميل , ولأول مرة آدم يحلم طول ملايين من الأيام بحياته الفتيه , وهل بلغ آدم سن الرشد والحلم وبات فتى وقد إنتقل من سن الطفولةِ لسن النضوج ..؟! ممكن , ذاك الحلم أنه لشيء في غاية الروعه . كائن بغاية الحسن والجمال والكمال والبهاء والصفاء , ملائكي أبيض وليس كبياض الملائكةِ إنما هو أبيض لؤلؤي وهو مذهول ومنذهل , ذاك الكائن يقترب تباعا ويبتسم بفمه وثغره العذب الساحر الجميل بكل المقاييس التي لم يُعرف بعد ما هي مقاييس الحسن والجمال والكمال , ومازل ذاك الكائن العرائسي حسن المظهر الفريد الذي لم يشهده بين الملائكه , وذو شعر طويل أسود كاليل دامس , وذوعيون بلونها العسلي الذهبي , وله قامةٍ شبيه بجسد آدم كلما إقترب وإقترب وهو يمد يديه وكأنها دعوةٍ لآدم أن هيا قم وإنهض , فينهض , وينظر حوله أنه لا شيء أنه خيال ووهم اوحلم ممتع وتمنى أن يعود ولم يعود , ولا يعلم أن هذا الحلم سيزرع بجيناته وجين نسله من بعده ويستمر في سعيه وركضه نحو الباب , هذا الباب الذي لم يعد يرى أطرافه وإرتفاعه , وصار يصغر ويصغر رويدا رويدا كلما يركض نحوه , ويصاب بالتعب والإرهاق وينام وتنقله الملائكة أثناء نومه. وفي الصباح ما لفت نظره , أنه على ذلك الباب الذي شاهده وركض من أجل أن يصله وإذا بهِ الآن ببابه ويلمسه بيده , يا للروعة , جلس ينظر للباب كم هو كبير ومتوهج كوهج الشمس وبارد مثلج , ولم يدرك آدم عليه السلام أنه سيواجه التجربة,. وعاد ونام من شدة التعب والإرهاق والإحباط واليأس والقنوط ونام بوجع فؤاده المفطور , على باب الجنة , وجاءه الحلم ليخفف عليه شقاءه وتعاسته ومعاناته وأوجاعه ووحدته , وجاء ذاك الكائن الجميل الطائر في فضاءاته بأبهى صوره , ذاك الشعر الأسود الطويل المتطاير مع الهواء , فيعطي لذلك الكائن شيء عظيم من البهاء والسناء كسناء الشعاع لماسةٍ سوداء , ويقترب منه وهو يمد يديه البيضاء الؤلؤيةِ , ويهبط ذاك الكائن بجانب جسد آدم , وآدم بحيرة ما هذا الرائع الجميل الذي لم يراه ويشاهده إلا في منامه , ومع طلوع شمس الجحيم يتبخر , ويقترب إلى حضن آدم ويلتصق , ويضع رأسه على كتف آدم الآيمن , وآدم ينظر إليه والإستغراب يخلخل ويجلجل عقله ونفسه وكيانه , وتأخذه الغفوةِ ويعود إلى نومه المعهود . راحت أشعة شمس الجحيم تشرق ليوم جديد , وتلسع جسد آدم الأحلس الأملس , فتحرقه يشعر بوخزاتها ولسعاتها الحارقه , يفتح عيناه , فإذا بذاك الكائن يلتصق بجسده نائما , ورأسه على صدره , وشعره يغطي وجه ذاك الكائن البديع الوديع , وهكذا صار لآدم رفيق , وهكذا صار هناك على باب الجنة ثنائي , ولم يعد آدم منفردا , بل بات له فرد آخر ويشكلان زوجا , وزوجا ليس بمعنى الزوجه التي يعاشرها الرجل , بل هنا تعني الرقم الثنائي . هناك من قال حسب الموروث , أن حواء جاءت من صلب آدم , ومن الضلع الأعوج , وغيرها من المقولات والنظريات , وهنا أقول لو جاءت من جسد آدم عليهم السلام , لو جاءت من خلال الجسد لحدث نزيف الدم , والدم من المحرمات عند الله جل جلاله , ثم لو حدث وجاءت من الدم على باب الجنة لأصبح الدم مباح ولم يعد محرما , ولأن الدم يعتبر محرم , فلا يعقل أن ينزف بباب الجنة الدم المحرم , ولهذا شريعة الله جل جلاله جاءت تقول في الشرائع الإلهية السماوية الثلاثة تحرم على الإنسان المؤمن الدم والقتل المحرم . ثم لو جاءت حواء من لحمه ودمه , لأصبحت محرمة عليه نكاحا أي جماعا جسديا جنسيا , كما هو في الشرائع الإلهيه السماويه , التي تحرم الزواج من مواليد الأب لبناته , وبنات أبناءه