أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سجن الرميمين...هذا الثألول القبيح في وجه العروس المليح

بقلم : جمال الدويري
04-12-2016 03:14 PM

من أحد شروط والد العروس على العريس لتزويجه: والله يا ابني هاي مدللة ومربية عالعز, بدنا تعيش عندك مثل عندنا.
عنوان يحتمل الكثير ويوحي بالكثير, ولكنه بالمختصر, بده بير بترول حتى يتنفذ.
أما عندما يتعلق الأمر بفاسد ضبط متلبسا بنهب الوطن واستباحة موارده وقوت أهله, وحكمه القضاء بشكل قطعي, بالسجن وقضاء فترة زمنية خلف أسوار السجن وقضبان زنازينه, احقاقا للحق وتنفيذا للعدالة والقصاص من صاحب جرم محدد وبعقوبة محددة, فإن المعروف بأن الأصل بالعقوبة ان تكون ردعا, تحد من الحرية الشخصية, وتقتصر من ترف المعاقب خلال فترة العقوبة, وتحجب عنه محبباته, ليكون للعقوبة الوزن والدرس المرتجى والحافز لردع المعاقب عن مخالفة القانون والاعتداء على حقوق الغير, عامة او خاصة, مستقبلا.
وقد خصص القانون للخارجين عليه, وحسب الدستور والقانون الأردنيين, وبنصوص قانون العقوبات, مراكز خاصة لتنفيذ العقوبة, موزعة في كافة أرجاء المملكة, سميت بالسجون, اي أماكن الحجز, ومن ثم تغير اسمها, لمراكز التأهيل والاصلاح, على أساس أن السلطات التنفيذية ارتأت ان تستغل فترة احتجاز المعاقب, بخطوات تأهيلية مصلحة, وتدريب, تجعل من عودة المعاقب الى الدورة الاجتماعية والاقتصادية العامة, بعد انهاء فترة العقوبة, أمرا أكثر يسرا وأقل كلفة وأحسن نتيجة,
أما في هذا الوطن المأزوم الحزين, فإن كبار الفاسدين المحكومين بالسجن والنفاذ, قد أصبح حالهم حال العروس التي تربت عالغالي والدلال, والتي لا تزوج الا لمن يؤمن لها نفس الدلال وترف العيش, فهم لا يسجنون مع بقية الجانحين الخارجين على القانون, بل ان عبقرية الفاسدين ايضا, قد تفتقت عن بناء مراكز خاصة للتأهيل والاصلاح, هي أقرب لمنتجعات ذات نجوم كثيرة, ولا تشارك السجون الا باسمها, هي بمساحة أكبر الفنادق السياحية, وبخدمات تضاهي قرى سياحية تحتضنها أفخم الشواطئ العالمية, في حين أن نزلائها, لا يتجاوزون بأحسن الأحوال عدد أصابع اليد الواحدة ربما. سويتات مستقلة, خدم وحشم وزوار وطباخون فنادق وديليفري 24 ساعة للطعام والشراب ووسائل الراحة والترفيه, حتى التخمة وعسر الهضم.
سلحوب, في حضن غابة الشهيد وصفي التل, في المصطبة, كان أحد هذه المنتجعات, والتي خرجت من الخدمة, بسبب تواصل الاحتجاجات الشعبية على استغلال الغابات الوطنية لتدليل الفاسدين ونغنغة الحرامية الكبار.
أما الرميمين العزيزة, هذا البقعة الجميلة الخلابة من بقاع وطننا الغالي, وإحدى أروع طبيعة فريدة في المملكة, والتي تضاهي روعة وحسنا وهواء عليلا, أجمل بقاع الأرض, ما زالت ترزح تحت وطأة سجنها المختص بكبار النُّهاب وعظام السُّراق والمعتدين على المال العام وموارد الوطن.
ما زال سجن الرميمين البغيض, يسجن حرية وطن وشعب وجمال طبيعة ونقاء هواء, قبل ان يعيث به الفساد بمزيد من الفساد والدلال غير المبرر.
أصحاب نفوذ استغلوا الفساد العام المستشري بالمؤسسات ونفوذهم ومالهم الأسود القذر, لأن تصبح فترة اقامتهم هناك, فترة نقاهة واستجمام, لا فترة عقوبة وتأهيل وإصلاح, فترة إجازة ممتعة للإسترخاء وبحبوحة العيش, لا فترة احتجاز الحرية وتحديد نمط العيش الشخصي.
