أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إذاعة الرشيد ..

بقلم : عبد الهادي راجي المجالي
19-12-2016 12:13 AM
أنا استمع لإذاعة عراقية في عمان , يبدو أنها تبث فقط للأشقاء العراقيين هنا واسمها :- (إذاعة الرشيد) ...وتذكرني أصوات البنات اللواتي يتصدرن (المايكريفون) ببغداد ..حين كنا نذهب إليها في نهاية التسعينيات ونقيم في فندق الرشيد ...وهناك في الممرات , تداهمك اللهجة العراقية المعتقة وتعشقها لأنك تعشق العراق ..وحين تمر في المقاهي تسمع :- ( داخل حسن , الكبنجي , فؤاد سالم )...حتى اللحن هناك , حتى الوتر.. له هوية عراقية .

في هذه الإذاعة لايوجد :- (هيدا , شو بك , انطرونا ..الخ) يوجد فقط العراق باللهجة , وبالأغاني , وبالاتصالات , وبإعلانات المطاعم , وأسعار الشقق ..كل شيء بالعراقية , وتحترم هذا الإعلام لأن له هوية حافظ عليها ..واحترمها ..

غريب أمر العراقي , فهو يعيش في وطن , صمت الشعراء فيه ولكن اصوات الرصاص لم تصمت , وقد احتلت مدنه , وحوصرت أخرى ويكتوي بنيران الطائفية , والدم فيه موزع بين الجنوب والشمال ...ومع ذلك في خطابه الثقافي والإعلامي , بقي مصرا على لهجته ومصرا على الأغنية والقصيدة وحتى المطاعم العراقية المنثورة في أرض عمان , هي الوحيدة التي تعلن تلك الإذاعة عن أماكنها , وعن أنواع الطعام العراقي فيها .

ونحن للأسف خطابنا موزع بين اللبنانية والإنجليزية , واللغة الهجين ..نعتز بكل هويات الأرض وننسى هويتنا ...

شكرا للبنات اللواتي يقمن ببث برامجهن باللهجة العراقية ,فقد أكلن من البلح الذي نبت على سفح دجلة وشربن من ماء بغداد , وشكرا لمن أقام هذه الإذاعة في عمان ..فقد ذكرني بالصبا والهوى القومي ...والأحلام التي زرعناها ذات يوم في (الكرادة) علها تثمر بارودا ورصاصا ويكون العراق حرا عربيا سيدا ...شكرا للشباب فيها الذين يصرون على بث أغاني :- رياض أحمد وياس خضر , والكبنجي ...فهم ربما نزعوا من مدارسهم في الأعظمية ومن بيوتهم ..ولكن العراق لم ينزع من أرواحهم ...أبدا .

بصراحة معجب جدا بهذه الإذاعة , فهي لا تبث دلعا أو غنجا ..أو تفاهات إعلامية , هي تبث العراق لهجة وأغنية ووطنا ...والعراقي إذا تحدث تعرفه فورا ..أما نحن فحين تسمع إذاعاتنا ..تحتار في المكان والهوية واللحن ..

حتى حزنهم له هوية , لنتعلم من إذاعة الرشيد كيف يكون للحزن هوية إذا.

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-12-2016 12:42 AM

هل هذا مقال ام اعلان ؟ّ

2) تعليق بواسطة :
19-12-2016 10:04 AM

هذا مقال فعلا ردا على من اسمى نفسه مواطن شكرا اخ عبدالهادي المشكله اننا نقلد الغير اردنيه مذيعه تجامل ضيفه من تونس وتقول امسكي المعلئه اما التونسيه فجاوبتها هاي اسمها يااختي ملعقه بالفصحى والعربيه .كارثه التقليد وخاصه المهزومين والهجين

3) تعليق بواسطة :
19-12-2016 04:17 PM

صحافة عواطف لا أكثر، بعيدين كل البعد عن الواقع والمعقول. خليناه لغيرنا.

بعد 10 سنين سنعيش على هامش التاريخ، وقولوا قلنا.


هذا مصير العاطفيين، أما العقلاء فمصيرهم أفضل،

لأنهم واقعيين.

وتحية لكل من ينتهج الواقعية، ويحترم الجميع.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012