وبناته , ويجب أن تكون ممن يتزوجها من نسل رجل آخر , ولا تتبع نسله , لهذا حواء لو نسلت من جسد آدم لباتت محرمةٍ عليه . لكنها جاءته من حلم فكره ونفسه أن يكون هناك شيء يواسي شقاءه وهناءه وعيش حياته , والحلم لم يأتي معه الجرح والدم . حواء من هي حواء ..؟! سورة الأعراف , الآية 189 تقول , الله جل جلاله [ هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ , وجعل منها زوجها ليسكن إليها ], هناك من قالوا وأولوا الآية على أن حواء تكونت وخلقت من نفس وجسد آدم عليهم السلام , وهذا تفسير وتعليل وتأويل مجافي لحقيقة الآية , نعم أن آدم وحواء ونسلهما , قد خلقهم الله جل جلاله من نفسٍ واحدةٍ نعم وأكيد , إنما حواء لم تخلق من نفس آدم , فخلق آدم شيء وخلق حواء شيء آخر , ومن قالوا أنها خرجت من جسد وضلوع آدم , فهذه الآية لم تشر لذلك ,[ إنما هي جاءت من الحلم ] وإهداء وهديةٍ من الله جل جلاله لآدم عليه السلام , ولنا في القرآن مثال ومقارنات ومرجعيات وثوابت .منها , المائدة التي نزلت من السماء على سيدنا عيسى بن مريم عليهم والسلام وتلاميذه اليست إهداء من الله جل جلاله , وأيضا الكبش الفداء والإفداء لإبراهيم الذي كاد أن يذبح ولده إسماعيل بعد أن إنتهى من بناء الكعبة والطواف حولها , حيث تقول الآية , يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فأنظر ماذا ترى . = وهو نفس حلم آدم حينما جاءته حواء كإهداء . = وهو نفس حلم إبراهيم جاءه الكبش كإهداء = والمائدة كإهداء للمسيح عليهم السلام . وأما لو جاءت من صلب آدم فهذا يعني نزيف الدم في السماء , فإن كان الدم محرم في الأرض , فكيف يشرع بالسماء ؟! , والحلم من الرؤيه الباطنيةِ للإنسان , حيث يتشكل في الحلم كل الأشكال وكأنها نسخة طبق الأصل , وهكذا جاءت حواء نسخة طبق الأصل لآدم , والكبش والمائدة أكل منها إبراهيم وإسماعيل , والمسيح وتلاميذه , إذن هي كانت واقعية ومكونات حية تناول الجميع طعامهم , وتلك هي حواء التي جاءت من الحلم وكانت جسد بلحم وعظم ودم , وهكذا كانت وتكونت وتشكلت وجاءت ونامت في حضن آدم فعندما إستفاق من حلمه وجدها حقيقة واقعية . وإن نظرنا لسلوكيات وتصرفات حواء . فهي هوائية الطباع والمزاج والأهواء وسريعة التقلبات والأنواء , فيها الحب والبراء والوفاء والصفاء والدهاء والرمضاء والشقاء وحيلة الخبثاء ورقة النبلاء , وفيها عطر الأزهار والأشواك تماما كشجيرة ورد الجواري بكل الوانها وبعطرها الفواح , وتلك حواء وما تحتويه من خفايا و أسرار , على باب الجنة عاش كلاهما لا أكل ولا شرب . فرغبة الأكل لم تأتيهم بعد لتأرقهم وتدفعهم للبحث عن الطعام والشراب , وفيما هما يجلسان لا حول لهم ولا قوة , إثنان أو زوجان رفيقان وصارا صديقان , إجتمعت الملائكة بأمر وبوحي من الله جل جلاله لتنظر لأدم وحواء عليهم السلام , آدم الذي كان منفردا , كيف أصبح مزدوجا , وبات له شريك وطرف آخر شبيه له , وكان من بين الملائكة ملاك يدعى إبليس. وفيما الجميع ينظر لآدم وحواء , جاء صوت من الله عز وجل جلاله , أن أسجدوا لآدم , فسجدوا الملائكة أجمعين , إن كانوا في كوكب الجنة أو كوكب ساحة القيامه اي ساحة الحشر أوكوكب النار , إلا إحداهم وهو إبليس , فقد أبى وإستكبر , خاطبه الله جل جلاله , لما لا تسجد لآدم , قال إبليس كيف أسجد لمن خلقته من طين وخلقتني من نار , يمكن مراجعة سور القرآن بهذه المعاني . هنا تم طرد إبليس من السماوات العلا , أي من كواكب الجنة والحشر والنار الثلاثة , وله العيش في ما دونهما , أي في