د . محمد ابو بكر
الرئيس الزاهد   الرئيس في الهند منصب فخري , ويتم اختياره بناء على ما قدم لهذا البلد الصديق من انجازات بغض النظر عن معتقداته وآرائه , ويحظى رئيس الجمهورية هناك بكل الاحترام والتقدير من كافة فئات الشعب الهندي الذي تجاوز فيه عدد السكان حاجز المليار ومئتي مليون نسمة اي اربعة أضعاف عدد سكان الوطن العربي. وما لفت انتباهي هو رئيس الجمهورية السابق عبد الكلام الحاصل على ست وثلاثين شهادة دكتوراه فخرية نظراً لإبداعاته العلمية وانجازاته التي يتحدث عنها الهنود بكل الفخر والاعتزاز , وهو ذائع الصيت في كافة أرجاء العالم وفي المحافل العلمية الدولية , هذا الرئيس الذي مازال يصر على عدم استبدال سيارته الهندية الصنع , ويعيش حياة أقرب الى الزهد , وهو الذي يستطيع ان يعيش كما الأباطرة ورجال الاعمال , الا انه يرفض ذلك , ويصر على الاستمرار في نمط حياته الذي كرسه للعلم فقط , حتى نسي نفسه فلم يتزوج .

عبد الكلام قليل الكلام , كثير الافعال وكبير في نفس الوقت , ولا اعتقد بأن عالمنا العربي يحوي واحداً من هذا النوع من الرجال , وحتى لو كان موجوداً فهو بالتأكيد سيكون خارج العالم العربي الذي مازال يغلق كل الابواب امام العقول العربية التي هاجرت وما زالت تهاجر خوفاً من بطش الأنظمة ونظراً لسيطرة اولئك الذين يكثرون من الكلام والجعجعة دون افعال , وما أكثرهم في هذا الزمن الرديء الذي تعيشه أوطاننا التي استباحها نفرٌ ممن امعنوا في السلطة والتسلط على رقاب الشعوب . نحن بحاجة الى أمثال هذا الرجل , لأن هؤلاء هم الوحيدون القادرون على انتشالنا من هذا الواقع المتخلف المتردي وصولاً الى ما تستحقه هذه الشعوب , وغير ذلك سنبقى نراوح مكاننا من تعديل الى تعديل ومن وزارة الى وزارة , وويل لأمة تلهّت بكازينو ونسيت آلام شعوبها التي مازالت تبحث عن حل علها تجده بين أروقة النوادي الليلة التي يغلب على مرتاديها كبار ساسة القوم!