ورغم الاحتجاجات الشعبية والمطالبات الملحة لأهالي المنطقة المستمرة طيلة سنوات عمر هذا الندب الأخلاقي في طبيعة المنطقة الخلابة, والجرح النازف في أعماق جبال وحراج الرميمين الأردنية البلقاوية, الأقرب الى الجنّة منها الى الأرض, فما زال الفساد هو الفساد, متمكنا من المنطقة ورافضا لنداء العقل والضمير وتقدير الجمال والسياحة الوطنية, وما زالت الرميمين العزيزة, تنوء بحمل جرم استباحة الوداعة, وسجنها يحتل حضنها, وكأنها تنفذ حكما مؤبدا لا خلاص منه الا العفو العام او الموت العام.
ان القيد الذي يدمي معاصم الرميمين, ويكبل حريتها وانطلاق سياحتها وموروثها الوطني الى العالم, انما هو وصمة عار غائرة في ضمير وجبين كل صامت على الحق, ورافض لصوت الحق ودعوة الحق, بتحريرها من هذا السجن الكريه, وتطهير قدسية أرضها من هذا الدنس والرجس, لأجل حفنة عفنة متعفنة من الفاسدين وظهورهم والمستفيدين من مائل الحال هناك.
ان سجن الرميمين المذكور, ليس الا ثألولا قبيحا في خد عروس تباهى اهلها ومن يعرفها بجمالها وصفائها وزهائها, لا بد له من جراحة تزيله, ونطاسة وطنية بارعة صادقة, لتخليصنا منه ومن عقابيله وأثاره الجانبية, قبل أن يتجذر أصله, ويعم فرعه على كل الجمال وجسد العروس النقي.
وأخطر الأخطار وأكبر الكوارث, إن كان سجن الرميمين واعتقال هذا الفسحة الجغرافية الفريدة الجمال من طبيعة الرميمين, ليس الا مرحلة اولى, للاستيلاء على حراج وطني عزيز, باسم الاستخدام العام والضرورة الوطنية, يتبعها اغلاق السجن, رضوخا اسميا للإرادة الشعبية, في حين يعاد تدوير الأرض وبيعها اسميا لمتنفذين وحيتان فساد, كما جرى في بقاع وطنية أخرى على طول الوطن وعرضه, كملكيات خاصة ومزارع ومنتجعات للعهر والزندقة, ومختليات شخصية وأعطيات مدفوعة لضيوف غير أردنيين, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
لا أعتقد, معشر أصحاب هذا الفكر الشيطاني وزمر الفساد والمفسدين, ان الأردن مزرعة لكم, او تركة أجدادكم التي تملكون قواشينها, ولا هي غنيمة حرب كانت لكم الغلبة بها, وبذلك مشروعية التصرف والملكية, ولا أعتقد ان شعبنا العزيز, وان صبر وحلم وكبّر عقله طويلا, قد يترك لكم الجمل بحمله وخيره, او انه سيطيل التغاضي عن حقوقه وشرف ملكيته العامة للوطن وحراجه وشواطئه, أو يترك لكم الحبل على الغارب, تنعمون بما له وتسلبونه حقه وعطية الله له.
فلا تشدوا القوس أكثر, ولا تختبروا صبرنا أكثر, واحفظوا هداكم الله, خطوط الرجعة والتوبة وأبواب الرحمة الشعبية. أغلقوا سجن الرميمين وأعيدوا للجنّة عذريتها, وانسحبوا بهدوء قبل ان تُسحبوا بجلاجل.
أما سجون الفاسدين المفسدين, فلها الصحاري النائية وجيرة العقارب والضواري, بعيدا عن الآدمية والحياة الانسانية, رغم ان رمال هذه الصحاري, لأطهر وأشرف وأكثر, من ان يدنّسها دعيّ متسلق وحرامي وطن.
جمال الدويري

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-12-2016 04:27 AM

شكراَ لكم أخي جمال الدويري النبيل الكبير ،
شكراً لسمو مشاعركم واهدافكم الوطنيه.
نعم وطنا المأزوم الحزين بحاجه لكم يا شرفاء الوطن ، بحاجه لأقلامكم حتى يصحى المسؤول الكبير من غفوته ، حتى يستوعب حجم جريمته بتبشيعه لعروس الأردنيين ، هكذا وصفوها في مقالاتهم شرفاء الوطن ، وصفوها بالعروس وجميلة الجميلات. ما فعلوه بها قد يفعلوه بغيرها .
بقلقكم وفزعتكم وجهدكم ستتحرر الرميمين من قيود سجنها ، وستتطهر من حرامية الوطن الفاسدين المنجسين ، وستعود البسمة اليها بعون الله قريباً .
نأمل أن يسمعوا نداء العقل و

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012