السماوات السبع والأرض مع البشر من بني آدم وحواء , فقال إبليس يا رب إمهلني معهم ليوم الدين , أي ليوم عودة البشر من الأرض إلى ساحة الحشر , فجاءه الوحي من الله عز وجل جلاله , لك هذا يا إبليس , قال إبليس لله جل جلاله , سأقعد لهم كل مقعد وأغويهم عن عبادتك , فجاء الوحي الإلهي , أنت ومن إتبعك من الغاوون إلى جهنم وبئس المصير , أما عبادي المخلصون فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وفض إجتماع الملائكة , وعاد كل منهم إلى عبادتها وتسبيح رب العرش العظيم , وهي تردد , أن لا إله إلا أنت , سبحانك اللهم وبحمدك , والحمد لك ولا حمد إلا لك , لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك . أما آدم وحواء فقد شرعة لهم أبواب الجنة الذهبي ناصع الصفاء والبهاء والنقاء , فدخلوا فيها والله جل جلاله يقول لهم الآية , [ وقلنا يا آدم إسكن أنت وزوجك الجنة , وكلا منها رغداً حيث شئتما , ولا تقربا هذه الشجرة , فتكون من الظالمين ], وكل هذه الأحدث والأعمال قد حفرت وسجلت بجين أو جينات آدم وحواء فيما بعد , وإغلق الباب . وعندما دخل آدم وحواء وهي ليست زوجته كما يعتقد المعتقدون , بل هي كانت زوجك أي تعني طرفك الآخر , أو رفيقتك أو صديقتك , إنما كزوجة يضاجعها , فآدم لم يضاجع حواء خارج الجنة أو داخلها [ وسنتحدث أين ضاجع آدم حواء في الأرض ] , وعاش كلاهما في الجنة عمرا مديدا يأكلون ويشربون ويتجولون في الجنة , ويشاهدون سحرها وجمالها وروعتها ويأكلون من ثمارها رغدا , وطالت بهم الأيام والدهور والقرون والعصور , حتى نسى ونسيا آدم وحواء النهي والشرط الجزائي المسلط عليهم , أن لا يقربا هذه الشجرة الفريده من نوعها في الجنة والتي شاهدوها عن بعد , خلافا لكل الاشجار والنباتات طيبة الثمار وشهية المذاق وعذبة الطعم . وفي تجوال آدم وحواء قد شاهدوا كل الأشجار , وإذا بهم يشاهدوا هذه الشجرة غريبة الشكل جيدا وعن قرب , غريبة الثمر , وها هم وجها لوجه أمام الشجرة التي حذرهم الله ذو الجلال والإكرام من الإقتراب منها والأكل منها , لكنهم نسوا النهي والتحريم الإلهي والنسيان جاءهم من خلال وسوسة إبليس أن كلوا منها فهي شهية المذاق والطعم الفريد من بين كل أشجار الجنة , فأكل كلاهما منها دون أن يدركون ويشعرون أن هذه الشجرة المحرمة . شجرة النسل , هنا بعد الأكل من شجرة النسل , بانت عورتهم وسؤتهم , فخسفوا على عواراتهم من ورق شجرة النسل , لستر عورتهم , حيث شعروا أن الأعضاء التناسليه هي عورة ويجب سترها وتغطيتها , فكانت أوراق شجرة النسل هي الساتر لعوراتهم , والتي تعرفوا عليها الآن, وراحت حواء تختبيء خلف آدم عليهم السلام ليستر عورتها وعيبها وهو يضع على عورته ورق شجرة النسل . وهكذا سجلت في جينات آدم وحواء , تعلما الأكل , والسفر والترحال , والتذوق , والشم , واللمس , والسمع , والإجابه , والتجربة , والمعصية , وطلب المغفرةِ , وتعلما من هو عدوهما وهو إبليس أي الشيطان , وتعلما ما معني الربح والخسارة , وتعلما ما معنى ظلم النفس , وما هي العورةِ , وما هي الأشياء التي تستر الجسد , وحب الذهب , وحب الرفاهية والترفيه , وكل هذا في الجنة تزرع في جيناتهم , علما أنهم كانوا في الجنة عراة وكامل هيئتهم ومفاتنهم ظاهرة لعيونهم , ولم يعرفونها إلا بعد الأكل من شجرة النسل , وفيما هم في حالة ذهول وإرتباك وفزع ورهبة مما أصابهم من ظهور عوراتهم ومعرفتها , جاءهم صوت الله جل جلاله . الآية [ وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة , وأقل لكم أن الشيطان لكما عدو مبين ] والشيطان هو إبليس أيضا , كان ردهم [ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ] , وجاءت كلمة الله جل جلاله تقول لهم , وهم آدم وحواء والشيطان , الآية [ وقلنا أهبطوا بعضكم لبعض عدو , ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ] وهبط ثلاثتهم إلى الأرض بأقل من لمح البصر , وكل منهم في مكان من الأرض , = أما ما هي الشجرة شجرة السنل التي أكل منها آدم وحواء ..؟! هي شجرة التين شجرة التين .. هذه الشجرة التي ورد ذكرها مرة واحدة في القرآن الكريم , وهي سورة التين , ومرة واحدة في التوراة , ومرة واحدة في الإنجيل , ومن قالوا أن الشجرة التفاح أو العنب أو الحنطه وغيرها من الأشجار , فتلك إفتراضات ومقولات ونظريات , دون أن يقدم لنا أحد التفسيرات والشروحات والتعليلات والتحليلات , من منطقيه أو عقلانيه يتقبلها العقل والمنطق والإيمان , والمسندات التي تتقارب مع المعتقد الإيماني بالله جل جلاله . فهذه شجرة التين وثمرتها وأوراقها ما يؤكد أنها شجرة النسل , ففي تشريح ثمرة التين ففيها الإعجاز لمن لا يفقه الإعجاز الإلهي الحق فمن حيث الشكل الخارجي فهي تشبه , بيضة الدجاج , وبيضة الإنسان , وبيضة الحيوان , وفي اللون فهي كما في الأرض من بشر من شتى الأجناس والألوان , ففي ثمر التين من شتى الألوان وكل هذا لها مرجعية شجرة التين , كما لكل البشر بألوانهم مرجعيتهم واحدة وهي آدم وحواء , وهناك شجر التين العاقر , كما في بني آدم الرجل أو المرأة العاقر , وهناك ثمرة التين الشابة الملساء ذات الحيويه والنضارة , فهناك خصيان الإنسان عندما تكون بشبابها تكون ذات حيويه ونشاط ونظارةٍ , وعندما تصل لمرحلة الشيخوخةِ , تكون كثمرة أو حبة التين جعداء مترهله متدليةٍ قطينيه . وإن شققنا ثمرة التين .. ففيها الوف الخيوط ذات الرؤوس الدقيقةِ , وهي من حيث الشكل تشابه الحيوانات المنويةِ للرجل وهي تسكن دخل كيس بداخله تتغذى من جسد الرجل , تماما كما تتغذى شعيرات ثمرة أو حبة التين وهي داخل كيسها تعيش وتنمو , ثم أن ثمرة التين تتغذى على مادةٍ حليبيةٍ لزجةٍ كما تتغذى أوراق شجرة التين على ذات المادة, كما يتغذى الطفل من حليب أمه , وكما يدفق من ذكر الرجل ذات المادة الحليبيه اللزجه المخاطيه . وإن .. وإن نظرنا إلى أوراق شجرة التين , ففيها العروق كما في جسد الإنسان من عروق دقيقه وعريضه , باطنيه وظاهريه , ومنها الخشنه والملساء , ومنها الصغيره الوسطيه ومنها الكبيره , وشجرة التين في الجنة كانت عملاقة , فإن كان آدم بطول 70 ياردة أو 100 متر فهي تتجاوزه بكثير الكثير , ثم أن شجرة التين ليست معمرة وقد يصل عرها لمئة عام ونيف , وهذا هو الإنسان الحديث العصري , إنما بزمن آدم وحواء كان متوسط العمر هو ونسله لألف من السنين وحتى قدوم النبي نوح كانت تصل لألف عام ثم بدأت تقل أعمار الإنسان تدريجيا حتى أصبح بالعصر الحديث 65 /75 عام , وهذا لإعطاء نسل آدم الوقت للتكاثر والإعمار في الأرض قديما . ثم .. ثم إن نظرنا لساق الشجرة وجذوعها وأغصانها , فهي طبق الأصل لهيكل الإنسان , فراغيه جوفاء , وفيها نخاع شوكي أو الماده الهلاميه النخاعيه , وما يجري فيها تلك المادة البيضاء , تماما كما الدم يجري بالجسد البشري , وهي أي الشجرة تستطيع العيش على الماء الوافر , وتتحمل العطش والجفاف , وهذا هو الإنسان يعيش على الماء الوفير على الأنهر والعيون النبع , والشحيح إن كان يعيش في الصحراء , = آدم وحواء والجن في الأرض وجها لوجه وبأقل