بقلم : علي الحراسيس
09-11-2016 03:04 PM
مع تعاظم وانتشار مظاهر البطالة بين الشباب ، يلجأ الكثير منهم في المدن الرئيسة خاصة بالعمل على بيع مواد استهلاكية وقرطاسية وخضار وفاكهة في مواقع تتزاحم فيها الأقدام وعلى بسطات خشبية متواضعة تسد الرمق وتحقق بعض الدخل للشباب وتستر فيها عائلات كثيرة .
' بائعو الأرصفه 'او البسطات يعملون عملا شريفا يستحق التقدير والدعم وتقديم كل تسهيلات توفير الأرض والساحات الخاصة لمثل تلك الأسواق الموازية بدل أن يندفع الشباب المعطل عن العمل وذوي الحاجة من العائلات الكبيرة ان يلجأ للبحث عن المال بطرائق غير مشروعه اقل ما توصف بالجرمية كبيع المخدرات او السرقة او البلطجة التي تنتشر مظاهرها من لدن تلك الفئة
.
وبعيدا عن الملاحقة والإضطهاد والإعتقال وملاحقة الأمن والحكام الاداريين لتلك الفئة تحت مسميات التنظيم وازالة المخالفات واحالتهم للمحاكم بتهمة التسوّل ! إذ يجري توجيه تهمة ' التسوّل ' لتلك الفئة من العاملين على البسطات وملاحقتهم وتسجيل قيدا 'جرميا ' بحقهم غير مقبول شرعا ولا اخلاقا ولا قانونا .
البوعزيزي كان صاحب بسطة تعرض للإضطهاد وقدم جسده فداءا لثورة تغيير اطاحت بالنظام وانتشر ' ربيعها في العالم العربي ' وصاحب البسطة في المغرب كاد ان يجعل من المغرب ايضا محطة 'توتر ' بعد طحنه بطاحنة نفايات وهو يلاحق بضاعته التي تم مصادرتها وطحنها .
تصادر البضاعة دون ادنى وجه حق التي جمع صاحبها بشق الأنفس رأس مالها كي يبيعها ويسد حاجاته وحاجات أسرته ، يلاحق ويعتدى عليه ويسجن ويعرض على المحاكم بتهمة غريبة لم يجد رجال الأمن افضل من تهمة التسول ' كي تجري ملاحقتهم ،لأن القانون لا يمانع من العمل وكسب الرزق الحلال ووجودهم لا يشكل تحديا لأحد ، ولا يسبب ازمات فيخرج من المحكمة بريئا ، ولا تنتهي القصة هنا ، بل يجري إعادته الى الحاكم الإداري الذي يقرر إيقافه بتهمة التسول ، وتبقى تلك التهمة الباطلة ' غير الإنسانية ' تلاحقه قانونا واجتماعيا وهي ما تدفعه الى البحث عن دخل اخر اسهل و أيسر من عمل البسطات وتهمة التسول وقد وجد البعض منهم طريق المخدرات وتصنيعها وبيعها وسيلة للكسب .
لا يمكن معالجة بعض المظاهر المرتبطة بالبطالة والحاجة والفقر إن كانت شرعية وحرة وغير مؤذية بالقوة والملاحقة والاعتقال والتهم الباطلة ، وعلى الحكومة البحث عن وسائل اكثر حضارية وآمنة تساهم بمساعدة تلك الفئة من التجار وتسهيل حصولهم على الرزق الطيب الحلال لسد احتياجاتهم بدل ان تعكس الاجراءات غدا لا سمح الله المزيد من اسواق التجارة والتصنيع لمادة المخدرات او اللجوء للبلطجة والسرقة او يسهل جذبهم لتيارات وقوى ظلامية تستغل حاجاتهم و 'وقهرهم 'وشعورهم بالظلم مما يواجهونه من قبل السلطات .