أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الذي لا يفرح الشهداء والجرحي والأسري

بقلم : جمال ايوب
19-11-2016 03:13 PM
تصورت نسبة كبيرة من الشعوب أن القضية الفلسطينية ستعود الى المشهد السياسي العام بقوة وبأكثر فعالية وتفاؤل بالمستقبل بعد موجة تحركات ما سمي بالربيع العربي.
لكن سرعان ما تبخرت جرعات الأمل وراجعت الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني حساباتها وتفطنت أن طريقها إلى التحرر من قبضة الاستعمار قد عاد بخطوات سريعة الى الوراء..
عدة مشاكل تواجهها القضية وأدت الى نشوء هذا الوضع أبرزها التناحر الداخلي الفلسطيني وعجز القيادات السياسية على تفعيل استراتيجية وطنية للعمل المقاوم على كل الأصعدة..هذا ما جعل القرارات المتخذة تتسم بطابع ارتجالي ومفرغ من محتواه لمجرد ذر الرماد على العيون والاستقطاب الحزبي الضيق، وكذلك لم تحسن التعامل مع الأوضاع الاجتماعية الخانقة وملفات فساد .
التنظير علي أشده .. والمزايدات تتسع .. والتصيد يزداد .. والمهاترات مخيفه ..والرؤية ضبابيه ..والطريق غير سالكه .. والسيناريوهات مفتوحه .. والواقع مأساوي .. والمستقبل مجهول ..والمسئولية غائبه .. والقرار ضائع .. والمؤسسات نائمه ..والفصائل مترددة .. والحكومة في العسل .. والشعب ينتظر .. فلا حديث يسر القلوب ولا مواقف تقبلها العقول ولا بشائر تزرع الأمل وكل ما يشاع ويقال يعكر صفونا ويوفر ضياع وقتنا وازدياد همومنا..
وكأن المجال متسعا فلا احتلال جاثم ولا حصار قاتل ولا استيطان سرطاني ولا عدوان يدمرنا ويقسمنا ولا بحر يغرقنا ولا هجرة موت تباعد بيننا ..لا حياة تسرنا ..ولا الزمن معنا ترف الفكر يسود ويتسع والفكر في ضياع ولا قيمه للوقت القاتل .
لازال المجال متسع للموت البطيء وقتل الآمال ونشر الاحباط واحداث الوجع واصابه العقول ولا نصدق ما نري ..أي حال هذا ؟وأي مصاب أصابنا ؟.هل عين حاسد ؟ أم غياب ضمائر ؟ أم أطماع تتسع ؟ أي حال هذا !!
الذي لا يفرح الشهداء والجرحي والأسري.. ولا يفرح الأمهات والآباء.. ولا يفرح أطفالنا وشبابنا ..لكنه بالتأكيد يسر أعداءنا ..فهل نحن أصبحنا دون أن ندري ننفذ ما عجز العدو عن تحقيقه ؟أي واقع وصلنا اليه والحديث عن حوار مصالحة يتجدد بعد اتفاقيات عديدة والقضايا لا زالت علي حالها رغم الاتفاق عليها والملفات قد ماتت بحتا وتفصيلا دون المكاشفة وشفافية القول أن الارادة مازالت بعيدة عن نقطه الانطلاق ورؤيه الواقع وعدم زيادة الأحلام والتأكيد علي مخاطر وخطورة ما نحن فيه ..
ترف الفكر لا يساعدنا فلا الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان ولا يفيدنا الاستهتار بالوقت في ظل كل ما يتعارض مع مصالحنا وكأننا لا نقرأ تفاصيل أحوالنا ومن هم حولنا استسهلنا الوقت الضائع علي حساب الزمان والمكان ونزف دماؤنا يزداد وعذابنا يتسع ولم يعد الوقت مهما ولم يعد أهميه لمحددات فكرنا وكأن كل شى سالك أمامنا وطريقنا معبده ممهده ولا يوجد أمامنا عثرات ومصايد ومصائب ولا ندري ما يخطط ضدنا أي حال هذا ؟
لا استفادة من تجربة ولا استخلاص لعبرة ولا وفاء لتضحيات وكأننا أصبحنا نمتلك خبره الزمان والمكان ولدرجة الادمان علي اعتبار وهم الثقة والقدرة وكأننا لم نعد بحاجة الى ناصح .
جمال ايوب

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012