من لمح البصر حملة الملائكة آدم وحواء هبوطا إلى الأرض , كما هبط معهم إبليس وهو الشيطان الرجيم , وكلاهما هبط في طرف من أطراف الأرض , إلا الشيطان فقد هبط في نجد الجزيره العربيه , أي في الشرق الاوسط , أما آدم فقد هبط في اسبانيا من جزيرة ليبيريا , وحواء هبطت في التبت شمال الصين اليوم , وراح آدم وحواء يبحثون عن بعضهم البعض , آدم إتخذ بوحي من الله جل جلاله السير نحو مشرق الشمس كما زرعت بجيناته الركض والسير نحو الشمس , وحواء إتخذت طريق الحرير , نحو الغرب تمشي سعيا لتجد آدم عليهما السلام . وقد كان هذا النزول والهبوط المفرق والمتباعد بين آدم وحواء عليهم السلام , لغاية من المشيئة الإلهية ومنها كان العقاب لعصيان هؤلاء العصاة الثلاثة , وليشاهدوا الفوارق بين الجنة والأرض , وبين نعيم السماء وجحيم حياة الأرض , وليتعلموا من معاناتهم في الأرض سبل العيش المنفرد وحل الصعاب والمشاكل وإبتكار الحلول بقدراتهم الفكريه والعقليه كلما عاشوا أكثر وواجهوا المتاعب أكثر فأكثر , فكلما تتكاثر عليهم المشاق والشقاء والمعاناة كلما ترسخ هذا العلم والمعرفة في عقولهم فتعطيهم ثقافة عامه ومخزون من المعلوماتيه وزاد الخبرة , وشاهد آدم وحواء كل المعالم للأرض التي مروا منها وعاشوا ظروفها , وشربوا من ماء الأنهر والجداول , وقطفوا من ثمر الأشجار وأكلوا , وما تناولوه من ماء وغذاء كان ليس بذات طعم غذاء الجنة , وشتان بين الثرى والثريا , شتان بين غذاء الارض المستمد من تراب الأرض المدنس , وغذاء الجنة المستمد من أديم الجنة الطهور المقدس , وشاهدوا ما لم يكن في الجنة , تلك الحيوانات المفترسه العملاقه , كيف تقتل بعضها البهض وتأكل لحم الحيوانات الأخرى , وهذه الوحشية لم تكن في الجنة , بل كانت حيواناتها تعيش فيما بينها عيش الحبيب بحضن حبيبه , من ود ودلال وحب وحنان وسلام , فهذه طيور وحيوانات الأرض لا تشبه ما في الجنة من كائنات تعطي للجنة من مباهج الرؤيةِ وإمتاع الناظرين بحسنها وجمالها ورقتها وأشكالها وألوانها الخلابه الجذابه , وشاهدوا الرياح والأعاصير والامطار والثلوج , والزمهرير والبرد القارص , والدفيء والحر الشديد , مما أدى هذا إلى بروز شيء جديد على أجسادهم , وهو شعر الجسد الذي راح يغطي أجسادهم كما أجساد الحيوانات في الارض , حيث جاءوا من الجنة كانت أجسادهم كالصفحة البيضاء , واليوم في الارض عليهم مواجهة شقاء وعناء الارض ليبتكروا حياتهم دون إتكالية على الرب رب السماوات والأرض جل جلاله . وإستمر كلاهما آدم وحواء في سيرهما الدؤوب كل منهم في بحث مضني عن الأخر , وثالثهم كلبهم شيطانهم يتبعهم خطوة خطوه , ويضع في طريقهم المصاعب والصعاب والعراقيل , حيث يدفع عليهم الوحوش العملاقة الضارية لإخافتهم وإرهابهم وزرع الرعب بنفوسهم , حتى يصابوا باليأس والإحباط والمقت والكفر في حياتهم الأرضيه المستحدثه , مما قد يؤدي بهم للتمرد على الله جل جلاله , وكان الشيطان في تلك الأيام يظهر لهم وجها لوجه , وكانوا منه غاضبون فهو الذي وسوس لهم في الجنة أن اكلوا من شجرة النسل و شجرة التين , فكانت السبب بطردهم من نعيم الجنة لأرض الشقاء . وبعد مئات الاعوام والاعوام طالت وطالت كثيرا , كان اللقاء والسبب الشيطان إبليس , فكان كلما ظهر لهم يطاردونه بالحجارة ويركضون خلفه لضربه بالعصي , وهو كان لا يدري أنه يجمعهم لبعضهم البعض , وكان دليلهم من حيث لا يدرون , فبدأت تتقارب المسافات , وها هي حواء عليها السلام ذات الطول الفارع المقارب لطول آدم , فتلك القامات الطويلة قد أفادتهم خير إفادةٍ , حيث ظهروا بعيون الحيوانات العملاقة كعمالقة مثلهم , ففي زمانهم كان اليناصورات والوحوش العملاقة والطيور العملاقة , والزواحف العملاقة , وتدخل بلاد ما بين النهرين قادمه عن طريق الحرير وتصل للبصرة من جنوب العراق الحديث , أبصرت الأرض أمامها بلا جبال وهضاب وثلوج , والأرض فلات وإنبساط فإنبسطت أساريرها فقد هان عليها المسار ومشاق تسلق الجبال والهبوط في الأوديه , ومعاناة السفر والحر والبرد وهجمات الضواري , والنوم بالمغاور والكهوف . أما آدم عليه السلام فقد كان يأخذ غفوةٍ في ربوةٍ من رياض أرض الشام بعد أن جاء من شواطيء الأطلسي , باحثا عن حواءه , وهناك مكان يدعى اليوم بالقدس وفي تلك الربوةِ وهو نائم بنومه العميق , جاءه الحلم , وكان هذا أول حلم يراوده على الأرض , وشاهد بذاك الحلم الملائكه تنزل من السماء , فتذكرها وفرح بها الفرح الكبير , وفي محيطه راحت تصلي لله جل جلاله , الصلاة كما هي صلاة المسلمين اليوم , من ركوعٍ وسجودٍ , وبعد صعود الملائكة للسماء , شاهد حروب شعوب متقاتله , وويلات ومجاعات وجيوش تأتي هذه البقعة من الأرض , من الشرق والغرب في حرب دروس فوقها , والكل يتصارع ويسعى للسيطرة عليها , وشاهد الأنبياء والرسل تقتل فوقها , وأنبياء منها تصعد للسماء وتعود , ففزع من نومه وحلمه ونهض مذعورا خائفا متسائلا , ما هذه الأرض التي يسكنها الشر والخراب والدمار والإبادة والمجازرالجماعية , وفيما هو في تلك الربوة والتي تعرف اليوم بالأقصى الشريف , هبط عليه ملاك من السماء . فقال لأدم عليهما السلام , يا آدم لما أنت مذهول وخائف ومذعور , أنت تجلس في أقدس بقعةٍ من الأرض التي منها تكونت عظامك , وأنت تجلس على اعتاب باب السماء , وفي منتصف الأرض , وفي أرض الأنبياء الذين سيأتون من نسلك , أنت تجلس بأرض العماليق , وشعب فلسطين الذي سيكون شعب الله المختار في الأرض , حارس باب السماء , وسيقاتل شعوب وأمم الأرض , وسيقاتله القريب قبل الغريب , لأنه شعب الله المختار لحراسة باب السماء , ومن نسلك سيخرج الشعب المحتار يقوده الأنبياء ويقتلون الأنبياء والرسل على هذه الأرض , وسيطرد ثم يطرد ثم يزول وينتهي كونه شعب محتار بين الكفر والإيمان , الرافض الإندماج ويهوى التقوقع والإنزواء . وآدم يرخي السمع لملاك السماء وهو يحدثه عن مستقبل الأيام والأحداث , ويقول الملاك سيأتي من نسلك بهذه الأرض من يخلق كما أنت خلقت من روح الله جل جلاله , ويولد مع الدم وهذا هو الخلاف بينك وبينه , إنه المسيح إبن مريم , فيعذبه الشعب المحتار من قوم موسى النبي , ويصعد للسماء تحف بهِ الأنبياء , فيقول آدم عليه السلام لقد رأيته في المنام , لكن هناك نبي آخر يصعد من هذا المكان للسماء فمن هو , يجيب الملاك أنه النبي العربي آخر الأنبياء وهو من نسل إبراهيم النبي أبو الأنبياء المحدثين الجدد , وبعد طوفان نوح النبي , هذا النبي نقطة الفصل بين العصور السحيقه والعصر الحديث حتى عودة المسيح بن مريم من السماء , يكون نصف عمر البشر من نسلك قد إنتهى , وبعد موته تبدأ البشرية من نسلك تهبط تدريجيا نحو مراحل الإنحطاط والإندثار وتصبح الحياة على الأرض لا تطاق حتى يبقى رجل وإمرأةٍ على الأرض , كما أنت اليوم آدم وحواء على الأرض لا ثالث لكم . إستمع آدم عليه السلام لمستقبل الاحداث والأيام , من الملاك , وسأله أين حواء , فقال له الملاك , كلاكما تسيرون وراء الشيطان وأنتم تطاردونه لضربه ورجمه , وهو يأخذكم لنقطة الإلتقاء , فلو كان يعرف أنه يجمعكم لما يظهر لكم لتطاردونه , وهكذا نسلك الكثير منهم سيسير خلف الشيطان , ومن إتبع النبي العربي هم من يرجمونه من دون شعوب الأرض . صعد الملاك وبقي آدم عليه السلام , ومن حيث لا يشعر قام آدم وصلى لله جل جلاله في ذات المكان الذي نام بهِ , ومن تلك الأيام باتت الربوةِ المقدسه , كونها قامت عليها أول صلاة لله جل جلاله على الأرض , وصارت لدى أتباع الشرائع السماوية الثلاثة الكل يسعى للهيمنة وبسط سلطانه عليها . وتسمى بالقدس الشريف , وموقع الصلاة يسمى الأقصى الشريف , وهم لا يعرفون أن هذا أول مكان قامت عليها الصلاة لله عزوجل جلاله .وفيما بعد يلتقي آدم وحواء في بقعة من الأرض من بلاد الحجاز الشريف , وهي تقع على مقربة من البحر الأحمر , بين جبال تهامه . , جبل يدعى . = في جبل عرفات .. هناك إلتقى آدم وحواء عليهم السلام , هناك مسقط رأس البشريه في الأرض , هناك مهد مولد أول طفل في الأرض , هناك من لا يعرف قيمة جبل عرفات لا يعرف شيء من حياة البشرية عموما , هناك لو كانت تدري بني آدم من شعوب الأرض وأممها , لجاءوا لهذا الجبل زحفا وهرولةٍ وعلى كل ضامرا من كل فجٍ عميق , وفي كل وسائل السفر برا وبحرا وجوا , كما تقوم بهذا حجاج المسلمين , لكن الناس في الأرض في جهل مطبق عن قيمة ومعرفة جبل عرفات وأهميته التاريخية للبشرية , وعندما قال نبي العرب محمد العربي صلى الله عليه وسلم , الحج عرفه . فمن شاء الحج لمكة المكرمة , فلا حج له شرعا إن لم يصعد جبل عرفات , هو الحج , والحج هو عرفه , وكيف الحج عرفه ..؟! في هذا الجبل إلتقى آدم وحواء بعد جهدا جهيد , وعناء وتعب ومشقةٍ وترحال دام مئات السنين والسنين ليلتقي آدم وحواء على هذا الجبل , وليس لأنهم إلتقوا على هذا الجبل فكانت له القدسية والأهميةِ والمكانةِ الرفيعةِ , لا ليس لهذا السبب الوجيه , خاصة أن آدم وحواء من قبل أن يلتقون على هذا الجبل كانوا يعرفون بعضهم البعض في الجنة , ولم يسمى هذا الجبل من أجل أنهم تعرفوا لبعضهم البعض كما هو شائع بين المسلمين . فالحقيقة هو أهم وأسمى من ذلك , ففي هذا الجبل توجد ربوة في منتصفه جلس آدم وحواء عليه بعد غياب طال من الضياع على الأرض كما ضاع بني إسرائيل في تيه سيناء 40 عام في حراك يومي وسنوي على بقعة أرض صغيرة , وذلك آدم وحواء ضاعوا على نمط ضياع بني إسرائيل , وفيما كان يجلسان هبط أمامهما يوما جوز من طيور الحمام , وكان ذكر وأنثى , ومعروف عن طيور الحمام أنهم خبراء في الغزل والغرام والحب بينهم مترابط كرباط الزواج لدى البشر , فأخذ ذكر الحمام يداعب وليفتهِ ويغازلها ويعبث في عنقها وبين ريشها من هنا وهناك , حتى هبطت للأرض وقفز عليها الذكر وأجرى معها عملية الجماع والنكاح والتزاوج . وآدم وحواء عليهم السلام لهم ناظرين . هنا ما الذي حدث , أن عورتهم التي ظهرت في الجنة وقاموا في الخسف وتقطيع أوراق شجرة النسل شجرة التين لتغطيتها وسترها , تحركت فيها الشهوة والحيوية والدم والرغبة , فقاما يقلدون طيور الحمام تقليدا حرفيا من عملية الجماع الجسدي , وكان ما كان , وكان هذا أول جماع يجري على الأرض بين آدم وحواء , بين ذكر وإنثى من جنس الإنسان , وكان هذا أول موقع على ألأرض يتعرفه بهِ آدم وحواء على عملية النكاح والجماع الجسدي , وقد تسمى بهذا الإسم جبل عرفات لحدوث التزاوج الاول على الأرض , والمسلمون يطلقون عليه هذه التسمية دون معرفة بحقيقة الواقعة التي حدثت عليه وهو الجماع الأول بشريا , كما أنه أول مكان ولد بهِ أول مواليد من رحم حواء عليها السلام على الأرض , ثم تتابعت المواليد على هذا الجبل المقدس لدى المسلمين . وفي هذا الجبل ومحيطه حدثت أول عملية قتل بين قابيل وهابيل , وفي هذا الجبل يعبث الجن الشيطاني إبليس بين أبناء آدم وحواء من خلال شحن البغضاء بين الأبناء , وفي هذا الجبل أول قبر لإنسان من أبناء آدم وحواء , ودون هذا الجبل طارد آدم وحواء إبليس الشيطان الرجيم , وقاموا في رجمه في المكان الذي يرجم المسلمين موقع إبليس اليوم , وذلك أيام الحج , وفي أطراف هذا الجبل أقام آدم وحواء أول بيت لهم في الأرض , وهو الكعبة , ثم يهدم ويندثر بعد ملايين السنين , ليأتي النبي إبراهيم عليه السلام أب الانبياء الجدد بعد طوفان نوح , ليقيم بيتين لله جل جلاله , البيت الأول وهو بيت الرب أي الأقصى والقبلة الأولى , وإعاة بناء البيت العتيق الذي بناه آدم حواء لأبناءهم , إنما هذا البيت الكعبة اليوم فقد كانت بطول قامة النبي إبراهيم وإبنه إسماعيل عليهم السلام . آدم وحواء وأبناءهم يأكلون الشواء .. فيما كان آدم وحواء يعيشون في غابات جبل عرفات , وحواء تلد أبناءها كل إثنان معا من ذكر وأنثى , هناك على بعد كيلومترات بين الجبال نزلت صاعقة من الشهب من السماء , كذاك الشهب الذي رأيناه ينزل صاعقا في سيبيريا روسيا , وهذا هو الشهب النيزك الذي نزل على مقربة من آدم وحواء وأبناءهما , فراح يشعل ويحرق الاشجار بحريق هائل , فيذهب آدم وحواء وعيالهم للنظر ومشاهدت أول حريق يحدث أمامهم في الأرض , وكان السقوط بموضع الكعبة اليوم , هناك شاهدوا الأشجار والنباتات والحيوانات وقد إحترقوا وتفحموا , فكان الدخان ورائحة الحريق تعم المكان , ومنها رائحة الحيوانات المحترقه المتفحمه والغير المتفحمه , وفيما هو في تجواله نازعته نفسه أن يجس ويتفحص تلك الحيوانات المحترقه , فوجدها ميته وتعلم أن النار تحرق وتميت وتعطي الحراره , ومد يده وإنتزع من لحم الحيوانات لما فيها من رائحةٍ زكيةٍ , ومن منطلق حب المعرفه والإطلاع والإستطلاع تذوق اللحم فوجده لذيذ وشهي وطيب المذاق , وهكذا تعلم آدم وحواء أن اللحم يأكل ويشوى , والأكل الدائم من الفواكه ليس هو الطعام الوحيد في الأرض . وفي هذا المكان الذي تتواجد بهِ حجارة النيزك , سكن آدم وحواء وأقام لأطفاله بيت مربع الشكل وهو أول بيت بني على الأرض بفعل يد الإنسان , وهذا البيت كان لحماية أطفالهما من شرور الوحوش الضارية , وكانوا كلما يصطادون يقومون بشواء الحيوانات على حجارة النيزك ويأكلون لحما طريا وشواءا لذيذا , ومع مرور مئات السنوات إندثر هذا البيت , وبقيت قواعده التي جاء فيما بعد أبو الأنبياء العصر الحديث إبراهيم وإبنه إسماعيل وأقاموا ببناء البيت العتيق , وهو الكعبة كعبة المسلمين , بإرتفاع 15 متر وبعرض 10 متر , وبعد الإنتهاء من البناء قام بالطواف والسعي حول الكعبة فبات هذا الطواف من شعائر الحجيج المسلمين , وشاء أن يذبح بهذه المناسبة ذبيح , وفي ليلة حلم أنه يذبح إبنه إسماعيل , وفي الصباح قال لولده إني حلمت إني أذبح , فقال إسماعيل إفعل ما شئت يا أبتي , وفيما هو يكاد أن يذبح سمع صوت ملاك من السماء يقترب وهو يسحب معه كبش الفداء , وكما أشرنا من الحلم جاءت حواء , كما جاء الكبش من الحلم . ومن هنا علينا أن نضع الخلاصة وهي , أن الطين والتين والجين والدين والجن قد لعبوا ومازالوا يلعبون أدوار أساسية وهامةٍ في حياة البشرية . ثم لا بد أن نقول سبحان الله والحمد لله حتى يرضى عزوجل في علاه . 26/10/2016 بقلم : - سامي الاجرب
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|